إلى جانب إنزال أقصى وأشد عقوبة ممكنة بقتلة السائحتين الأجنبيتين لا بد من معاقبتهم بقسوة

إلى جانب إنزال أقصى وأشد عقوبة ممكنة بقتلة السائحتين الأجنبيتين لا بد من معاقبتهم بقسوة أيضا على تعمدهم الإساءة إلى دين الإسلام وإلى سمعة الوطن

لقد نزل نبأ قتل السائحتين الشابتين الأجنبيتين كالصاعقة على عموم الشعب المغربي الذي أدان واستهجن  بشدة هذه الجريمة الفظيعة والبشعة التي لم يحدث مثلها في وطننا المشهود له عالميا بأنه بلد آمن مطمئن يغري أمانه السيّاح  بزيارته من كل أقطار العالم للتمتع بجمال طبيعة الخلابة .

ولا شك أن المجرمين الذين مثلوا بالسائحتين شر تمثيل وفق الفيديو الذي تداولته وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع قد استهدفوا عن قصد و عن سبق إصرار بفعلهم الهمجي سمعة الإسلام وسمعة الوطن في نفس الوقت ، ذلك أن ادعاءهم الانتماء إلى دين الإسلام من شأنه أن يجعل من يجهل  حقيقته وطبيعته أو من يناصبه العداء يتوهم أن مثل هذا الفعل الشنيع قد تلقوه عنه أو أنه مما يوجد ضمن تعاليمه ، كما  أن انتسابهم إلى هذا الوطن قد يجعل من لا يعرفه يظن أن الإجرام من هذا النوع الفظيع أمر مألوف فيه ، وفي الحالتين يكون قتلة السائحتين قد مثلوا بالدين والوطن معا  كتمثيلهم بالضحيتين .

ومعلوم أن من تعاليم ديننا الحنيف أن قتل النفس الواحدة هو بمثابة قتل الناس جميعا كما أن إحياءها هو بمثابة إحيائهم جميعا . ولا يمكن لمن ينتمي حقيقة إلى هذا الدين أن يقدم على جريمة قتل النفس البشرية الواحدة ، وهو يعلم أنه إن فعل ذلك كان مجرما في حق الإنسانية  . والانتماء إلى الإسلام لا يكون بالإدعاء ولا بالظهور بمظهر أهله  بل يجب أن تصدق الأفعال الإدعاء . وإن الأفعال هي المحك المعتمد للحكم على صدق أو كذب من يدعي الانتماء إلى هذا الدين . فليست اللحى أو الهندام أو القمصان أو العباءات أو السواك  أو المسبحات أو غير ذلك أدلة على صحة وصدق الانتماء إلى دين الإسلام بل قد تعتمد تلك الأمور للتمويه على الانتماء الكاذب إليه ، والذي تفضحه الأفعال . فكم من شيطان مريد يخفي شيطنته خلف عباءة ولحية ، وخلف عبارات يوهم بها غيره بأنه صاحب ورع وتقوى ، وهو يأتي من الأفعال أشنعها حتى يفضح الله عز وجل سريرته الخبيثة .

ومن المؤسف أن ينساق البعض وراء  الدعوات المغرضة التي تتهم الإسلام بما يأتيه مثل هذا الشيطان  المريد من سوء الفعال افتراء على دين الله عز وجل .

ومعلوم أن بعض الجهات المغرضة استغلت هذه الجريمة البشعة للنيل من الإسلام بشكل أو بآخر ، وحشر جميع الملتزمين به في خانة واحدة مع  الذين ارتكبوها . ومنهم من اتهم علماء ودعاة أجلاء ظلما وعدوانا  بأنهم هم من يقفون وراء  نشر الفكر الإجرامي ، والعنف الأعمى والإرهاب ، علما بأن العلم الصحيح بدين الله عز وجل لا يقر عنفا ولا إرهابا ولا إجراما بل يحاربه بلا هوادة .ولا يمكن لعالم أو داعية له قدم راسخة في العلم أن يصدر عنه فكرا يدعو أو يشجع على هدر دماء الناس  أو إزهاق أرواحهم .

ومن العار أن تحاول بعض الجهات المغرضة  اغتنام فرصة  وقوع هذه الجريمة النكراء للمتاجرة بها والمزايدة على المتدينين وحشرهم جميعا في خانة واحدة مع مجرمين يدعون الإسلام كذبا وقد فضح كذبهم جرمهم الشنيع . ومما روجت له تلك الجهات صورا للمجرمين وتحتها صورا لعلماء ودعاة مع عبارة : " إن القضاء على هؤلاء المجرمين يجب أن يبدأ من تجفيف منابع إجرامهم " إشارة أولئك العلماء والدعاة . ولقد انتشرت هذه الصور على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهذه متاجرة فاضحة ومكشوفة  بالحدث الإجرامي الذي أدانه الشعب المغربي المسلم عن بكرة أبيه  وبقوة  وشدة ، ولا يحق لتلك الجهات أن تزايد على غيرها في إدانته ، وتستغل الظرف لتحقيق مكاسب إيديولوجية وسياسوية بخسة ومكشوفة .

والمغاربة جميعا على قلب رجل واحد يدينون ويشجبون هذه الجريمة النكراء بأشد عبارات الإدانة والشجب ، كما أنهم يدينون بنفس الشدة  المحاولة الخسيسة لتشويه  سمعة الوطن والدين أمام شعوب العالم .

وإن المغرب بلد الإسلام والسلم والأمان ، سيظل دائما البلد المضياف الآمن والمستقر الذي يفتح ذراعه لكل ضيوفه  ، ولن تزعزع استقراره ولا أمنه أية محاولة جبانة ، ولن تنجح أية محاولة يائسة من تشويه سمعته  وسمعة دينه الحنيف ،وسمعة شعبه الكريم والمضياف .

وفي الأخير نرجو أن تنزل أقسى عقوبة بالمعتدين الآثمين على السائحتين الأجنبيتين ، ولا نريد سماع الناعقين مرة أخرى الداعين إلى إبطال عقوبة الإعدام الواجبة في حقهم لأنهم ذبحوا ومثلوا ببريئتين ، وأرادوا النيل من سمعة وطن أشرف من أن ينتمي مثل هؤلاء إليه ، ومن سمعة دين أقدس من أن يكونوا من أتباعه ، فالجرم فظيع ولا بد من عقوبة قاسية ليكون المجرمون عبرة لمن يعتبر .

وسوم: العدد 804