ليس دفاعا عن بلال حسين غلام 1 / 2

تصحيح التاريخ المزور  واجب وطني

ليس دفاعا عن بلال حسين غلام وإنما هو تضامن ووقوف إلى جانبه.. فهو ليس في حاجه إلى أي دفاع  لا مني ولا من غيري فهو يثبت تاريخ تم طمسه  ويكتب حقائق ووقائع..  تثبت ان الحق والحق أبلج والباطل لجلج

ما يقوم به الأخ بلال عمل وطني  وإنساني عظيم فإنما  يقوم بتوثيق وتصحيح تاريخ تم تزيفه  وتحريفه مع سبق الإصرار  والترصد  .

فتزيف تاريخنا لم يكن عبثا أو عشوائيا بل عمل إجرامي ممنهج  قام به نظام يمتلك كل الإمكانيات المال والنفوذ والسلطة والإذاعة والتلفاز  والصحف والمجلات وكافة الوسائل الإعلامية والترغيب والترهيب وفرضوه على الكتب المدرسية  فتربت أجيال متتابعة على هذا التاريخ المزور وليس لها دراية بالتاريخ الحقيقي  فأمنت به  انه تاريخنا المجيد  - 

وان شعبنا الأبي الشامخ ظل مستكينا وراضيا وخاضعا تحت براثن الاستعمار طوال ( 129 عام )  حتى بعث الله هؤلاء الصبيان الذين استنسخوا الأيدلوجية الماركسية  وطبقوها في حكمهم علينا  وأنهم هم من حررا البلاد

 لينتشلونا  ويحررونا  في فترة زمنية  قصيرة لا تتعدى أربع سنوات سنوضح ذلك لاحقا

-

كتابة تصحيح التاريخ الذي تعرض لتزييف والتحريف ضرورة مهمة وملحة . وعلى الشرفاء من المؤرخين والأكاديميين والجامعات أن يقوموا بانجاز هذا العمل العظيم . إن امة لا تعي تاريخها هي امة لا تعرف طريقها إلى التقدم والازدهار فالوعي بالتاريخ هو الذي يزودنا بوضوح الرؤية للمستقبل في هذا العصر المليء بالتحريف والتزييف والتزوير وتشويه التاريخ . وكتابة التاريخ بصدق وأمانه عمل أنساني عظيم رفيع المستوى ...

-

التاريخ هو الشاهد الوحيد على حياة الأمم وحضاراتها، فهو كتاب مفتوح تسطر فيه حكاية كل أمة وتوثق فيه الأحداث الفارقة في حياتها وتدون فيه سير عظمائها وعلمائها ومفكريها من الذين حققوا انجازات وصنعوا حضارة – ان عدن لم تصل إلى ذلك الرقي والازدهار في الزمن الجميل  إلا بفضل أهلها .

مما لا شك فيه ان ممارسة تزييف التاريخ صار أمرا طبيعيا في ظل الأنظمة الاستبدادية  في كل زمان ومكان فهي التي تقوم بصناعة تزييف التاريخ .  وأسوأ تاريخ الذي يكتبه المنتصرون فهو خالي من الحقائق نهائيا .  وبكل جراءة ووقاحة  يتفاخرون به علنا  في خطاباتهم ومحاضراتهم وكل الأجهزة الإعلامية  وأكثر من ذلك أنهم فرضوه  في المناهج التعليمية  في كل المراحل

هل اعتبروا شعبنا غبي إلى هذا الحد  أم ان غبائهم أصابهم بعمى  والبصيرة

-

الأصوات النشاز الذين باتت أصواتهم تطلع وترتفع بين الحين والآخر ضد من يكتبون يكشفون حقائق التزييف والتحريف  الذي تعرض له تاريخنا . لقد نهبوا ممتلكات المواطنين باسم التأميم

الكاتب الباحث صاحب الفكر المستنير بلال غلام يساهم مشكورا بتعريف وتصحيح ما تعرض له تاريخنا من تزوير  وبلال غني عن التعريف  فهو بكل يقين رمز من رموز الوطن ومن رموز الشموخ والولاء والانتماء والاعتزاز لمدينته عدن .. بمعنى أن الرمز والقدوة تطلق على من لهم بصمات في أي مجال يتقنه  فرجال الفكر والأدب والإعلام والفن الخ.. رموز وطنية      

الرمز الحقيقي ليس في مجال السلخ والقتل والإعدام  والتعذيب والرعب و التخطيط والخيانة والغدر و من يكون لهم السبق في التخلص من رفاقهم  ومن ساهموا وساعدوهم وسلموهم السلطة . ما بشع الجراءة حينما جعلتم من السفاحين رموز  وجهابذة  في القيادة والحكمة والدهاء  ونحن لم نرى من هذه الصفات إلا في مخططات  التصفيات في ما بينهم

الرفاق حكموا  ( 23 عام  )  كلها غدر وخيانة وصراعات مصالح واختتموها بضياع البلاد 

-

نقول لهؤلاء المتنطعون  من حقكم ان تعلو أصواتكم بالصياح على ماضيكم الغير مأسوف عليه –

لأنكم لم تعيشوا الرعب والخوف ولم تطردوا من أعمالكم

ولم تتعرضوا للقمع والإرهاب ولم تدخلوا معتقلات الموت

ولم تعلموا بما يحدث في مربط محســــن الشرجبي

لم يسحل احد من أهلكم ولم يسجن ويعذب ثم يعدم  احد من أقاربكم

لم يختفي لكم والد ولا أخ ولا أبن ولا صديق ولا جار ولا عزيز كأن الأرض انشقت وابتلعته ..

