المؤسسة الفرنسية للتعذيب إبّان الثورة الجزائرية: الحلقة الأولى

سلسلة قراءة وعرض كتب المعرض الدولي بالجزائر  3

clip_image002_e39c3.jpg

مقدّمة  

أوّلا: قرأت الكتاب. ثانيا: دوّنت على كلّ صفحة معلومة أو ملاحظة. ثالثا: نقلت مايستوجب نقله في صفحة خاصّة، رابعا: أضع الحلقة الرّابعة من الكتاب بين يديك. خامسا: انتظر الحلقة الخامسة لتقف على رأي صاحب الأسطر في الكتاب وصاحب الكتاب. والكتاب هو:                                                                                                                                

henri pouillet – "la villa susini,Torture en Algérie, juin 1961- mars 1962 » ,EL Kalima édition, Alger, 2014, Contient 184 Pages.

ميزة الكتاب وأهميته، أنّه صادر من فرنسي، وشاهد عيان في عمليات التعذيب الوحشية والاعتداءات الجنسية بكلّ أنواعها ضدّ الجزائريين والجزائريات، حين أدى خدمته العسكرية الفرنسية بالجزائر المحتلة في جوان 1960 إلى غاية مارس 1961، أي 10 أشهر كما جاء في صفحة 13. وقد ألّف صاحب الكتاب كتابه هذا سنة 2001، أي 40 سنة بعد مشاهدته وممارسته للتعذيب ضدّ الجزائريين، كما جاء في صفحة 14.

سيعتمد صاحب الأسطر في عرضه للكتاب على نقل المعلومات، تاركا التعليق للحلقة الثّانية. بقيت الإشارة أنّ اختيار العناوين وترتيبها من وضع صاحب الأسطر. ومن بين النقاط التي جاءت في الكتاب:

أوّلا: اغتصاب الجزائريات بصورة فردية و جماعية

1.      الجنود الفرنسيين المحتلين الذين كانوا يمارسون الجنس ضدّ النساء الجزائريات والجزائريين من الرجال، كانوا يمارسونه عن رغبة قوية، وليس عن قهر أو ضغط أو إكراه.20

2.      من أفرط في شرب الخمر، فله الحقّ في اغتصاب الجزائريات المعتقلات كجائزة على شربه للخمر. ومن أكثر من اغتصاب الجزائريات المعتقلات، له الحقّ في صندوق خمر إضافي. 97

3.      لم يكن الجندي المحتل ينتظر كثيرا لاغتصاب الجزائريات، من كثرة الجزائريات اللّواتي يتعرّضن للتعذيب والاغتصاب. 135

4.      يتنافس الجنود المحتلين على من يعتدي جنسيا على أكبر عدد من الجزائريات. ومن يكون الأوّل في اغتصاب أوّل امرأة جزائرية تدخل المبنى. 127

5.      الجندي الفرنسي المحتل، مارس التعذيب والاعتداء الجنسي على الجزائريين والجزائريات وهو في كامل قواه العقلية، ويعي جيّدا ما يقوم به. 156

6.      حين لا يكون هناك اغتصاب، يتم تعويضه بالعبث بصدر المرأة الجزائرية، وأعضائها التناسلية. 75

7.      تتم عمليات دهم بيوت الجزائريين ليلا، وباستمرار، ودون إذن من القاضي، وأثناء المداهمة يتم سرقة كلّ ثمين في البيت أو المحل. وأثناء المداهمة تتم تعرية الجميع أمام الجميع، بما فيها النساء أمام الرجال.75

8.       إقحام النّساء المعتقلات في نفس زنزانة الرجال، ويتعرّضن للإهانة، والاغتصاب، والتعرية. 84

9.      يوضع المعتقل عريانا حتّى يشعر بالصغر والإهانة، وينطق ويعترف. ونفس الإهانة تمسّ المرأة الجزائرية، أي تعريتها وإهانتها أمام الرجال. 87

10.  ماتعرّضت له المرأة الجزائرية يفوق ما تعرّض له الرجل الجزائري ، لأنّها امرأة وذات ثقافة اسلامية. 92

11.  لم يتم التطرق لتعذيب النّساء الجزائريات عبر الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين المحتلين إلاّ بعد سنة 2000. ص92

12.   اغتصاب المرأة الجزائرية يبدأ بمجرّد نزع "الحايك" بالقوّة، ثمّ يتمّ طردها من المجتمع الجزائري لأنّها في نظرهم ساقطة عاهرة، ولو تعرّضت بالقوّة للاغتصاب. 93

