الأزمة التركية : لوبي الفائدة أسوأ أنواع العمال

كان اكثر ما يدفعني الى الغيظ والحنق في عمل الانشاءات نوع لئيم وغدار من المبلطين ومعلمي البناء او اللياسة او تركيب الرخام 

اتفق مع المعلم على العمل والاجرة بالمتر المربع وطريقة الدفع وشروط الجودة ويوافق على كل شيئ ..ويبدا العمل في المكان المخصص له 

وبعد يومين يتوقف عن العمل ولا ياتي الى الورشة ..ويتعطل العمل والبرنامج الزمني 

وعندما اتصل به واساله عن سبب غيابه وتعطيله العمل يقول : ( ان السعر غير مناسب وحتى اعود يجب ان تزيد السعر الى .. كذا ... ) .. باختصار انه يضع العمل في وضع صعب وفي الوقت الصعب ويتفرغ للابتزاز 

اكره هذا الصنف من الناس في اعمال البناء 

والغريب ان العصابة التي تقوم بنفس الشيئ في تخريب اقتصادات الدول الناشئة اطلقت على نفسها اسم ( الماسونية ) اي ( البناؤون ) .. انهم مثل المبلط الحقير 

فعندما تحتاج دولة ناشئة الى سيولة لتطوير نفسها تقوم باصدار سندات خزينة وهي بمثابة ( سند ذمة يستحق الدفع بعد وقت محدد ) وبفائدة محددة .. فيشتري الماسون (وهم  الذين يسيطرون على اكبر نسبة من ثروات العالم) بشراء هذه  السندات 

وتحصل الدولة الناشئة على الاموال وتبدا بتنفيذ مشاريع التنمية وتشغيل عجلة الاقتصاد 

وفي عز الحركة والنشاط .. يقوم الماسون ببيع هذه السندات في يوم واحد وباسعار منخفضة بل وببعض الخسارة ...فتهوي عملة تلك الدولة وتصبح في حالة اضطراب 

وتعود الدولة الناشئة الى المرابي الماسوني وتطلب منه شراء السندات لانها بحاجة الى المال فيطلب منها ان يعلن البنك المركزي في تلك الدولة رفع الفائدة 

وهذا الذي يحصل الان بتركيا .. ينتظر الغرب بفارغ الصبر ان يرفع البنك المركزي التركي الفائدة حتى يعود المرابي الماسوني ويشتري مرة اخرى السندات 

ان رفع الفائدة يعني زيادة الكلفة على كل شيئ في داخل البلد اي الغلاء وهو الذي يقول  عنه الاقتصاديون ( التضخم ) فيعجز الفقراء عن شراء الكثير من الاحتياجات الحياتية لانها اصبحت اكثر من مداخيلهم التي تاكلت ..وتنخفض القوة الشرائية ويتوقف الناس عن شراء الكثير من الاحتياجات فتتوقف المصانع عن الانتاج وتطرد العمال وتعم البطالة ويعم الكساد وتحتاج الدولة الى المزيد من المال لتحريك السوق فتعود الى المرابي الماسوني وتطلب منه المزيد من المال .. فيطلب المزيد من رفع الفائدة  لان عملة البلد اصبحت ( عديمة الثقة ) 

وتكبر الازمة بارتفاع الفائدة ويزداد طمع البناء الماسوني ويطلب المزيد والمزيد 

حتى تهوي الدولة وتعجز عن دفع الرواتب ويثور الناس على الدولة وتعم الفوضى كي تتدخل الدول الجاهزة لالتهام الثروات وتقسيم الارض وربما العودة الى عهد الاستعمار 

رفضت تركيا رفع الفائدة مهما انخفضت اسعار العملة  مقابل الدولار  وصفعت تركيا الماسوني القذر 

وقالت نحن شعب جاهز لوضع الحجر على المعدة وتحمل الجوع ونحن قادرون على الصبر ونستطيع زيادة الزراعة وقادرون على تطوير الصناعة 

(نحن نعرف كيف نقطع الحبل السري بانفسنا) مثل تركي

وسوم: العدد 785