مستعمرة الخوف العلوية

كاتب لبناني فضح النصيرية فعذبوه بانتزاع لحم يده اليمنى على دفعات عن عظمه وقاموا بإدخال أصابع يديه في شرجه واستمرت عمليات التعذيب مدة ثلاثة أيام قبل أن يقتلوه. 

هذا الرجل الصنديد ألف كتاباً عنونه بـــ " مستعمرة الخوف العلوية ".

وكانت مجلة "الحوادث" اللبنانية التي يملكها تصدح بالحقيقة وتفضح العملاء الذين يدّعون الممانعة والمقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني، فهرب بمجلته إلى لندن بعد أن تعذّر عليه اصدارها من مدينة بيروت بسبب تهديدات المجرم اللواء غازي كنعان وضباطه الطائفيين العلويين. 

يقول البطل اللبناني سليم اللوزي، عميد الصحفيين اللبنانيين في زمنه، في كتابه " مستعمرة الخوف العلوية "، الصفحة 123 :

" ينتظر السوريون واللبنانيون اليوم الذي يشاهدون فيه قتلة آبائهم وأبنائهم في مكانهم الطبيعي في السجون وعلى أعواد المشانق جزاء ما اقترفوا من جرائم وخيانة ..بينما تجبرهم أجهزة القمع الهمجية على الهتاف باسم الشيطان حافظ أسد زعيم الدجالين على أنه بطل حرب تشرين وقائد الأمة العربية...

بيروت العلوية حملت سفاحاً بعد تناوب رفعت أسد وأريئيل شارون على هتك عذريتها، والطفل اللقيط هو جبل محسن الطائفي. 

كان سليم اللوزي لايتوانى عن ذكر الحقيقة وفضح الفظائع والأعمال الارهابية التي ترتكبها الدولة العلوية النصيرية بإسم البعث والعروبة في لبنان وسورية فقامت المخابرات الأسدية بحرق مقر مجلته. وجاءته تحذيرات من المحبين لقلمه قريبين من المجرم غازي كنعان بأنه في خطر هو وعائلته.

قرر الرحيل إلى لندن حاملا معه مجلته التي راح يصدرها من هناك ليواصل كتابة مقالاته الجريئة. 

قرر الهروب لأن الانتقام الاسدي كان مؤلماً وفاجعاً حيث تم قتل شقيقه مصطفى اللوزي بالرصاص في طرابلس انتقاماً منه لأنه كتب مقالاً عن حركة الشباب العلوي التي أنشأتها العصابة الاسدية الطائفية ، ودعمها المجرم رفعت أسد الذي قتل 80 ألف مسلم في مدينة حماه السورية في الثمانينات...

ـ في شهر شباط توفيت والدته، وقرر حضور دفنها، ورغم أن العديد من أصدقائه نصحوه بعدم السفر خوفاً عليه من حقد وانتقام نظام الطغمة الأسدي الارهابي، إلا أنه أصرّ على الذهاب معتقداً موت والدته سيمنع المجرمين من القيام بأي جريمة بحقه أو بحق عائلته لظنه أنهم قد يراعون حرمة الموت. 

قبل سفره للبنان قال لأصدقائه :

" ..وغدًا ، اذا نجحت المخابرات العسكرية (السورية) في تنفيذ الحكم الذي أصدرته باغتيالي ، فإني أكون قد استحققت هذا المصير. وعزاء زوجتي وبناتي وأولاد أخي مصطفى التسعة، هو أنني أحببت بلدي، وأخلصت لمهنتي أكثر مما أخافني الإرهاب وردعني حكم المخابرات العسكرية.“

بعد اختطافه، بثمانية أيام عثر راعي غنم على جثة سليم  اللوزي مرمية في أحراج منطقة عرمون في حالة فظيعة بسبب التمثيل بها وتشوهها على يد معذبيه وقتلته.

كان اللوزي ملقى على بطنه وفي مؤخرة رأسه أثر طلق ناري حطّم الجمجمة ومزّق الدماغ، ورصاصة أخرى اخترقت الوجنتين ، بينما تم سلخ لحم اليد اليسرى عن العظم حتى الكوع، أما اليد اليمنى فقد أحرقت أصابعها الخمسة بالأسيد واهترأت، وعثر المحققون على أقلام حبر مغروزة بعنف في مؤخرته مع بقايا أصابعه

كان ذلك في 4 آذار من العام 1980 في لبنان.

وسوم: العدد 804