13.   هناك نساء جزائريات تعرّضن للاغتصاب ، ولا يستطعن البوح بذلك حتّى للأقربين. 94

14.  تعرية المرأة الجزائرية أمام زوجها وأفراد عائلتها والرجال. واغتصاب الرجل الجزائري أمام أفراد عائلته. 94

15.   قبل اغتصاب المرأة الجزائرية، لا بدّ أوّلا من تعذيبها، وإهانتها، لأنّ إهانة الجزائري والجزائرية من أسس التعذيب. 95

16.  إذا كانت الجزائرية المعتقلة في سن 16-30، تتعرّض للاغتصاب. وغالبا ما يأخذن لغرف الجنود لقضاء لياليهم هناك، وعادة ما يجلبن لهذا الأمر، وتتعرّض الجزائرية لـ 30 اغتصاب خلال يومين أو ثلاثة. 97

17.   نادرا ما يمرّ أسبوع دون اغتصاب جزائرية معتقلة، وأحيانا يأتي جنود فرنسيين محتلين من مراكز أخرى لاغتصاب الجزائرية. 97

18.  يتم الاغتصاب بعلم القائد الفرنسي المحتل، ولم يكن تنديد ولا استنكار ولا منع من أحد. وما بين 60- 100 جزائرية تعرّضت للاغتصاب في المبنى المخصّص للتعذيب وخلال فترة تواجدي، أي خلال 10 أشهر فقط، وخلال مركز واحد. 98

19.  في حدود 10 أشهر التي قضيتها في المبنى تعرّض 3000-5000 للتعذيب أو أكثر، وما بين 60-100 إمرأة جزائرية تعرّضت للاغتصاب، وربع العدد ¼ تعرّضن للاغتصاب الجماعي. 103

20.   اغتصاب المرأة الجزائرية، يعتبر هدية للجندي المحتل. 108

21.  الاغتصاب لم يكن جريمة في نظر الاستدمار الفرنسي، ولا بد من إهانة المرأة الجزائرية قبل اغتصابها. 128

ثانيا: مؤسّسة التعذيبب الفرنسية تتفنّن في تعذيب الجزائريين

22.  من الجرائم التي ارتكبناها في الجزائر، هي: حمل السّلاح ضدّ جزائريين يحاربون ويدافعون عن عدالة قضيتهم. 45

23.  يتم قتل الجزائري بكلّ الوسائل، وأمام الجميع، ودون إحصائيات، ودون وثائق تؤرّخ لجرائم الجيش الفرنسي حتّى لا يتركون أيّ أثر. 59

24.   التعذيب الذي يمارسه الجنود الفرنسيين الشباب، أصبح عادي جدا ومن الممارسات اليومية العادية. 60

25.  المبنى كان مركزا للتعذيب طيلة الثورة الجزائرية. كـ: إذابة المعتقل عبر أحواض تحمل الحمض لإذابة المعتقل الجزائري. 69

26.  كانت تدفن عظام المعتقلين الجزائريين بعد إذابتها بالحمض، حتّى لا يبقى أيّ أثر من التعذيب. 70

27.  كلّ جزائري يتعرّض للتعذيب والاعتداء الجنسي ولا يتعاون مع جلاّديه، تتعرّض تجارته للكساد، ويهدّد في بيته وزوجته وبناته. 74

28.  القتل في المبنى دون محاكمة. 74

29.   بعض الجنود الفرنسيين المحتلين كان متحمسا للتعذيب، والبعض الآخر متحمس للاستنطاق الوحشي. 76

30.   المعتقلين الجزائريين هم الذين يقومون بالشؤون اليومية لجلاّديهم، كـ: تنظيف المباني، وغسل الأواني، وغسل ملابس جلاّديهم، ويقشر الخضر، ويقوم بكلّ الأشغال الشّاقة، ثم يعودون إلى زنزناتهم. 77

31.   من وسائل التعذيب: إجبار الجزائري على أكل لحم الخنزير، ويدخل ذلك ضمن التسلية، والمتعة، وفوات الوقت لدى الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين. 78

32.  كلّ من يعتقل ويخضع للاستنطاق، فهو في نظر الجلاّدين السّفاحين: متّهم، متآمر، وعون للثورة الجزائرية، ثمّ يعقبها التبرير لكلّ هذه الاتّهامات المجانية. 80

33.   يستغرق الاستنطاق بعض الأسابيع بالنسبة لـ "السمكات الكبرى"، أي الشخصيات الثورية الكبرى. 80

