التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام (12)

التآمر القرمطي الصفوي

على العروبة والإسلام (12)

د. أبو بكر الشامي

كان هذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ( الشيعة الصهاينة ) = ( النّصيريّة ) .

أما في العلماء المعاصرين : فهذا رأي الشيخ محمد أبو زهرة ( وهو من كبار علماء الشام ) فيهم : قال الشيخ في كتابه " المذاهب الإسلامية ص 96 : ( ولما جاء نور الدين زنكي وصلاح الدين من بعده ثم سائر الأيوبين اختفت النصيرية عن الأعين ، واقتصر عملهم على تدبير المكايد والفتك بكبراء المسلمين وقوادهم العظام إن أمكنتهم الفرصة وواتاهم الزمان . ولما أغار التتار على الشام مالأهم النصيريون ، كما مالأوا الصليبين من قبل ، فمكنوا للتار من الرقاب ، حتى إذا انحسرت غارات التتار ، قبعوا في جبالهم لينتهزوا فرصة أخرى ) .

 و بسبب انطلاق الجهاد في سوريا على يد الشيخ مروان حديد رحمه الله والمجاهدين الذين حملوا تلك الراية في سوريا ، ثم تبني الإخوان المسلمين لها وإشهارها دولياً ، فقد وضعت مسألة النصيرية على طاولة البحث والسؤال لدى علماء المسلمين من قبل المجاهدين في سوريا والإخوان المسلمين وسواهم ممن اهتم بالقضية ، ويمكن أن نقول هنا أن إجماعاً حصل من قبل علماء العصر على اختلاف بلدانهم وممالكهم وانتماءاتهم العلمية والحركية على كفر النصيرية في سوريا ولبنان وأتباعهم ، ووجوب جهادهم

ولقد ترجم كبار علماء العصر وقادة العمل الإسلامي ذلك ( نظرياً ) في فتاوى شهيرة ما بين عام 1980-1985 ، و( عملياً ) على شكل دعم إعلامي ومادي للمجاهدين في سوريا ولكل من وقف معهم ، كما فعل كبار علماء الشام والجزيرة ومصر وباكستان والهند وسائر البلاد ، واشتهار ذلك يغني عن ذكر الأسماء هنا فالقضية محل إجماع السلف والخلف في كفر ( النصيرية ) ووجوب جهادها ، لم يخالف في ذلك إلا علماء السلطان من بعض المنافقين في بلاطهم ممن لا اعتبار لهم

هذه نبذة مختصرة عن ( النصيرية ) الحاقدة كإحدى فروع ( التشيّع الصهيوني ) الخبيث  ...

ومن أراد أن يتعرف على مزيد من أسرار هذه الطائفة المارقة ، نحيله إلى كتب الملل والنحل والفرق ومن أهمها : ( فضائح الباطنية للإمام الغزالي ) ( الفتاوى الكبرى للإمام ابن تيمية ) ( الملل والنحل للشهرستاني ) ( فرق الشيعة للنوبختي ) و( المذاهب الإسلامية للشيخ أبو زهرة ) وكتاب " الجذور التاريخية للنصيرية " ، و "الموسوعة الميسرة في الأديان و المذاهب المعاصرة. "

 

* جرائم النصيرية بحق الأمة في العصر الحالي :

لقد حفل تاريخ النصيرية على مر الأزمان _ كما مرّ معنا _  بالعداء للإسلام والمسلمين ، وكان من أشهر تآمرهم _ كما قرأنا _ تعاونهم مع الصليبيين عندما غزوا المشرق العربي ووقوفهم إلى جانبهم ، ولقد حاربهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، ففروا إلى منعزلهم في الجبال مترقبين فرصة أخرى ...

كذلك كان دأبهم مع التتار ، فقد عاونوهم ومكنوهم من رقاب المسلمين ، وعظم أمرهم في ذلك الوقت ، وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أمرهم الذي عاصره فأوسع وأجاد كما رأينا ...

فلما غزا الفرنسيون بلاد الشام عام 1920 لم تفتهم فرصة الاستعانة بهؤلاء الخونة أعداء الإسلام ، فقربوهم ومدوا لهم يد العون ، وقد قام المستشار الفرنسي أنذاك بمساعدة أحد النصيريين ويسمى سليمان المرشد ، في ادعائه الألوهية ، حيث أمده بالوسائل اللازمة لذلك ، وذلك لخداع الجهلة من أبناء طائفته ، وتسهيل سيطرته عليهم ،  فاتخذ لنفسه رسولاً اسمه ( سليمان الميدة ) ، وكان هذا الرب يخرج لأبناء طائفته بثياب فيها أزرار كهربائية تضيء أنوارها ، فيخر له أنصاره ساجدين ، وكان المستشار الفرنسي نفسه يخاطبه بصفة الإلهية !

يقول الزركلي في كتاب الأعلام ج3ص170 : ( سليمان بن مرشد بن يونس ، شيعي من النصيرية ، ادعى الألوهية من قرية ( جوبة برغال ) شرقي اللاذقية ، وتلقب بالرب ، بدأت سيرته سنة 1920 ونفي إلى الرقة حتى 1925 ، ثم عاد من منفاه وتزعم أبناء نحلته النصيرية ، وهم من فرق الباطنية التي تؤله علياً ، وتقول بالحلول ، وكانت الثورة في سوريا أيام عودته قائمة على الفرنسيين ، وانتهت بتأليف حكومة وطنية لها شيء من الاستقلال الداخلي ، فاستماله الفرنسيون واستخدموه ، وجعلوا لبلاد النصيريين نظاماً خاصاً ، فقويت شوكته وتلقب بـ ( رئيس الشعب العلوي الحيدري الغساني ) . وعين سنة 1938 قضاة وفدائيين ، وفرض الضرائب على القرى التابعة له ، وأصدر قراراً جاء فيه : ( نظراً للتعديات من الحكومة الوطنية والشعب السني على أفراد شعبي ، فقد شكلت لدفع هذا الاعتداء جيشاً يقوم به الفدائيون والقواد ).

وجعل لمن أسماهم الفدائيين ألبسة عسكرية خاصة ، وكان في خلال ذلك يزور دمشق نائباً عن النصيريين في المجلس النيابي السوري ، ولما تحررت سوريا وجلا الفرنسيون عنها ، ترك له هؤلاء من سلاحهم ما أغراه بالعصيان ، فجردت حكومة سوريا قوة فتكت بأتباعه واعتقلته مع آخرين ، ثم قتلته في دمشق شنقاً سنة 1946 ) . انتهى.