طرق وأساليب عبث الشيطان بالإنسان كما صورها القرآن

محمد شركي
mohammed.said.chergui@gmail.com

مشكلة بل معضلة بني آدم هي وجود مخلوق شرير ناصبهم العداءـ وهو على عدائه لهم منذ بدء الخليقة إلى نهاية العالم وقيام الساعة . وبداية  هذه المشكل أو هذه المعضلة كانت حين خلق الله عز وجل أول إنسان وهو آدم عليه السلام، فأمر الملأ الأعلى من ملائكته الكرام بالسجود لما خلق بيده  ، فأبى الشيطان وهو مخلوق ناري السجود  حسدا من عند نفسه ، وعصا ربه وكفر فطرد من رحمة الله ، فأقسم أن يضل من طرد بسببه من تلك الرحمة هو وذريته ، فقضى الله عز وجل أن يعذبه هو ومن اتبعه من ذرية آدم في نار جهنم . وحذر الله آدم وذريته من عداوة هذا المخلوق الشرير.

ولقد قص الله عز جل علينا قصة هذا المخلوق الشرير في القرآن الكريم بدءا بما كاد لآدم وزوجه عليهما السلام ، ومرورا بما كاد لذريتهما من بعد . وبسط سبحانه القول في طبيعة كيده للإنسان .

ويقوم كيده على الأفعال الآتية :

ـ يزلّ و يستزلّ: أو يزلّق ،وهو الحمل على فعل المعاصي، فكأن المعاصي وهي مخالفة أوامر الله عز وجل عبارة عن مزالق ينزلق إليها الإنسان إذ استزلّه الشيطان .

ـ يخطو : للشيطان خطوات ، وخطواته هي دفع الإنسان نحو ارتكاب المعاصي.

ـ  يضلّ : يجعل الإنسان لا يهتدي إلى الصواب وإلى الطريق الصحيح طريق الهداية والاستقامة كما أراد له الله عز وجل .

ـ يكيد :  يخدع ، ويمكر بالإنسان .

ـ يعد ويمني :  يعطي الإنسان الوعود والأماني الكاذبة .

ـ يزيّن : يجعل العمل القبيح حسنا  في عين الإنسان .

ـ يوسوس : يحدث الإنسان بما لا جدوى فيه ولا طائل من ورائه .

ـ  ينزغ :  يغري الإنسان ويدفع به إلى ارتكاب المعاصي .

ـ  يفتن :  يصرف الإنسان عن الاستقامة .

ـ يغرّ : يطمع الإنسان ويغويه  كذبا .

ـ يدليّ : يوقع الإنسان فيما يريد من تغرير .

ـ  يلقي : يبلغ الإنسان القول الباطل .

ـ يفحّش : يأمر الإنسان بالفحشاء وهي كل ما يشتدّ قبحه من المعاصي والذنوب.

ـ يخذل : يتخلى عن الإنسان حين يواجه المتاعب بعد ارتكاب المعاصي.

ـ يصدّ : يمنع الإنسان من الاستقامة  على  الصراط المستقيم .

ـ يسوّل : يغري الإنسان بفعل القبيح ويحببه إليه .

ـ يستحوذ :  يستولي على الإنسان ويغلبه فيطيعه في فعل المنكرات .

ـ يستهوي :  يغوي الإنسان ويضله عن سواء السبيل والصراط المستقيم.

ـ يزخرف :  يحسّن الكلام للإنسان فيبدو ظاهره حق ، ويكون باطنه باطلا .

ـ يهمز : يهمس  ويوسوس في قلب الإنسان .

ـ يعادي : يوقع العداوة بين بني الإنسان بسبب إقبالهم على المحرمات .

ـ يوحي : يشير إلى الإنسان الإشارة أو الإماءة الخفية ليضله .

ـ ينسي : يحمل الإنسان على عدم التذكر .

ـ يقترن :  يصاحب ويلازم الإنسان إذا ما انساق وراء إغوائه .

ـ  يحزّب : يجعل من يغويهم من بني الإنسان جماعة تابعة له ويقويهم لفعل الشر.

ـ يكفّر : يحمل الإنسان على الكفر .

ـ يعبّد : يتخذه بنو الإنسان معبودا من دون الله عز وجل .

ـ يبذّر : يحمل الإنسان على الإسراف في إنفاق المال على مالا طائل من ورائه.

ـ يناجي : يحدث الإنسان سرا لإغوائه .

ـ يخوّف : يفزع الإنسان ويرعبه .

ـ يتخبّط :  يرهق الإنسان و يتعبه ويعذبه ويوقعه في المشاكل العويصة .

ـ يمس : يشكك الإنسان في قدراته العقلية ، ويفقده الثقة فيها ، ويحمله على التصرف غير الطبيعي .

هذه أعمال الشيطان الواردة في القرآن الكريم ، وهي تؤكد للإنسان أن الشيطان عدوه المبين . ومهما اشتدت عداوة عدو لن تبلغ درجة عداوة الشيطان للإنسان . وبالرغم من تحذير الله عز وجل للإنسان من هذا المخلوق الشرير ، فإنه مع شديد الأسف والحسرة يتولاه ويجعله قرينا  ، وينخدع له بسهولة ويسر ، وينساق وراء غوايته .

ومهما يبدو كيد الشيطان للإنسان عظيما  ، فإن الله عز وجل قد وصفه بالكيد الضعيف ، فما على الإنسان إلا اللجوء إلى ربه القوي ليقويه على الإفلات من كيد الشيطان الضعيف .

 اللهم إنا نعوذ بك من  خبثه ، وكيده، ونفثه ،ونفخه ،وهمزاته ، وطائفه ، ووسوسته ، ومن  سوء قوله وسوء عمله . اللهم لا تجعل له علينا سلطانا . اللهم اجعلنا من الذين إذا مسهم طائف منه تذكروا فإذا هم مبصرون آمين .  

وسوم: العدد 793