مؤيد عبد القادر رئيس تحرير مجلة الصوت يخاطب رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب

مؤيد عبد القادر رئيس تحرير مجلة الصوت مخاطباً رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب : لا تعتقد - يا فخامة الرئيس - أن كل الناس حمير مثلك  .. وهنا ادعو فخامتكم، حتى لا تستحمرنا، إلى قراءة كتاب (العالم كما هو) لمؤلفه (بن رودس) الذي خَدَمَ الرئيس باراك أوباما مستشاراً لشؤون الأمن القومي الأميركي، وكاتباً للخطابات الرئاسية من البداية إلى النهاية..وفي كتابه ستكتشف إسرار دور بلادكم في ولادة داعش بالتعاون مع إيران! 

فخامة الرئيس دونالد ترامب ..

كل ما تتحدّث به عن منع تمدّد إيران أفقياً وعمودياً و( شاقولياً)، هو محض كذب .. فأنت أخطر رئيس (كذاب) دخل البيت الأبيض على امتداد تاريخ الولايات المتحدة .. ومجيئكَ رئيساً، محدّدٌ بهدف واحد، وهو حل القضية الفلسطينية وفق المزاج الإسرائيلي .. وما تتحدّث به عن منع إيران من التمدد عبارة عن (بروبكندة) بلا طعمة !

من هنا، أرجو ان تقتنع بالحقيقة التالية: إذا كنتَ غبياً، فلا تعتبر الآخرين أغبياء مثلك .. فواضح جداً، أنكما : أنتَ والرئيس الروسي بوتين، اتفقتما مع إسرائيل على حل القضية الفلسطينية وفق مزاج هذه المدللّة الشمطاء الارهابية التي امتهنت قَتْلَنا نحن العرب بمساعدة بريطانيا والاتحاد السوفيتي وبلادكم  منذ اقيمت كياناً مُفْتَعلاً عدوانياً (أوتوقراطياً) عام 1948 على أرض فلسطين بعد تشريدكم لأهلها الشرعيّين..هنا أريد أنْ أُثبت لك- يا فخامة الرئيس- أنّنا نحن العرب نعرفُ خفايا مشروعكما (الولايات المتحدة وروسيا) منذ اسْهَمْتما بقتل ثوار سورية وتهجير أسرهم المسكينة من بيوتهم على طريقة تهجير الفلسطينيين بدعوى مطاردة ارهاب (داعش)، هذا التنظيم  القذر  الذي استولدته الولايات المتحدة..وهنا أحيل فخامتكم إلى كتاب (العالم كما هو) لمؤلفه (بن رودس) الذي خدمَ الرئيس (باراك أوباما) مستشاراً لشؤون الأمن القومي الأميركي، وكاتباً للخطابات الرئاسية من البداية إلى النهاية..ويكشف هذا الرجل في كتابه أسراراً عن الدور الأميركي في مجىء نوري المالكي رئيساً للحكومة بدلاً عن إياد علاوي، الفائز أولاً في الانتخابات، ودور المالكي في ولادة داعش وتمدّده..فيقول رودس: إنَّ الرئيس أوباما بدأ يتواصل مع إيران منذ 2010 للتوصّل إلى اتفاقٍ بشأن طموحاتها النووية. فعرضت إيران على إدارة أوباما التوقّف عن الأنشطة النووية لمدة 10 سنوات، مقابل رفع العقوبات عنها وإطلاق يدها في الشرق العربي كله، و هذا ما حصل في النهاية.

ويؤكد (بن رودس) أنَّ إيران، ومنذ رفع العقوبات عنها، حصلت على مداخيل تزيد عن 400 مليار دولار، ذهبَ منها ما يزيد عن 100 مليار دولار لدعم تمدّدها في سورية والعراق واليمن و لبنان وأفريقيا ودول المغرب.

ومن اللافت جداً، الفقرة التي تناول فيها (بن رودس) في  كتابه، الانتخابات في العراق. فيشير إلى أنَّ إياد علاوي فاز في أحدى تلك الانتخابات، وهذا ما أزعج الإيرانيّين كثيراً، لذلك هدّدوا بوقف المفاوضات السرية، إذا أصبح علاوي رئيساً للوزراء في العراق، وطلبت إيران من أوباما بكل صراحةٍ ووضوحٍ أنْ يُسهِّل ويدعم وصول المالكي إلى الحكم، وهذا ما كان!

