توافق عربي ودولي: عنان "الحل السحري" لإنقاذ مصر

توافق عربي ودولي:

عنان "الحل السحري" لإنقاذ مصر

عادل محمد

بات في حكم المؤكد أن الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، سيقلب طاولة الانتخابات الرئاسية بمصر رأسا على عقب بظهور معلومات موثقة عن وجود شبه توافق إقليمي ودولي عليه كمرشح وحيد يلقى قبولا ولديه مقدرة على الخروج بمصر من أزمتها الراهنة المتصاعدة، وإعادة الهدوء إلى البلاد في فترة وجيزة .وأوضحت مصادر دبلوماسية خليجية لـ"بوابة القاهرة" المصرية أن اتصالات أجرتها الولايات المتحدة مع أطراف إقليمية فاعلة خاصة مع الكويت والسعودية، تم خلالها التوافق على أن عنان هو الأنسب حاليا، وأن أطراف داخل السعودية  التي استطاع جناح ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز استعادة زمام الأمور بها،  أبلغت عنان بذلك فعليا، الأمر الذي دفعه لإعلان رسمي مرتقب بالترشح للرئاسة .وأشارت إلى أن الإمارات مازالت مصممة على ضرورة ترشح المشير  عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، وأنها تدفع فى هذا الاتجاه بقوة، لكن الرياض وواشنطن لديهما رؤية مشتركة أن عنان هو الأنسب للمرحلة الحالية، وأن الفريق السيسي ربما تكون لديه فرصة في الدورة الرئاسية بعد المقبلة، حيث سيظل طبقا للدستور  في منصب وزير الدفاع ،موضحة أن الفريق السيسي أرسل ممثلين للسعودية بشأن دعم ترشحه للرئاسة، لكنه لم يتلق ردا، خاصة بعد تواري جناح الأمير بندر بن سلطان مدير المخابرات، حيث تخشى الرياض وواشنطن من استمرار الوضع الحالي غير المستقر بمصر في حال وصول المشير السيسي للرئاسة، وهو ما بات يهدد الوضع الإقليمي والدولي برمته، خاصة مع  تردي واضح للوضع الاقتصادي، وعدم نجاح الحل الأمني في ضبط الأوضاع وامتداد حالة الغضب لفئات أخرى لم تكن من داعمي الرئيس المعزول محمد مرسي، فضلا عن تراجع الحريات الصحفية والعامة وهو ما تراه واشنطن خطرا كبيرا على مصداقيتها وسمعتها .وقالت المصادر إن الولايات المتحدة والرياض تريان أن الفريق سامي عنان ستكون أمامه فرصة كبيرة لتحقيق توافق داخلي، وأنه سيكون الأكثر قبولا من غيره -  بخلاف المشير السيسي – داخل المؤسسة العسكرية، كما أنه سيكون لديه قبول لدى أنصار "مرسي " من الآخرين في المرحلة الحالية، فضلا عن أن المعسكر القديم من فلول الحزب الوطني سيكون داعما له بقوة أيضا، وهو ما بدأ يظهر فى عدة محافظات.وتضيف المصادر ذاتها إن هناك محاولات حثيثة تبذل حاليا من أطراف إقليمية ودولية لإقناع المشير عبدالفتاح السيسي، بعدم الترشح، وأن يظل رمزا لتنفيذ مطالب  ثورة شعبية، موضحة أن هناك مخاوف جدية من حدوث انشقاق في الجيش إذا ترشح" المشير والفريق"، حيث ما زال العديد من القيادات بالجيش ترى في عنان منقذا آمنا لمصر في ظل الظروف الحالية التي أرهقت جميع الأطراف، مع تزايد الأزمة الاقتصادية وعدم وضوح الرؤية للخروج من المأزق الراهن، ومخاوف من تزايد عمليات العنف بصورة كبيرة وامتدادها لمفاصل الاقتصاد مثل السياحة وقناة السويس والمشروعات الأجنبية .وأكدت المصادر أيضا أن المؤشرات التي تلقتها من الفريق عنان وبرنامجه للخروج من الأزمة، مبشرة للغاية، حيث سيطرح برنامجا للإنقاذ السياسي ومن ثم الاقتصادي، وإعادة دولة القانون ، وبما يفضي لمصالحة شاملة تعيد الهدوء والاستقرار للبلاد في فترة قصيرة، وهو ما تحتاجه مصر حاليا بصورة ملحة، خاصة أنها "أي الأطراف الخليجية والغربية" ترى أن الرجل "زاهد بالسلطة"  أساسا وكان بإمكانه الاستيلاء عليها بسهولة أثناء ثورة 25 يناير ، ولم يتورط في مجازر ضد المصريين، فضلا عن تمتعه بقدر كبير من الثقافة و"الكاريزما الشخصية" والقدرة على الحديث، مع الحسم وقوة الشخصية والمرونة السياسية في آن واحد، وهو ما يجعله – بحسب المصادر- رجل المرحلة والمؤهل الوحيد لإنقاذ مصر حاليا.