الطبيب عابد بوغراب من خلال التربية الفاعلة في صغره..

زرت ظهر اليوم طبيب العيون عابد بوغراب في زيارة عادية دورية بعدما موعدا على السّاعة العاشرة صباحا.

أقول للممرّض وهو يستقبل الزائر أحسن استقبال : أعرف الطبيب بوغراب مذ كان طفلا يحفظ القرآن الكريم ويتابع دروس الفقه ويحفظ سيّدنا ابن عاشر ويواظب على الصلاة جماعة ونفس الشهادة نقلتها للطبيب الفلسطيني الذي عوّض الطبيب بوغراب هذا اليوم وهو الذي تكفّل بالفحص وشرحت بعدها جيّدا شهادتي وممّا جاء على لسان الزّائر:

تربية الطفل على الأخلاق الفاعلة والقرآن الكريم والصلاة والصدق والأمانة لايعني أبدا أن يكون ملاكا أو أن لايخطىء في حقّ نفسه وحقّ غيره فإنّ هذا ليس من طبيعة الإنسان السوي الذي يصيب ويخطىء ويعلو ويسقط لكن الغاية من التربية الفاعلة في الصّغر أن لايتعدى المرء الخطوط الحمراء في الكبر وأن لايتعمّد ظلم النّاس وأكل حقوقهم والاعتداء عليهم طيلة حياته ومدّة التعامل معهم.

رحت فيما بعد أقدّم أمثلة عن ماذكرته فيما يخص حقيقة التربية الفاعلة في الكبر فقلت للممرّض والطبيب معا: قد يخطىء معك الطبيب بوغراب في حالة معيّنة وقد يغضبك في أخرى وقد لايعجبك في تصرّف وقد يسىء إليك في موقف وقد يتلفظ أمامك بما يؤلم السّمع والأذن وقد لايمنحك ماتريده وهذه أمور عادية وقد تكون عادية جدّا إذا أضيف لها ضغط العمل والعراقيل التي تحيط به وربما الحالة الاجتماعية والأسرية والمطالب التي لاتنتهي وعوامل أخرى أكثر تعقيدا وأشد خطورة لايدركها البعيد ولايلمسها غير صاحبها.

زدت المثال شرحا وقلت: لكنّه لايمكنه بحال أن يتّهمك بالسّرقة ناهيك عن أن يسرقك ولن يخونك أبدا ولن يتّهمك في عرضك ولن يبعث بك إلى السجن ظلما ولن يدّعي أنّك من اعتديت على فلانة أو فلانة والسّبب في ذلك أن من تربى التربية الفاعلة منذ الصغر لايمكنه بحال أن يتعمّد الخطأ ولا أن يأكل حقوق العباد ولا يظلم أحدا ولا يتعدى على أيّ كان.

خلاصة، من تعلّم الأخلاق الرّاسخة النقية الفاعلة في الصّغر ظلّ على صفاء الصدر ونقاء الفعل ولا يغرّه مال ولا منصب ولا جاه ولا قوّة وتظلّ جذور الصّغر ترفعه نحو الأسمى وتمنعه من السّقوط في المحرّم والممنوع وتلك من الفضائل الخالدة للتربية الفاعلة في الصّغر.

وسوم: العدد 833