34.  المرحلة الأولى من التعذيب: اللّكمة، والركل، والسوط، والعصا، والضرب بمؤخرة المسدس، والغرق في الماء، وكسر الفكين والأنف والأضلع والأعضاء، وتعتبر هذه الممارسات من الأمور العادية جدا. 81

35.   مساحة غرف التعذيب 2/2، ويقحمون فيها من 5 إلى 6 معتقل. 82

36.   أغلب المعتقلين يسمعون صيحات المعتقلين وهم تحت التعذيب، ويرون التعذيب مباشرة. 83

37.  لا يوجد ماء ولا مرحاض داخل الزنزانة، والمعتقلون يقضون حاجاتهم داخل الزنزانة، وينظفون حاجاتهم بأنفسهم وبأيديهم. 83

38.  الرائحة لا تطاق في القبو حيث المعتقلين، بسبب أنّ المعتقلين يقضون حاجاتهم فيها، ودون نظافة أو مرحاض. 83

39.  لا يسمح للمعتقل بغسل الوجه، والغسل يتم عن بعد وعبر الأنبوب أي بالرشّ. ويعطى للمعتقل ربع ¼ قطعة خبز  لشخصين، ومستحيل أن يتحصّل فوق هذه الكمية. وأحيانا يجبر المعتقل الجزائري على أكل الخنزير، ويدخل ذلك ضمن التسلية بالمعتقل والإسلام. 83

40.  المبدأ الأوّل في تعذيب المعتقلين هو إهانتهم إلى أقصى درجة. 87

41.   يتم وضع المعتقل في طاولة وأرجله مقيّدة بأرجل الطاولة وكذا جسده وأعضائه. 87

42.   تعليق المعتقل من الرجلين، وعار، وتصبح يديه زرقاء اللّون من ضغط الحبل عليهما. 87

43.   يبدأ التعذيب بـ: الضرب، واللّكمة، والعصا، والمسدس، والسوط، والسّكين على كامل الجسد، واليدين، والرأس، والصدر، والفخذ، والأعضاء التناسلية، والبطن، والأخذ من الشعر، وضرب المعتقل بقوّة على الجدار والطاولة حتّى ينزف دما ويفقد الذاكرة. 88

44.   يعتبر الضرب من باب فتح الشهية للتعذيب، ثمّ الحرق بالسيجارة، والاغتصاب، والكهرباء، والماء. والسجائر في المناطق الحسّاسة، وتستعمل برغبة وشهية، ولم يكن ذلك مفروضا على الجندي الفرنسي. 88

45.  يتم إغتصاب المعتقل الجزائري عبر إدخال قضيب، ومقدّمة المسدّس. ويتم تهديد المعتقل بالقتل وإطلاق الرصاص عليه إن لم يرضخ للاغتصاب. 89

46.  إجبار المعتقل الجزائري على تعذيب أخيه المعتقل بالكهرباء، أي إدارة الكهرباء. 89

47.   وضع خيط كهرباء على جسد المعتقل المبلّل بالماء ووضعه على الطاولة، ليبلغ التعذيب مداه من الوحشية، ويوضع الخيط الكهربائي الثاني على أعضائه التناسلية. 90

48.   إدخال الخيط الثاني من الكهرباء في الدبر، والفم، والعضو التناسلي. وأحيانا جمع الخيطين معا على الجسد، بالإضافة إلى معاودة وتكرار التعذيب عبر الكهرباء. 90

49.  إغراق بطن المعتقل بالمياه عبر أنبوب المياه، ويتسلى الجنود المحتلين بضرب بطنه باللّكم والرجل ولمدّة طويلة وعدّة مرّات، وغالبا ماتكون كمية المياه التي يبتلعها المعتقل من الخل والبول. 91

50.  يتعرّض المعتقل لكلّ أنواع التعذيب في وقت واحد. 91

51.   أغلب الذين كانوا تحت التعذيب من الجزائريين لم يكونوا في وعيهم، حتى أن البعض اعترف بارتكاب بعض الأعمال التي لم يرتكبوها على أمل أن يطلق سراحه بعد "الاعتراف"، ويتوقف عنه التعذيب. 100

52.   كانت حياة الجزائري بالنسبة للمستدمر ثانوية لا تعني شيئا. 101

53.  من أسس التعذيب وأهدافه، اعتبار الجزائري متآمر مع جبهة التحرير، ولذلك تجب إهانته في نظر الجلادين السّفاحين، ليتيقّن الجزائري أنّ يد الاستدمار طويلة تفعل ما تريد وتصله في أيّ وقت ومكان. 101

