الفصل بين الهوية والحرية

أخي الكريم. انا لا أرى أن هناك فصلا بين الهوية والحرية. الحرية بلا هوية فوضى كاملة ومدعاة للتدخل والاستعمار الأجنبي والذي سيفرض هويته الخاصة به و الآخرين لهم هوية وان تدثرو بالحرية.. والهوية بدون حرية مجلبة للاستبداد والظلم. اذن تحقق الحرية شرط ضروري ولكنه ليس كافيا والهوية هي المكمل. الذين خرجوا في الربيع العربي  كانو مستبطنين للهويه من خلال مطالب الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم وتلك من مقومات الهوية الإسلامية. الموجة الأولى من ثورات العربية كانت في معظمها ضد انظمه علمانية بدرجات متفاوتة وبالرغم من تشابه الربيع العربي إلا أن هناك حالات إختلاف..ربما الحالة السودانية مثال على الحالة المختلفة حيث  المتظاهرين خرجوا على نظام ذات هوية  إسلامية وان كان مجرد  شكلا وقدم الحاكم الفرد نموذجا سيئا لكن هذا لا ينبغي أن ينسينا ان بغض من خرجوا مثل التيار الشيوعي وبدعم خارجي يسعى لاستئصال منافسية وخاصة القوى الإسلامية والوطنية. قد يكونوا اقلية لكنهم بهويتهم الواضحة ومشروعهم الفكري والدعم الخارجي قد يحولون مسار الأهداف النبيلة للمتظاهرين ويعيدون الحكم القمعي من جديد تحت شعارات الحرية أيضا وتجربتهم الماضية في القمع والاستبداد مازالت واضحة وتجربة حكم الشيوعيون في جنوب اليمن قبل الوحدة مازالت تلقي بظلالها الكارثية حتى اليوم. لقد تمكن الحوثيون وهم قلة مندسين في صفوف الثورة اليمنية من ابتلاع الدولة اليمنية وهزيمة كل القوى السياسية اليمنية وها نحن بعد اربع سنوات من تدخل التحالف مازالت الدولة مختطفة وهم ماضيين على قدم وساق في تغيير الهوية الثقافية والمذهبية في اليمن...الغوص في الواقع ودراسة كل حالة على حدة يوصلنا إلى تقييمات أكثر موضوعيه بعيدا عن المقاربات العاطفية والطوباية. في تقديري  تقييم الحالة السودانية ينبغي أن يتكئ على مقاربة الحرية والهوية معا والا سنجد انفسنا امام وضع مختلف لاحرية ولا كرامة ولا هوية في ظل المشاريع الأخرى القائمه على هويتها التى ذاق بعضنا مرارتها في العقود الماضية

وسوم: العدد 820