أبواق الدين الجديد

يطيب لأبواق "الدين الجديد" في العالم العربي؛ استهداف عمر البشير من باب الحرب على الإسلام السياسي؛ للدلالة على تخلف وظلم وفساد الإسلاميين؛ مع أنهم أنفسهم شركاء البشير في حرب اليمن...

ويطيب لمناصري الثورة السورية؛ وعلى رأسهم الإسلاميون؛ الشماتة بالبشير بعد لقائه البشار؛ للدلالة على لعنة السماء التي حلت على من صافح "الطاغوت". 

والواقع؛ أن عمر البشير لا يمثل الإسلام السياسي، بالرغم من دعم الإسلاميين "ثورة الإنقاذ" عام 1989 (الجبهة القومية بقيادة الترابي)، أقله منذ المفاصلة بين البشير وأستاذه الترابي عام 1999؛ وتحول الأخير إلى ألد خصوم النظام القائم، فضلاً عن ابتعاد البشير في أدائه السياسي عن طروحات الإسلاميين، أقله أيضاً مذ حصل "القتل الجماعي" في دارفور عام 2008. 

كما أن الصحيح أن معارضة دعاة التحرر العربي؛ وعلى رأسهم الإسلاميون، للبشير؛ لم يكن مناطها زيارة الأخير لدمشق -وإن كانت القشة التي قصمت ظهر البعير-، أقله بسبب بقائه الطويل في الحكم وسط أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية كارثية. 

إن كان البشر عادلاً فقد ملّه الناس، وإن كان ظالماً فحسبه ثلاثون عاماً في حكم السودان.. وقد آن أوان الرحيل.

وسوم: العدد 804