54.  رمي الجزائري من الهيليكوبتر، ومن علو شاهق، وفي بعض المراكز استبدلت الأعمال الشاقة بالرمي من الهيلوكبتر. وتجري العملية في الجبال والأماكن البعيدة عن النظر، ويرمى الجزائري في البحر وهو مشدود إلى حجر حتّى لا يطفو وينجو. 109

55.  التعذيب كان موجّها ضدّ الشعب الجزائري، أكثر مما هو موجه ضدّ جيش التحرير الجزائري. 103

56.    حمل الحطب بكميات كبيرة جدّا، والقيام بالأعمال الشّاقة. 104

57.   المبنى الذي تحمل 60 شخص، يقحم فيها 150 معتقل. 106

58.   كان من حقّ الجندي المحتل الذي يقتحم بيتا جزائريا، أن يأخذ كلّ ما في البيت من متاع، وحلي. 108

ثاثا: إهانة الجزائري من مقاصد التعذيب

1.      المستدمر الفرنسي يحسن التحدّث باللّغة العربية، لكن يتحدّث بها من باب إهانة الجزائري، وكونه الأحسن جنسا والأفضل، وأنّ الجزائري هو الأحطّ والأحقر. 57

2.      الجزائري متّهم في نظر الاحتلال ولو كان بريئا. ولا ينطقون اسم الجزائر إلاّ للدلالة على العنصرية، والوسخ، والاحتقار. واسم الجزائري غير معترف به. 80

3.      يتم حجز المعتقلين في القبو، حيث تمارس عليهم كلّ أنواع التعذيب والإهانة. 82

4.      لم يكن اغتصاب الرجال الجزائريين المعتقلين من طرف المثليين الفرنسيين المحتلين، إنّما كان الفعل لإهانة الجزائري عن عمد وبإمعان. 88

5.      الجنود الذين كانوا يمارسون أبشع أنواع التعذيب ضدّ الجزائريين، كانوا شبابا صغارا ولم يكونوا جنودا كبارا أصحاب خبرة، ولا الجنود القادمين من الحرب الصينية، ولا رجال الصاعقة كالذين ذكرهم الجلاّد السّفاح "أوساريس". 116

6.       يتم تدريب الجندي المحتل تدريجيا على التعذيب، وخلق جوّ من الكراهية تساعده على التعذيب، وخلق رغبة في ممارسة التعذيب عن حب وطواعية وإقدام ودون تردد، ولا انتظار أوامر القائد. 117-118

7.      الانتقال من تعذيب جزائري إلى تعذيب آخر ، يعتبر بالنسبة للجندي المحتل إعادة حياة من جديد. 142

8.      عشرات الآلاف من الجزائريين الذي كانوا ضحايا، لم يدخلوا ضمن الإحصاءات الرسمية الفرنسية المتعلّقة بالثورة الجزائرية. 159

9.       التعذيب وسيلة من وسائل "تمدين هؤلاء الجزائريين الذين ليسوا أناسا مثلنا". 121

10.  لم يعد يهمني الكتابة عن التعذيب، بقدر ما أصح يهمني كيف لجندي فرنسي في العشرين من عمره، يمارس التعذيب ضدّ الأبرياء من الجزائريين. 26

رابعا: الإعلام الفرنسي للتعذيب

11.  تشبّع الفرنسيون بالمعلومات الرسمية التي تتحدّث عن عدم وجود تعذيب، لذلك لم يكن من السّهل الكتابة عن التعذيب. 25

12.  كان الاحتلال الفرنسي يومها يتحدث عن: "عمليات الشرطة" و "حفظ النظام"، ولم يتحدّث يومها عن التعذيب الممارس ضدّ الجزائريين. 44

13.  كانوا يقولون لنا ونحن صغار، أنّ الجندي الفرنسي الذي يحتل الجزائر، سيعيد النظام ثمّ يعود للديار. 33

14.  كانت للثكنة جريدة صادرة من طرف هيئة تشرف على الجانب النفسي للجيش المحتل. ومهمتها نشر الأكاذيب المروعة حول جيش التحرير الوطني الجزائري، وفي نفس الوقت نشر كلّ ما هو حسن عن الجيش الفرنسي المحتل الذي يمارس يوميا التعذيب والاعتداءات الجنسية، وكذا الدعاية للجيش لتهيئة الجنود الفرنسيين للتجنيد في الجيش الفرنسي لممارسة التعذيب والاعتداء الجنسي. 53

15.   كلّ المادة الإعلامية تأتي من الجيش الفرنسي المحتل التي توافق نظرته وأهدافه الاستدمارية من حيث التغطية عن التعذيب والاعتداءات الجنسية، خاصّة وأنّ الصحفي لا يمكن له التنقل في ظرف الحرب. 60

