ظاهرة تلكؤ الراجلين في اجتياز الممرات الخاصة بهم في مدينة وجدة

على إثر سربان مفعول قانون إلزام الراكبين باحترام مرور الراجلين في الممرات الخاصة بهم، عرفت مدينة وجدة ظاهرة تلكؤ الراجلين في اجتيازهم تلك الممرات خصوصا في بعض الممرات، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أو التشهير الممرات القريبة من جامعة محمد الأول، والتي  تستعملها في الغالب  فئة الطلاب . ويتجلى التلكؤ في اجتياز تلك الممرات  في  سلوكات تصدر عن  بعض الراجلين من هذه الفئة حيث يسيرون الهوينى خلاف ما كان عليه الأمر قبل سريان مفعول قانون احترام الراجلين حيث كان الراجلون يظهرون الجدية في اجتياز الممرات، فضلا عن الحيطة والحذر إلا أن ما يمكن معاينته اليوم هو تعمد التباطؤ في اجتيازها بل يخيل للمرء أحيانا أن تلك الممرات قد تحولت إلى ما يشبه مضمار عرض الأزياء حيث تظهر بعض الإناث تعمد التكسر في المشي . وويل لراكب يقطع تكسرهن أو يظهر انزعاجا منه . وتصطف أحيانا طوابير طويلة من السيارات خصوصا في ساعة الذروة ،وينتظر أربابها  بفارغ  الصبر انتهاء استعراضات التكسر في المشي  . وقد يتوقف الطابور الواحد عند ممرات الراجلين عدة مرات  ليمر كل مار على حدة عوض مرور جماعة . وكثيرا ما يكيل بعض أنواع المارة أرباب السيارات  الشتائم  والسباب لأنهم لا يتوقفون لمعاينة عروض التلكؤ في قطع الممرات .

ومن المعلوم أن بعض المارة يتعاملون مع اجتياز الممرات عند شارات المرور الضوئية كتعاملهم مع غيرها دون التزام الشارة الضوئية التي تمنع مرورهم أنثاء مرور المركبات المختلفة  خصوصا في الممرات القريبة من سوق سيدي عبد الوهاب ، وقد يزبد بعضهم ويرغي وهو يزاحم تلك المركبات ويشبع أصحابها سبابا مع أنه غير مسموح له بالاجتياز .

ومن أجل ترسيخ ثقافة المرور بالنسبة للراجلين والراكبين على حد سواء  في مدينتنا لا بد من الأخذ في الاعتبار ظاهرة تلكؤ الراجلين في اجتياز الممرات الخاصة بهم خصوصا تلك التي لا ينظم فيها المرور بشارة ضوئية ،علما بأن نوعا من الحوادث الطارئة والتي لم تكن من قبل بدأت في الانتشار حيث يتسبب الوقوف المفاجىء لسيارة عند ممرات الراجلين في اصطدام بين السيارات التي تكون خلفها ، وقد يشمل الاصطدام طابورا من السيارات ،الشيء الذي يعرقل حركة السير لفترات طويلة في انتظار حضور عناصر شرطة المرور ، ويكون سبب تلك الحوادث هو عدم جدية بعض المارة في اجتياز الممرات الخاصة بهم ، وتعمد استفزازهم  للراكبين وخلق مشاكل لا داعي لها .

ومقابل انتقاد تلكؤ الراجلين في اجتياز الممرات ، لا بد من توجيه النقد أيضا إلى بعض الراكبين الذي يتصرفون تصرفات لا تنم عن احترام الراجلين أو الرحمة والشفقة بالضعاف من صغار و شيوخ وعجزة  وذوي الاحتياجات الخاصة .

وأخيرا نأمل وبدافع الغيرة على حركة المرور في مدينتنا أن تزول ظاهرة التلكؤ في اجتياز ممرات الراجلين فضلا عن بعض سلوكات الراكبين  غير الحضارية .  

وسوم: العدد 857