الحافظ الكبير الإمام، أبي الفضل، زينِ الدين، عبدِ الرحيم بن الحسين العِراقيّ الشافعيّ

إن مولد الحافظ الكبير الإمام، أبي الفضل، زينِ الدين، عبدِ الرحيم بن الحسين العِراقيّ الشافعيّ (806 ه‍)، المسمّى: «المورِدُ الهنيّ في المولدِ السَّنيّ» من النَّفائس المستَجادة في بابه، وقد أثنى عليه أهلُ العلم، كالحافظ شمس الدين السخاويّ فيما نقل عنه المُلّا علي القاري، وكالشيخ عبد الحيِّ الكتانيّ؛ ذلك أنه يعتمدُ على سياق الأحاديث التي انتَقاها في أبوابه العشَرة بأسانيدها، ويتكلّم عليها، ويناقشُ مَضامينها.

غيرَ أن مَزايا الإسناد والصنعةِ الحديثيةِ وبعضِ المناقَشات العلمية في هذا المولد الجليل هي أكبرُ العوائق التي تحولُ ـ في هذا الزّمان ـ بينَه وبين أن تنتشرَ قراءتُه في مجالس الاحتِفاء العامّة بذِكرى مولد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -!

فقامَ المُختَصِرُ بحَذفِ أسانيد مُتون هذا المولد وتَهذيبِه، وعمِلَ على تشذيبِه، ليقرُبَ تناوُلُه وتَهونَ قراءتُه في الموالِد، بما يحقِّق انتفاعَ عامّة الناس به وبلوغَ ما فيه المقاصِد، مع بتَخريجٍ مقتَضبٍ غايةَ الاقتِضاب للأحاديث التي ساقَها المؤلّف، وعزوِ ما لا يُستَغنى عنه من الأقوال التي أورَدَها، مُبتعِداً عما يتناقضُ مع هذا الاختِصار من الإطالة في التخريج والمناقَشات؛ مما محلُّه غيرُ هذه النُّبذةِ الرّشيقة من المبسوطات.

وسوم: العدد 800