رابعا: محو آثار التعذيب من أهداف التعذيب

16.  القائمين على التعذيب لم يتركوا أثرا أعتمد عليه. 15

17.  كانت وسائل الإعلام المحتل الفرنسي هي التي تقدّم المعلومات للصحافيين، وكانت كلّها محذوفة مبتورة مشوّهة للوضع في الجزائر. 19

18.  من شروط خروج المعتقل أن لا تكون عليه آثار التعذيب، تجنبا لانتقادات الصليب الأحمر، والمحامين الذين يكثرون "الضجيج". 86

19.  تمّ إزالة عدّة وثائق تتعلّق بتعذيب الجزائريين، وعدّة جزائريين تمّ إعدامهم وتعذيبهم ولم يدرجوا ضمن الاحصائيات المتعلّقة بالتعذيب. 112

خامسا: الإعدام لمن يتحدّث عن التعذيب

20.  كان على الجندي مثلنا، أن لا يتحدّث عن التعذيب وإلاّ تعرّض للمحاكمة العسكرية. 19

21.  معاقبة كلّ فرنسي محتل يرفض تعذيب الجزائريين. 115-129

22.   يمنع على الجندي المحتل أن يتحدّث عن ممارسات التعذيب التي رآها وشارك فيها، وإلاّ تعرّض لأشد العقاب، لأنّ ذلك يعتبر مسّا بشرف المؤسّسة العسكرية المحتلة. 125

23.   كلّ من يعارض التعذيب: يعتبر سلوكه تنديدا بما يقوم به العسكر المحتلين ونتيجته السجن، لأنّ معارضة التعذيب يعتبر من الخيانة العظمى، والإعدام دون محاكمة. 135

24.   لم يكن مسموحا لنا التحدّث مع العائلة عن التعذيب في الجزائر، لأنّه كان من المحرّمات، ولم يكن بالمقدور نقل الحقيقة. 139

25.   حتّى بعد انتهاء الحرب واسترجاع الجزائر لسيادتها، بقي ممنوع على الجندي الفرنسي العائد لفرنسا أن يتحدّث عن "الحرب" و "التعذيب"، ويتعرّض صاحبها للمحاكمة الفرنسية، بزعم الحطّ من معنويات الجيش الفرنسي المحتل. 151- 160

سادسا: فرنسا المحتلة تصدر التعذيب

1.      صدّرت فرنسا المحتلة طرق التعذيب التي كانت تمارسها على الجزائريين إلى الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين، ودول أخرى. 84

2.      نقل المحتل الفرنسي ممارسات التعذيب إلى الحرب الفيتنامية، والولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا اللاّتينية. 171

3.      تحوّل التعذيب الممارس ضدّ الجزائريين إبّان الثورة الجزائرية إلى مؤسسة رسمية فرنسية، وتمّ تصدير التعذيب لمواجهة حركات التحرّر. 172

سابعا: فرنسا النازية تتفوّق على النازية في تعذيب الجزائريين

1.      ارتكبت فرنسا في حقّ الجزائريين نفس الجرائم التي ارتكبتها ألمانيا النازية حين احتلّت فرنسا، وأضافت لها وسائل وطرق لم ترتكبها ألمانيا.20

2.      لم أكن أتوقع أنّ الجرائم التي عاشتها فرنسا على يد النازية، مارستها ضدّ الجزائريين الأبرياء. 43

*****************************************************

سلسلة قراءة وعرض كتب المعرض الدولي بالجزائر  3

المؤسسة الفرنسية للتعذيب إبّان الثورة الجزائرية: الحلقة الثانية والأخيرة 

وعد صاحب الأسطر القارىء الناقد الكريم في الحلقة الأولى[1] أن يضع تحت تصرفه الحلقة الثانية من كتاب:    

henri pouillet – "la villa susini,Torture en Algérie, juin 1961- mars 1962 » ,EL Kalima édition, Alger, 2014, Contient 184 Pages.

كتب التعذيب: اعتمد الأستاذ الفرنسي صاحب الكتاب على كتاب "شهادتي على التعذيب" للسّفاح الجلاد "أوساريس"، وسبق أن تطرقنا للكتاب عبر مقال[2] لمن أراد أن يعود إليه، كما هو مشار إليه في الهامش.  واعتمد أيضا على كتاب: Henri ALLEG « LA QUESTION »، وقد وضعنا قراءة للكتاب عبر مقال[3] يمكن الرجوع إليه عبر الهامش. وجاء كتابه بعد نشر الجلاّد السّفاح "ماصو" مذكراته سنوات 1974-1975.