يقول (بن رودس) - يا فخامة الرئيس دونالد ترامب - إنَّ المالكي هو من أعطى الأمر بفتح السجون، لكي يهرّب عملاء ايران من تنظيم (القاعدة)، الذين أُسندت إليهم مهمة تأسيس (داعش)، وأنَّ المالكي هو من أمرَ الجيش بالهروب من الموصل عمداً وترك العتاد العسكري، الذي تزيد قيمته عن 20 مليار دولار.

ويضيف، أنَّ المالكي هو الذي تقصّد إبقاء مبلغ 600 مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل، وبهذا ساهم في إدخال 600 عنصر من داعش إليها عام 2014، وزوّدهم بما يلزمهم من أموال وعتاد، لكي يبدأ مسلسل (داعش)  و(إيران) ، وتتحرّك الأمور وفق ما يشتهيه حكام طهران .

يؤكد (بن رودس) - يا فخامة دونالد ترامب - أنَّ أوباما كان على عِلْمٍ بأنَّ إيران هي من يحرّك (داعش)، وكان يغض الطرف عن ذلك، لأنه كان يريد أنْ يختم عهده باتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وفي سبيل هذا الهدف كان على استعداد لدفع أي ثمن، وهذا ما حصل  عام 2015.

نترك (داعش) وتفاصيل ولادته بعلم سلفك أوباما، ونحدّثكَ عن مدِّ نفوذ نظام بشار الأسد حتى الجنوب السوري، والذي سَبَقَه توجيهكم للرئيس الروسي بوتين باستدعاء بشار الأسد إلى سوتشي، وإبلاغه شروطكم  مقابل تأهيله حاكماً لسورية وعلى وفق مشروعكم  لحماية الدولة العبرية.. وفوراً، وافقَ هذا (الرئيس) الذي لا يملك من (رئاسته) سوى اسمها، على شروطكم، جملةً وتفصيلاً..وبدأَ بوتين من جانبه، وفق ما اتَفَقْتمَا عليه، بمهمّته في تأهيل بشار الأسد، حاكماً لسورية بضمان موافقة بشار على الالتزام التام باتفاقية فك الاشتباك مع إسرائيل التي وقُعها عام 1973 والده حافظ الأسد.. ومن ضمن شروط التأهيل، نقلكم  مجرمي داعش من المناطق المحاصرين فيها في دمشق إلى بادية السويداء لتتيحوا أمام هذا التنظيم الارهابي الوحشي حريّةَ الحركةِ، وفعلاً تحرّكوا مع فجر أحمر دامٍ، منفّذين توجيهاتكم في قتل اهل السويداء من الدروز ، فقتلوا أكثر من 260 مواطناً بريئاً واختطفوا العشرات منهم، كي تتيحوا أمام  مدللتكم، (إسرائيل) ذريعة احتلال بعض  مناطق حوران لتكون (كريدور) يُفضي إلى  مناطق الدروز في لبنان ومناطق الدروز  العربية المحتلة من قبل اسرائيل. كل ذلك بدعوى حماية الدروز، وليس توفير شريط آمن لإسرائيل، كما ينص مخطّطكم الجهنميُّ لتقزيم وتجزئة بلادنا العربية.. 

وبخصوص إيران.. فأنتم تحاورونها سرّاً وتغازلونها لإيجاد حلٍّ شبيه بطريقتكم مع كوريا الشمالية .. 

أرجوك - يا فخامة الرئيس- أنْ تعودَ إلى جميع ما في جعبة  المخابرات الأميركية بكل مؤسساتها من وثائق، وفوراً، ستكتشفون أنَّ بلادكم  هي التي أنهت حكم الشاه العلماني وجاءت بمتخلّفٍ من الإسلام السياسي هو الخميني ليُشعلَ نيران الطائفية في منطقتنا، تمهيداً لتوفير صياغات ديموغرافية لتقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ!

وأخيراً، أتمنّى عليكَ أنْ لا تعتقدَ- دائما- أنَّ كل الناس حميرٌ مثلكَ، يا فخامة الرئيس دونالد ترامب وتقبّل ملاحظاتي بصدر رحب / مؤيد عبد القادر - رئيس تحرير مجلة الصوت .

وسوم: العدد 836