الأسير سليم الجعبة... أمضى 17 عاماً في الاعتقال

أحرار:

الأسير سليم الجعبة... أمضى 17 عاماً في الاعتقال

والآن يكابد حكماً آخر بالسجن

لم تختفي من المخيلة بعد.. مشاهد التعذيب والألم ومرارة الاحتجاز والتحقيق التي عاشها الأسير سليم الجعبة 38 عاماً من مدينة القدس بعد 17 عاماً قضاها في الأسر، ليعود من جديد ويعيد شريط تلك الذكريات المؤلمة والقاسية التي عاشها في سجون الاحتلال باعتقاله الأخير.

وفي  حديث مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان مع والدة الأسير الجعبة التي ذاقت ويلات الاحتلال خلال الاعتقال الأول لسليم وعندما كان يبلغ من العمر 19 عاماً واقتحامه لمنزلهم بأبشع الصور والأحوال، وتخريب الممتلكات ومصادرة بعضها، عدا عن بث الرعب والفزع بين أفراد العائلة.

وتقول أم سليم:" الاعتقال الأول لسليم كان ألماً كبيراً، وخاصة إنه كان لا يزال يبلغ من العمر فقط 19 عاماً، وعشنا وعاش هو في سجنه مرارة التحقيق التي لم يعشها من قبل، ومرارة العزل في غرف لا تتعدى لسواه وذاق مرارة التعذيب والحرمان من النوم ومن الزيارة، وها هو الآن وبعد اعتقاله في نيسان من العام 2012 يعيد ذكريات الألم في السجن مرة أخرى.

وعن تفاصيل الاعتقال الأخير، تقول والدة الأسير الجعبة، إن سليم اعتقل من منطقة باب الساهرة في القدس، من مركبته فهو يعمل ساقاً، وكانت المجموعة التي اعتقلته في ذلك اليوم ترتدي لباساً مدنياً، وحدثت عملية الاختطاف وتم نقل سليم إلى مركز تحقيق المسكوبية مباشرة، ومكث في أقبية التحقيق هناك 60 يوماً.

وتضيف:" علمنا بنبأ اعتقال سليم مؤخراً، وفي البداية كانت الأخبار غير مؤكدة، إلا أننا تمكنا وفيما بعد من التأكد من نبأ اعتقاله وكان جنود الاحتلال قد اعتقلوا عدداً من الشبان المقدسيين في ذلك اليوم".

أصيبت عائلة سليم بالهلع والخوف على مصيره، ولم تترك باباً إلا وقرعته لتطمئن على مصيره وتتمكن من زيارته ورؤيته، حتى تم ذلك بالفعل بعد شهرين من اعتقاله".

وبعد انتهاء فترة التحقيق مع سليم، تم نقله إلى سجن بئر السبع الذي لا زال يتواجد به حتى الآن.

وتطرقت والدته إلى إن سليم وقبل اعتقاله بخمسة أيام فقط رزق بمولوده البكر خالد، والذي أصبح يبلغ من العمر الآن عاماً ونصف.

وبالرجوع إلى الاعتقال السابق لسليم والذي قضى فيه 17 عاماً، فأكدت والدته أنه كان بتهمة مشاركته في إشعال حريق أصاب جنود اسرائيليين في مدينة القدس إثر اندلاع مواجهات فيها.

أما الحكم، وهو الأمر الذي كان يتسبب للعائلة بالقلق الدائم فصدر بعد أشهر من اعتقال سليم، وهو السجن  أربعة أعوام، بتهمة تهريب أموال لإحدى الجهات التي عدتها سلطات الاحتلال "إرهابية وتخريبية"، والمشاركة في تنظيم نشاطات تمس أمن الاحتلال.

أما أم خالد، زوجة الأسير الجعبة، فتحدق بابنها خالد ابن العام ونصف، وتحاول تخفيف همومها بعينيه البريئتين وتقلل من حدة المعاناة المتمثلة في فراق سليم والحكم الذي صدر بحقه وبعده عنهم وطفله يكبر يوماً بعد يوم بعيداً عنه.

وبينما تعيش عائلة الأسير سليم الجعبة على أمل اللقاء وانقضاء فترة الحكم... يعيش سليم في سجنه على خيال يسبح فيه مع ذكريات عائلته وابنه الذي تركه خلفه... تاركاً العنان لذلك الخيال أن يتسع كما يريد لأنه لا يملك سواه أنيساً في خلوة الأسر.