بقيت الإشارة أنّ الكاتب اعترف أنّه نشر كتابه عن التعذيب في الجزائر إبّان الاستدمار الفرنسي بعدما نشر هؤلاء كتبهم، ويريد أن يقول أنا أيضا أشارك في كشف الستار عن التعذيب الذي كان إلى غاية 2000 من المحرمات في المجتمع الفرنسي، ولم يتوقّف عند القراءة بل دعّمها بشهادته عن التعذيب ضدّ الجزائريين حين كان شابا يقضي خدمته العسكرية الفرنسية المحتلّة بالجزائر. الكتاب إذن شهادة من صاحبها طيلة 10 أشهر، وليس نقلا عن الكتب المذكورة.

ويمكن للقارىء أن يقرأ في نفس الموضوع كتاب لم يذكره صاحب الكتاب، وهو:

Jean-Luc EINAUD « LA FERME AMEZIANE , Enquête sur un centre de torture pendant la guerre d’Algérie ». وقد أفردنا له مقال[4] جاء ذكره في الهامش.

الاستدمار الفرنسي يختار أيضا النظيف الفرنسي ليعذّب الجزائريين: رغم أنّ المؤسّسة العسكرية اعترفت بكون الفرنسي صاحب الكتاب جندي يملك كلّ مواصفات الانضباط، ومتفوّق على زملائه حين كان يؤدي خدمته العسكرية بفرنسا، إلاّ أنّ فرنسا المحتلّة عاقبته بإرساله إلى الجزائر ليمارس القتل والتعذيب ضدّ الجزائريين، لأنّه كان يعارض الحرب ضدّ الجزائريين، ويطالب باسترجاع السيادة للجزائريين. وحين علمت المخابرات الفرنسية أنّه كان من المناصرين للثورة الجزائرية، والمناهضين للاحتلال الفرنسي، والمطالبين بمنح الاستقلال للجزائريين، منعته من تولي الإدارة في المؤسسة العسكرية، وشؤون المال، وتولي تدريب الجنود، رغم أنّه أثبت تميّزا، وشجاعة وبطولة، حين كان جنديا يقضي واجبه الوطني بفرنسا، وعاقبته بتحويله إلى الجزائر خلال جوان1961- مارس1962، ليشارك بنفسه في قمع الجزائريين، وتعذيبهم.  

كتبت عدّة مرّات فيما أنقله عن الأستاذ أبو القاسم سعد الله رحمة الله عليه، أنّ حثالة أوروبا هي التي احتلت الجزائر، واختارت فرنسا أسوء الجنود خلقا، وسيرة، ليعيثوا في الجزائر نهبا، وحرقا، واغتصابا، ونسفا، وتدميرا. واليوم، وبعد قراءة شهادة الفرنسي عن التعذيب في الجزائر، أضيف: فرنسا الاستدمارية كانت تختار أنظف الفرنسيين، والمناهضين للاستدمار الفرنسي، والمطالبين باستقلال الجزائر، ليشاركوا في كلّ عمل قذر ضدّ الجزائر والجزائريين.  ولن يتورّع الاستدمار  في اختيار النظيف النقي ليشاركه جرائمه وقبح أفعاله ولو كان أحد أبنائه، كما اختار  من قبل الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ لاحتلال الجزائر ، ونهب خيراتها، واغتصاب أبنائها. 

اختلافي مع الفرنسي صاحب الكتاب: أختلف مع الكاتب، حين يبرّر الاعتداء الجنسي على الجزائريات، كون الجندي المحتل الفرنسي الشاب، لم يتمتّع بامرأة منذ مدّة طويلة، ومنذ بقائه في مركز التعذيب. وأرى أنّ هذا التبرير للاعتداء الجنسي أخطر من التعذيب بحدّ ذاته.

أختلف مع الكاتب حين يرى أنّ ما يعانيه القائم على التعذيب والاعتداء الجنسي من فرنسيين، هو نفسه الذي تعاني منه الجزائرية والجزائري الذي تعرّض للاعتداء الجنسي والتعذي، لأنّها مقارنة مجحفة في حقّ الجزائري، ولا يمكن حال الاعتماد عليها وأخذها بعين الاعتبار.

أختلف مع الكاتب اختلافا جذريا حين يقارن بين مايسميه "ممارسات الجزائريين" تجاه المحتلين وهم يدافعون عن أنفسهم وأعراضهم، وبين ماقام به الاستدمار الفرنسي من حرق ونهب واعتداء جنسي وإهانة. فهو في هذه النقطة مثله في ذلك كمثل الذي لا يفرّق بين حجارة الفلسطيني وعجلة الفلسطيني الموجّهة ضدّ الصهيوني المعتصب، وبين الصهيوني الذي يقنبل الفلسطينيين، وينسف ديارهم، ويرجم الأبرياء.

