تعرف على الصيني المسلم الذي اكتشف الأمريكيتين قبل كولومبوس

عندما يبحث الناس عن كبير المستكشفين للأمريكيتين، فإنهم يجدوا الاسم الأكثر شهرة والمعتاد على مسامعنا: كريستوفر كولومبوس، ولكن الكثير لا يعلم عن واحد من أكثر المستكشفين إثارة للاهتمام، والمميزين بتأثيرهم في كل العصور وبخاصة في الصين مثل  (تشينغ خه)، هو المسلم الذي أصبح أكبر أميرال في الصين، ومكتشف القارة الأمريكية قبل كولومبوس, فهيا بنا نتعرف على هذا المستكشف العظيم.

(تشينغ خه) ويسمى بالعربية (حجّي محمود شمس) كان بحارًا صينيًا مسلمًا ولد عام 1371م في أسرة مسلمة تدعى "ما " من قومية هوي بمقاطعة يونان في جنوب غربي الصين.

تربى في بلاط الأمير تشو دي من أسرة مينغ، أمير منطقة يان (منطقة بكين حالياً).

قام برحلات عديدة زار فيها البلدان التي تقع على سواحل المحيط الهندي وجنوب آسيا وأفريقيا، ووصل إلى منطقة الخليج والبحر الأحمر ومكة المكرمة وكان ذلك في سبع رحلات بحرية استغرقت 28 عاماً، حاملاً معه بضائع كثيرة من المنسوجات الحريرية والمجوهرات والعقاقير الطبية الصينية.

وكان أسطول (تشينغ خه) يتألف من 62 مركبًا عملاقًا يقدر طول المركب الواحد 400 قدم حسب تقديرات خبراء الملاحة.

وتضمنت هذه السفن سفن ضخمة جدًا سميت باسم سفن الكنز، والتي تعتبر من أضخم السفن البحرية التي عرفها العالم.

وكانت طواقم هذه السفن تضم حوالي 30 ألف بحار وجندي ومئات المسؤولين و180 طبيبًا و 5 منجمين (فلكيين) وعشرات من المهنيين، كالحدادين والنجارين والطهاة والخياطين، فضلًا عن حشود من المترجمين الذين يتقنون العديد من لغات العالم.

تعتبر رحلات (تشينغ خه) سباقة لرحلات البحار الإيطالي كريستوفر كولمبس والبحاران البرتغاليان فاسكو ديجاما وماجيلان فقد وصل إلى سواحل أمريكا قبل كولومبوس وإلى أستراليا قبل كوك، لكنه لم يفعل مثلهم، وإنما دعا السكان الأصليين إلى الإسلام، فقد كان رجل السلام الذي جاب المحيطات ولم يشعل حربًا ولم يقتل أحدًا ولم يفعل ما فعله كولومبوس بالهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، ولا ما فعله كوك البريطاني بسكان أستراليا الأوائل.

واحتفلت الصين عام 2005 بمرور 600 سنة على أولى رحلاته البحرية التي عبر بها المحيط، وذلك بعرض بعض الأثار ذات العلاقة، وإصدار مجموعة من الطوابع بهذه المناسبة، معتبرة إياه رسول المهمات الدبلوماسية.

حيث كان  (تشينغ خه) ومستشاريه المسلمين يدعون بانتظام للإسلام أينما سافروا، فكان الأميرال تشنغ الدبلوماسي ، والجندي، والتاجر، والذي عرف بأنه عملاق التاريخ الصيني والإسلامي، ينظر إليه باعتباره واحدًا من أعظم وأبرز من قاموا بنشر الإسلام في جنوب شرق آسيا، وللأسف، بعد وفاته، غيرت الحكومة الصينية فلسفتها إلى الكونفوشيوسية التي لا تدعم مثل هذه الحملات، ونتيجة لذلك، تم نسيان معظم إنجازاته ومساهماته أو إغفالها لمئات السنين في الصين.

المصادر :

‏ 1- Hoon, H.S (2012). Zheng He's art of collaboration: Understanding the legendary Chinese admiral from a management perspective. Institute of Southeast Asian Studies. pp. 32, 155.

‏2- Pollard, Elizabeth (2015). Worlds Together Worlds Apart. New York: W.W. Norton & Co. p. 409.

‏3- Liang Qichao. "Zuguo Da Hanghaijia Zheng He Zhuan". 1904. (in Chinese)

‏4- Hui Chun Hing. "Huangming Zuxun and Zheng He’s Voyages to the Western Oceans". Journal of Chinese Studies, No. 51 (July 2010). Retrieved 17 October 2012.

‏5- Guy, John. "Quanzhou: Cosmopolitan City of Faiths". The World of Khubilai Khan: Chinese Art in the Yuan Dynasty. Yale University Press. p. 176.

‏6-Tsai, Shih-Shan Henry (2002). Perpetual Happiness: The Ming Emperor Yongle. University of Washington Press. p. 38. ISBN

‏7- Fu, Chunjiang; Foo, Choo Yen; Siew, Yaw Hoong (2005). The great explorer Cheng Ho. Ambassador of peace. Asiapac

‏8- Shih-Shan Henry Tsai (2002). Perpetual Happiness: The Ming Emperor Yongle. University of Washington Press. ISBN 978-0-295-98124-6.

‏9- "The Archaeological Researches into Zheng He's Treasure Ships". Travel-silkroad.com. Archived from the original on 27 August 2008. Retrieved 1 September 2008.

‏10- Ma Huan. Ying-yai Sheng-lan: The Overall Survey of the Ocean's Shores.

‏11- Bentley, Jerry H.; Ziegler, Herbert (2007). Traditions and Encounters: A Global Perspective on the Past. McGraw-Hill. p. 586.

‏12- "Shipping News: Zheng He's Sexcentary". China Heritage Newsletter. Archived from the original on 2011-11-28. Retrieved 4 December 2011.

‏13-Sien, Chia Lin; Church, Sally K. (2012). "Chapter 12, Clifford J Pereira". Zheng He and the Afro-Asian World. Perbadanan Muzium Melaka.

14. امبراطورية المعرفة.

وسوم: العدد 817