لم تعيشوا الرعب وأبشع أنواع الإجرام من قبل عتاولة الإجرام  الذين مارسوه بلا إنسانية ولا ضمير

لم تأمم بيوتكم ولم تنهب ممتلكاتكم ولم تتشردوا وتغادروا أوطانكم إلى كل فج قسرا وهربا وخوفا

ولم تتذوقوا مرارة الألم والجوع والحسرة  .

لم  تتعبوا  وتملوا من البحث عن وظيفة  وتجدون الأبواب مغلقة  أمامكم  والاتهامات تنهال عليكم  ثورة مضادة .عميل. خائن. تحريري.  رابطي . مندس . يميني  كنهوتي . الخ....

هل فكرتم  ولو قليلا  جناح الحجريين يأتون بأفواج من تعز ونواحيها الى عدن و يتحصلون على   السكن والوظيفة والبعثات  بينما بينما ابن الجنوب  يتمنى ان يغادر البلاد

-

جئتم من الأرياف ومن الحجرية إلى عدن لا تملكون شيء ووجدتم البيوت جاهزة والوظائف جاهزة  استأثرتم بالوظائف وا لرتب والمناصب  صارت الثورة ثروة  لناس معينين ( لا اقصد ثروة مالية بل ثروة مصالح  ومنافع وقسمة ومحاصصه  ثم تطورت  مع تطور الأحداث  الجاريات  والصراعات  وعم وطم  القتل بالجملة  لمن يستأثر بالغنيمة باسم الثورة  )

من المبكي المضحك ان إدمان التزييف والتحريف الذي مارستموه على تاريخنا وعلى شعبنا إنكم مارستموه على بعضكم البعض

قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف المتعلمين الجامعيين اتهموا بالرجعيين اليمينين المتخلفين  - وأصحاب الابتدائية وأقل  والمتوسطة  هم التقدميون المتعلمون المفكرون ومع ذلك مصرين على الأباطيل والأكاذيب

كما تدبن تدان :-  قمة التزوير والتحريف طال أهم قيادات الجبهة القومية ووليدها الغير الشرعي الاشتراكي وعلى رأسهم فيصل الشعبي وقحطان وعلي عبد العليم وسالمين ومحمد علي هيثم ومطيع وكوادر طائرة الموت – منتهى الجبن والغدر والخيانة ان تنتهي تلك القيادات بتهم باطلة  ولكن الجزاء  من جنس العمل - خلال ربع قرن فقدنا ما يقارب خمسون الف من شعبنا غير ضحايا حرب 1994م التي هي من افراز  العهد السابق

-

تزييف التاريخ عمل كإرثي يطمس منجزات العظماء ويرفع شأن الصعاليك ويمنحهم السيطرة على البلاد والعباد

التاريخ من المفترض أن يكون تاريخًا صحيحًا يكتبه مؤرخون ثقات ليس لهم أي انتماءات  سياسية..  حتى يبقى التاريخ هو الشاهد على حياة الأمم والشُّعوب وحضارتها.

-

رغم أهمية التاريخ إلا أن تزييفه أصبح آفة العصر

تم طمس تاريخ ثورة  وثوار شعب الجنوب  ونسبوها للجبهة القومية التي لم تتكون إلا في عام 1963م والاستقلال نهاية 1967م

بينما نشطت الحركة النضالية في عدن في الأربعينيات وفي المناطق الريفية وحضرموت في بداية الخمسينات- هؤلاء  هم الرموز الحقيقيين والأبطال الشجعان لا احد يعرف عنهم شي .. تم تهميش حقبه زمنية طويلة بنضالها وكفاحها ورجالها - كونت بريطانيا الجيش والأمن لقمع تلك الثورات

-

قبل ان تنفجر مرارة  من لا يعجبه كلامي

دعونا نبحر مع العقل والفكر والتاريخ

 لعلنا نجد آذانا صاغية

خلق الله الإنسان ورفعه على كثير من خلقه وكرمه تكريما على كثيرٍ من خلقه  ومن مظاهر هذا التّكريم أن وهب الله له نعمة العقل- و به يدركون  أسباب الحياة

أمم استخدمت عقولها فارتقت

وأمم استخدمت نزواتها  وشهواتها فأهلكت نفسها وأهلكت  غيرها ...

وسوم: العدد 813