الأحداث في غزة

إن خصوم حركة حماس يختلقون المشاكل في وجه حماس، ويشكون من التضييق عليهم في عيشهتم، ولهم إعلام واسع يضخم جور حماس على الشعب في غزة، وهذه الأحداث ذكرتني في موضوع اردت أن تفهمه الجماعة المسلمة، وهو : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما دعاه زعماء قومه عند الكعبة بعد المغرب، فجاءهم، وكان حريصا على هدايتهم، فعرضوا عليه ما يهمهم، وقالوا فرقت بين أبناء قومك وسفهت أحلام الآباء، وعِبْتَ الآله وفعلت وفعلت...إن كنت إنما تريد بهذا الأمر المال، جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون اكثرنا مالاً، وإن كنت تُريد الشرف ، سوَّدناك علينا، وإن كنت تريد الملك، ملَّكناك علينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما جئتكم به *(توحيد الله)* ما أُريد به الشرف فيكم ولا الملك عليكم، إنما أبلغتكم ما أردت *( توحيد  الله)*  فإن تقبلوا ما أردت فهو عزكم في الدنيا والآخر، وإن تردوه عليِّ، أصبر حتى يحكم الله بيني وبينكم ) وهكذا نجد أن الهدف، إيمان الناس بالإسلام وليس السيادة عليهم، ولا حكمهم، وهذا نجده واضحا في قول الله تعالى : *{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}* [الحج : 41]، وهذه الأعمال، إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يقتضي أن تحكم الجماعة المسلمة الشعب، بل يكفيها أن تطمئن إلى من هو لا يخالف ذلك، والجماعة هي التي تقوم بهذه الأعمال بمساعدة الدولة، وأما قادة الدولة يكونون من أهل الإختصاص والهبرة في إدارة شؤون الدولة، ويكونوا أهلاً، ومن أهل الإختصاص في إدارة شؤون الناس، وقضاء حاجاتهم، والنهضة بهم، والإستقامة...ويكفي هذا الشرح البسيط *{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}* [ق : 37] .

وسوم: العدد 818