صدق الكاتب من خلال الندم على ما فعله وما لم يقله في حينه: قال الكاتب الفرنسي: البنايات الأخرى لم يكن يمارس فيها التعذيب ضدّ الجزائريين، والبناية التي كنت فيها شهدت التعذيب ضدّ الجزائريين. أقول: لو كان غيره لقال: كلّهم يعذّبون إلا نحن لم نعذّب أحدا. وقال أيضا: كان جنود الاستدمار الفرنسي يعتدون جنسيا على النّساء الجزائريات، وأعترف أنّي كنت أعتدي جنسيا من حين لآخر على الجزائريات. أقول: لو كان غيره لقال: أنا التقي النقي، لم أمسّ شعرة من جزائرية، وغيري كان يفعل ذلك باستمرار.

أقول: هذا الصدق في النقل، والشهادة، هو الذي يدفعنا باستمرار غير نادين ولا آسفين، لقراءة ما كتبه الفرنسي والغربي الذي عايش المرحلة، وكان شاهدا حول تاريخ الجزائر، والثورة الجزائرية، وشخصيات جزائرية. ويبقى للقارىء حقّ النقد، والأخذ، والردّ، والتقديم، والتأخير.

أضيف نقطة أخرى لم تكن في الحسبان، ولم أكن أسعى إليها من خلال قراءتي للغربيين والفرنسيين، وأنا أتصفّح صباح اليوم عبر مكتبة وسط المدينة بعض العناوين بأقلام جزائرية عن شخصيات ثورية جزائرية، ألا وهي: أقرأ للفرنسي وللغربي، لأنّه يتعامل مع الجزائر، ويتحدّث عن الجزائر، وعن الثورة الجزائرية، بينما الكتب الجزائرية الأخيرة أصبحت تركّز على الصراعات بين قادة الثورة الجزائرية، والاختلافات فيما بينهم، ونسوا في خضم هذه الصراعات الشخصية والاختلافات الهامشية، الجزائر، وعظمة الثورة الجزائرية، وأمعنوا في الاختلافات التي لا تعني إلاّ أصحابها في تلك الفترة، وأهملوا التحدّث عن مايقوي المجتمع ويعزّز وحدته، وكأنّ الأمر يتعلّق بحلبة متصارعين وليست ثورة واجهت أعتى قوّة يومها بفضل.

الجلاّد السّفاح "أوساريس" تباهى بجرائمه، و"ماصو" تباهى بجرائمه، وآخرون لا نعرفهم لحدّ الآن. وصاحب الكتاب الذي بين أيدينا ندم وأقرّ بأنه ارتكب جرائم التعذيب والاعتداء الجنسي على الجزائريين والجزائريات. وما يهم القارىء المتتبّع، أنّ هذا الفرنسي ومن على شاكلته، يقرّ بأنّه ارتكب جرائم، ما يدل على أنّه صادق في شهادته، ونأخذ منه لأنّه صادق في النقل والشهادة.

التعذيب من رموز الاستدمار الفرنسي: اغتصاب السّفاحين الجلاّدين للرجال الجزائريين لم يكن على يد المثليين، إنّما كان يقصد به الإمعان في إهانة الجزائري. وقرأت هذا العام كتاب: Frantz Fanon « L’an 5 de la révolution algérienne ، يتحدّث عبره الفرنسي "فرانس فانون"، ويقول: إجبار المستدمر الفرنسي المرأة الجزائرية على ترك لباسها، خاصّة في مظاهرات 13 ماي 1958 لم يكن لإبراز جمال المرأة الجزائرية، أو تقليد الأوروبية، إنّما كان إمعانا في إهانة المرأة الجزائرية. إذن، إهانة الجزائري رجلا كان أم امرأة في دينه، وأخلاقه، ورموزه، وعرضه من أسس الاستدمار الفرنسي.

متى يكتب الجزائري عن التعذيب الذي تعرّض له إبّان الاستدمار الفرنسي؟: ليست أوّل مرّة أقرأ لفرنسي ينقل شهادات جزائريين عن تعذيب الفرنسيين لهم. ولحدّ الآن لم أقرأ كتابا ومذكرات بقلم جزائري تعرّض للتعذيب الوحشي على أيدي السّفاحين الجلاّدين، إبّان الثورة الجزائرية والاستدمار الفرنسي. وفي المقابل أقرأ باستمرار شهادات عن فرنسيين اعترفوا بالتعذيب والاغتصاب، خاصّة وقد اعترف الكاتب الفرنسي في صفحة 29: اتّفقت مع جزائريين للتحدّث عن تعذيب الفرنسيين للجزائريين إبّان الثورة الجزائرية.

