تقديم من طرف أختي الدكتورة نعيمة ادريس، أستاذة فلسفة بجامعة قسنطينة

 (تقديم على عُجالة لمقال سابق تحت عنوان : "صرخة قلب في وجه 'شيوخ الجريمة' مِن مسلم مقيم في الغرب")

السلام عليكم

أكتب إليكم لمحبتي وتقديري لكم ولأنكم مصدر ثقتي ومشورتي

أحاول أن أنقل لكم وجع أخ فاضل من عائلة فاضلة، كلاهما تألم كثيرا منذ 28 سنة

     أخي أحمد المتحصل على البكالوريا 1986 متفوق وطنيا والفائز بمنحة للدراسة بفرنسا لتفوقه في مادة الفيزياء قسم العلوم الدقيقة بجامعة قسنطينة ، لكن ما أن حط الرحال بفرنسا تبدأ المحن. وتبدأ رحلة عذاب لشاب جزائري  يبلغ 22 سنة، لا حول ولا قوة له في مواجهة المحاكم الفرنسية والأوروبية فيما بعد ،مع غياب الدولة الجزائرية ، ورغم دعم الكثير من الشرفاء والمحامين والمثقفين والصحفيين والكتاب الغربيين لكن دون فائدة ، المحكمة العليا الفرنسية le Conseil d’Etat تعترف بالذنب وفقط ، دون أدنى تعويض ووثائق المحاكم موجودة... بعدها بسنوات أدركنا حجم المحنة ، عانينا من الاستنزاف المادي والنفسي دون جدوى

    الحمد لله أخي بقي على قيد الحياة، لكن نفسيا تضرر إلى أقصى حد، إلى درجة لا يمكن وصفها بأي كلمات معبرة.

   أخي لم يتمكن حتى من حضور جنازة والدي رحمه الله لظروفه الصحية ولا تتخيلون حجم الوجع وهذا مقطع مما كتب أقتطعه من مقال له بالفرنسية وجهه لأحد المدونين المسيحيين :

Mon très cher père est décédé ce mardi 19 juin sans que j’aie pu lui dire au revoir. Ses derniers instants étaient magnifiques et tellement bénis d’après la famille et tous ceux qui ont assisté à son départ vers la Lumière. Son visage était empreint d’une douce et quasi surnaturelle sérénité, il rayonnait, et mon père est mort en paix au domicile familial entouré des siens. C’était un homme bien, c’était une âme pieuse : j’en témoigne.

   أخي أحمد حباه الله منذ الصغر الذكاء الحاد وحب القراءة و الإجتهاد وقبل ذلك الأخلاق الرفيعة، بعد  رحلة المعاناة تحول عن الفيزياء وأفرغ طاقته في قراءات فكرية دينية إنسانية متنوعة، جد عميقة يفتقدها الكثير من الأكاديميين ، ما أتمناه من الله أن ترى كتاباته النور يوما ما.

 في هذا المقال_(والمقتطع من دراسة باللغة العربية والذي كما قال لي كتبه بصعوبة لأنه لم يعد يقرأ  بالعربية إلا نادرا وفقد الكثير منها بحكم أنه يعيش في وسط غربي فرنسي تحديدا)_ ، يريد أن يوصل صرخته الموجعة، وضع المسلمين في الغرب يسوء بسبب الخطابات المدمرة  و التي أرقته فوق ما تتخيلون، بعض المساجد هناك قدمت خطابات دينية مجنونة دفعت بأبناء المسلمين نحو الجهاد المزعوم الذي حطم أوطانا عربية بأكملها، أخي يخشى كثيرا على شباب الأمة... يريد إيصال صرخته إلى أقصى عدد ممكن، هذا يثلج صدره المثقل بالهموم  ويريح ضميره ، ولا يهدف من وراء ذلك مصلحة مادية أو شهرة ...

   لهذا أطلب مساعدتكم في النشر وتحويل المقال إلى أكبر عدد من القراء ،صرخة يريد إيصالها وفقط وأجركم على الله.

وسوم: العدد 810