طرق وأساليب عبث الشيطان بالإنسان كما صورها القرآن

مشكلة بل معضلة بني آدم هي وجود مخلوق شرير ناصبهم العداءـ وهو على عدائه لهم منذ بدء الخليقة إلى نهاية العالم وقيام الساعة . وبداية  هذه المشكل أو هذه المعضلة كانت حين خلق الله عز وجل أول إنسان وهو آدم عليه السلام، فأمر الملأ الأعلى من ملائكته الكرام بالسجود لما خلق بيده  ، فأبى الشيطان وهو مخلوق ناري السجود  حسدا من عند نفسه ، وعصا ربه وكفر فطرد من رحمة الله ، فأقسم أن يضل من طرد بسببه من تلك الرحمة هو وذريته ، فقضى الله عز وجل أن يعذبه هو ومن اتبعه من ذرية آدم في نار جهنم . وحذر الله آدم وذريته من عداوة هذا المخلوق الشرير.

ولقد قص الله عز جل علينا قصة هذا المخلوق الشرير في القرآن الكريم بدءا بما كاد لآدم وزوجه عليهما السلام ، ومرورا بما كاد لذريتهما من بعد . وبسط سبحانه القول في طبيعة كيده للإنسان .

ويقوم كيده على الأفعال الآتية :

ـ يزلّ و يستزلّ: أو يزلّق ،وهو الحمل على فعل المعاصي، فكأن المعاصي وهي مخالفة أوامر الله عز وجل عبارة عن مزالق ينزلق إليها الإنسان إذ استزلّه الشيطان .

ـ يخطو : للشيطان خطوات ، وخطواته هي دفع الإنسان نحو ارتكاب المعاصي.

ـ  يضلّ : يجعل الإنسان لا يهتدي إلى الصواب وإلى الطريق الصحيح طريق الهداية والاستقامة كما أراد له الله عز وجل .

ـ يكيد :  يخدع ، ويمكر بالإنسان .

ـ يعد ويمني :  يعطي الإنسان الوعود والأماني الكاذبة .

ـ يزيّن : يجعل العمل القبيح حسنا  في عين الإنسان .

ـ يوسوس : يحدث الإنسان بما لا جدوى فيه ولا طائل من ورائه .

ـ  ينزغ :  يغري الإنسان ويدفع به إلى ارتكاب المعاصي .

ـ  يفتن :  يصرف الإنسان عن الاستقامة .

ـ يغرّ : يطمع الإنسان ويغويه  كذبا .

ـ يدليّ : يوقع الإنسان فيما يريد من تغرير .

ـ  يلقي : يبلغ الإنسان القول الباطل .

ـ يفحّش : يأمر الإنسان بالفحشاء وهي كل ما يشتدّ قبحه من المعاصي والذنوب.

ـ يخذل : يتخلى عن الإنسان حين يواجه المتاعب بعد ارتكاب المعاصي.

ـ يصدّ : يمنع الإنسان من الاستقامة  على  الصراط المستقيم .

ـ يسوّل : يغري الإنسان بفعل القبيح ويحببه إليه .

ـ يستحوذ :  يستولي على الإنسان ويغلبه فيطيعه في فعل المنكرات .

ـ يستهوي :  يغوي الإنسان ويضله عن سواء السبيل والصراط المستقيم.

ـ يزخرف :  يحسّن الكلام للإنسان فيبدو ظاهره حق ، ويكون باطنه باطلا .

ـ يهمز : يهمس  ويوسوس في قلب الإنسان .

ـ يعادي : يوقع العداوة بين بني الإنسان بسبب إقبالهم على المحرمات .

ـ يوحي : يشير إلى الإنسان الإشارة أو الإماءة الخفية ليضله .

ـ ينسي : يحمل الإنسان على عدم التذكر .

ـ يقترن :  يصاحب ويلازم الإنسان إذا ما انساق وراء إغوائه .

ـ  يحزّب : يجعل من يغويهم من بني الإنسان جماعة تابعة له ويقويهم لفعل الشر.

ـ يكفّر : يحمل الإنسان على الكفر .

ـ يعبّد : يتخذه بنو الإنسان معبودا من دون الله عز وجل .

ـ يبذّر : يحمل الإنسان على الإسراف في إنفاق المال على مالا طائل من ورائه.

ـ يناجي : يحدث الإنسان سرا لإغوائه .

ـ يخوّف : يفزع الإنسان ويرعبه .

ـ يتخبّط :  يرهق الإنسان و يتعبه ويعذبه ويوقعه في المشاكل العويصة .

ـ يمس : يشكك الإنسان في قدراته العقلية ، ويفقده الثقة فيها ، ويحمله على التصرف غير الطبيعي .

هذه أعمال الشيطان الواردة في القرآن الكريم ، وهي تؤكد للإنسان أن الشيطان عدوه المبين . ومهما اشتدت عداوة عدو لن تبلغ درجة عداوة الشيطان للإنسان . وبالرغم من تحذير الله عز وجل للإنسان من هذا المخلوق الشرير ، فإنه مع شديد الأسف والحسرة يتولاه ويجعله قرينا  ، وينخدع له بسهولة ويسر ، وينساق وراء غوايته .

ومهما يبدو كيد الشيطان للإنسان عظيما  ، فإن الله عز وجل قد وصفه بالكيد الضعيف ، فما على الإنسان إلا اللجوء إلى ربه القوي ليقويه على الإفلات من كيد الشيطان الضعيف .

 اللهم إنا نعوذ بك من  خبثه ، وكيده، ونفثه ،ونفخه ،وهمزاته ، وطائفه ، ووسوسته ، ومن  سوء قوله وسوء عمله . اللهم لا تجعل له علينا سلطانا . اللهم اجعلنا من الذين إذا مسهم طائف منه تذكروا فإذا هم مبصرون آمين .  

وسوم: العدد 793