شاميات 812

لطالما تفاخر رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بنضالات تياره؛ التي أوصلت ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، لكنه صمت كلياً عندما كشف النائب عن "حزب الله" الحقيقة: "ميشال عون وصل إلى الرئاسة ببندقية المقاومة (حزب الله)" 13/2/2019.    

لا يمنع "حزب الله" الذين يخدمون مشروعه أن يبيعوا جمهورهم انتصارات وهمية طالما أن "الخَراج عائد إليه".

****************************************

أما وإن انتهت "دولة الموت والخرافة" (2014-2019)؛ فإن الذين آمنوا بصدق؛ هم الأشد فرحا بحق، وقد عانوا من قبح داعش؛ لأن الإسلام وسطية (وكذلك جعلناكم أمتا وسطا)، وهو لا يقبل التفلت مثلما لا يقبل التشدد، ولا يُتصور أن تمثله دولة مسخ؛ كالتي أعلنها البغدادي. 

مفارقة للتاريخ؛ أكثر الذين واجهوا داعش في مرحلة "زائلة وتتبدد"(2017-2019)؛ هم أنفسهم أسهموا مباشرة أو غير مباشرة في صناعة مرحلة "باقية وتتمدد" (2014-2017).

****************************************

يقولون في علم النفس؛ إن المريض يلجأ إلى "الإسقاط"، كوسيلة دفاعية أمام ذاته والآخرين؛ بحيث ينسب عيوبه ورغباته المحرمة والعدوانية للغير. وعليه؛ فإن العيوب والنواقص التي رمى فيها بشار الأسد أعداءه في خطابه أمام "مجالس المادحين المحلية"، تنطبق عليه تماماً؛ التضحية بالوطن، فقدان المبادئ، عدم الانتماء للشعب، بيع النفس للغير، ممارسة الإرهاب... وأكثر ما ينطبق عليه؛ وصفه أردوغان بأنه "يحاول الظهور بمظهر صانع الأحداث.. وهو عبارة عن أجير صغير" (17/2/2019). 

في هذه النقطة بالذات يظهر مركب النقص عند بشار فاقعاً؛ فهو مجرد بيدق بيد المحتلين الذين جلبهم لمواجهة شعبه؛ هم الذين فاوضوا فصائل المعارضة على الأرض وفي الخارج باسم النظام السوري ومن دون حضوره أو استشارته، وهم الذين أحبطوا رغباته في الهجوم إلى إدلب وألزموه اتفاق سوتشي في خريف العام الماضي، وهم الذي أهانوه شخصيا غير مرة على نحو مخزٍ.. وهم أصحاب القرار العلي في سوريا اليوم.    

يخترع بشار نظرية "عبقرية"؛ فيزعم أن نظامه "لم يرسل ممثلين إلى اللجنة الدستورية، ولكن يُفترض أن وجهة نظر الدولة ممثلة حاليا.. والحوار الآن بين طرف وطني وطرف عميل"، ومع ذلك يدرك بشار أن اللجنة الدستورية –بغض النظر عن موقف المعارضين منها- استحقاق فرضه عليه الروس ولا يستطيع الفكاك منه. 

أكثر ما يلفت من الثرثرة المملة للأسد؛ أنه حانق بشدة من تركيا، لدرجة اعتبار ممثلي المعارضة في "اللجنة الدستورية" مجرد "عبيد عند العثماني" و"يمثلون وجهة نظر الدولة التركية" (يتردد أنه يفكر في سحب الجنسية من كل سوري نال الجنسية التركية). 

مبروك لتركيا أنها نالت شرف إزعاج بشار إلى هذا الحد؛ دليلاً على أنها الدولة الأكثر وقوفا –بصدق- إلى جانب الشعب السوري.

وسوم: العدد 812