تظلّ المرأة الجزائرية طاهرة رغم اغتصاب الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين لها: المرأة بشكل عام، والمرأة الجزائرية بطبعها، لم تتحدّث لحدّ الآن عن الاغتصاب الذي تعرّضت له على أيدي الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين يومها. ضف لها أنّ الاستدمار الفرنسي لم يكن يدرج التعذيب والاغتصاب الفردي والجماعي ضمن الإحصاءات الرسمية، لأنّه في نظره لم يكن هناك تعذيب، والجزائري في نظر المستدمر الفرنسي أقلّ من أن يتحدث عنه ويقيم له إحصاءات. وكلّ اغتصاب يكون من ورائه ولدا أو بنتا، وهذا موضوع ما زال لغاية كتابة هذه الأسطر لم يفتح في الجزائر لحدّ الآن. ونظلّ نحترم المرأة الجزائرية، ونقدّرها، ونثني على خصالها، ونفتخر بها أيّما افتخار، ولو تعرّصت للاغتصاب على أيدي الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين، وتبقى الشريفة الطاهرة العفيفة العزيزة الكريمة.

عقيدة التعذيب: ما تأسّف له الكاتب الفرنسي باعتباره شاهدا على التعذيب، ومقرّا بأنّه مارس التعذيب، أنّ الجنود الفرنسيين المحتلين يومها كانوا شبابا في زهرة أعمارهم، وكانوا يمارسون التعذيب، والاعتداء الجنسي، وسفك الأرواح، ببرودة تامة، وبحماسة شديدة، وإقبال ملفت للنظر، وعن قناعة وإقدام، ودون أن يتعرّضوا لضغوط من قادتهم، وهذا هو الذي ظلّ يحيّر الكاتب الفرنسي الشاهد، حتّى أنّه تساءل:  كيف لشاب في مقتبل العمر يقوم بكلّ هذه الجرائم؟.

ترقية التعذيب: تحدّث الكاتب الفرنسي عن الضباط الفرنسيين المحتلين الذين مارسوا أبشع أنواع التعذيب والقتل والاعتداء الجنسي ضدّ الجزائريين والجزائريات إبّان الثورة الجزائرية إلى جنرالات، ونالوا كشكر وثناء وجائزة على جرائمهم البشعة، أوسمة الشرف وحب الوطن، وقد ذكرهم الكاتب بالإسم خاصّة في أواخر الكتاب. وبدورنا نقول: الرؤساء الذين زاروا الجزائر كـ: فاليري جيسكار ديستان في عهد بومدين، و فرنسوا ميتران في عهد الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه، و السّكير ساركوزي، والعاشق هولاند، والماكرو ماكرون، شاركوا في تعذيب، أو الاعتداء جنسيا على الجزائريين والجزائريات، أو صمتوا، أو منعوا التحدّث عن التعذيب والاعتداء الجنسي، أو أخفوا معلومات عن التعذيب والاعتداء الجنسي.

خاتمة - أمنيتي: إنّي على استعداد لأنقل شهادات الجزائريين والجزائريات الذين تعرّضوا للتعذيب إبّان الثورة الجزائرية على أيدي الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين، باللّغة العربية أو أترجمها إلى اللّغة العربية.

[1] مقالنا: " المؤسسة الفرنسية للتعذيب إبّان الثورة الجزائرية: الحلقة الأولى"، وبتاريخ: الجمعة 27 ربيع الثاني 1440 هـ الموافق لـ 4 جانفي 2019 .

[2] مقالنا: "الجنرال أوساريس .. صناعة قتل وتعذيب الجزائريين"، وبتاريخ: الثلاثاء 8 صفر 1438، الموافق لـ 8 نوفمبر 2016 .

[3] مقالنا: " مصنع التعذيب في عهد الاستدمار الفرنسي"، وبتاريخ: السبت 09 شوال 1439 هـ الموافق لـ 23 جوان 2017

[4]  مقالنا: " أنواع التعذيب المسلّط على الجزائريين في عهد الاستدمار الفرنسي"، وبتاريخ: الثلاثاء 26 شوال 1439 هـ الموافق لـ 10 جويلية 2017

وسوم: العدد 806