لحظة فرح

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار )

هي اللحظة التي يحار قلمنا في التعبير عنها ... فنراه ساكنا يقلب ناظريه بفرحة طفولية بريئة  .. لكن دون أي انسكاب لمداده

لحظة الفرح تجعلنا .. نحلق مع السحاب ..نغرد مع العصافير.. نغني مع أسراب الحمام..نداعب قطرات المطر .. نهمس لأوراق الشجر ..

لحظة الفرح تنقلنا إلى عالم وردي يبهرنا .. و فضاء سندسي يخلب ألبابنا .. و واحة غنّاء تنعش أرواحنا ..

و مع ذلك .. و مع كل هذه المشاعر المتقدة في نفوسنا .. تبقى لحظة الألم هي من يسيطر على مدادنا و يستأثر بحروفنا ..

رغم أن مساحات الفرح في حياتنا قد تكون أكبر و أكبر ... إلا أنها مقارنة مع لحظة الألم .. كقطرة حبر أسود في كوب ماء صافٍ ... كمية الماء أكبر بكثير .. بيد  أنه مجرد أن تخالطه تلك القطرة و تلامسه ... يتكدر ..و تغيب ملامح الجمال التي كان يحوزها ..

بعدا لك يا لحظة الألم ... و طوبى لك يا لحظة الفرح التي تعزف في دواخلنا جميل النغم.