تحامل مكشوف للعلماني سعيد لكحل على الطيف الإسلامي المشارك في مسيرة التنديد بصفقة القرن بالرباط

من خلال مقاله المنشور على موقع هسبريس تحت عنوان : " أسلمة المسيرات إساءة للقضية الفلسطينية " ، حاول العلماني  المدعو سعيد لكحل التحامل بشكل مكشوف وصبياني على الطيف الإسلامي الذي شارك بكثافة في مسيرة التنديد بصفقة القرن يوم الأحد الماضي بالعاصمة الرباط .

ومع أن الرأي العام المغربي تلقى بارتياح كبير مشاركة كل الأطياف على اختلاف مشاربها وقناعاتها في هذه المسيرة للتعبير عن موقف الشعب المغربي الرافض لصفقة القرن المجحفة في حق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض الشرعي وللتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل ، فإن هذا العلماني وجريا على عادته في انتقاد كل ما يمت بصلة إلى الإسلام الذي يعتبره عائقا في وجه مشروعه العلماني الفاشل في بلد شعب مسلم أصيل متشبث بدينه وبهويته الإسلامية، حاول الإساءة إلى تلك المسيرة الناجحة بكل المقاييس من خلال الافتراء على الطيف الإسلامي الحاضر فيها بأنه استغلها لاستعراض قوة حضوره ، ولتمرير ما سماه رسائل إلى النظام .

ومعلوم أن  الذي وحّد بين كل تلك الأطياف التي حضرت المسيرة  على اختلاف مشاربها وقناعاتها  هو الطابع الديني للقضية الفلسطينية التي هي قضية مقدسات مهددة بخطر التهويد . إن هذه القضية هي قضية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وليس بالنسبة للمغاربة وحدهم  . ولولا وجود هذا البعد الإسلامي في هذه القضية لما اجتمعت لها كل تلك الأطياف المختلفة المشارب . وقد تختلف القناعات السياسية أو الحزبية أو غيرها لدى المغاربة، ولكنهم يجتمعون جميعا عندما يتعلق الأمر بالإسلام وقضاياه ومقدساته .

وإنه لمن السخف القول أن  مسيرة الرباط قد تمت أسلمتها ، وأن ذلك  قد أساء إلى القضية الفلسطينية التي هي قضية إسلامية  قبل كل شيء .

وإنه لمن السخف أيضا أن يركب هذا العلماني قضية اليهود المغاربة الذين لا يقصدهم أحد حينما يدين الاحتلال اليهودي الصهيوني لأرض فلسطين  . ومن المثير للسخرية أن يلوي لحكل  بعنق الشعارات التي رفعت وهي : " الله أكبر عاصفة لليهود ناسفة " و " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود " ،ويزعم أنها تستهدف اليهود المغاربة  أو اليهود الذين لا صلة لهم بالاحتلال الصهيوني .  وإذا كان هذا العلماني لا يعلم ، وما أظنه كذلك ، فليعلم أن أصحاب هذين الشعارين هم الفلسطينيون أنفسهم  ، وعنهم أخذتهما كل الشعوب العربية  والإسلامية بما فيها الشعب المغربي .

ومعلوم  للداني والقاصي أن كل شعار يرفع ضد اليهود إنما يقصد به اليهود الصهاينة المحتلون لأرض فلسطين ، ولا يقصد به غيرهم ممن يناهضون هذا الاحتلال من يهود  العالم سواء كانوا مغاربة أو غير مغاربة .

إن  اليهود الصهاينة  المحتلين إنما احتلوا أرض فلسطين واغتصبوها بذريعة دينية  واهية مفادها أنها أرض الميعاد التي فيها هيكل سليمان عليه السلام الذي ذكر الله عز وجل أنه لعن اليهود المحرفين لتوراة موسى عليه السلام في قوله تعالى : (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )) . ومزاعم اليهود الصهاينة هذه  قد جعلها الفيلسوف روجي جارودي عنوانا لكتابه وسماها : " الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل "  ،وفصل فيها القول تفصيلا  لفضح المحتلين الصهاينة.

فبأي حق  يتذرع اليهود الصهاينة المحتلون لأرض فلسطين بأساطيرهم  الوهمية الواهية لاحتلال أرض ليست لهم ، ولا يحق للفلسطينيين استرجاعها بحجج إسلامية دامغة لا تقبل الشك ، والشاهد عليها كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه ، وسنة رسوله المعصوم صلى الله عليه وسلم ؟

لماذا يعاب على المسلمين رفع شعارات تنادي بالموت لليهود الصهاينة المحتلين ، وهم يرفعون شعارات بالموت للمسلمين في فلسطين  وغير فلسطين ؟ بل نشيدهم الوطني واضحة فيه عبارات العداء الصريح للعرب ، ومقرراتهم الدراسية تتضمن خطابات الكراهية التي يربى عليها أطفالهم وعلى العدوان .

 لماذا يعتدي المحسوبون على التدين  من اليهود الصهاينة المحتلين على المقدسات ويدنسونها ويعتدون على الفلسطينيين تحت حماية جيشهم المحتل ، ويعاب على المقاومة الفلسطينية الجهاد من أجل تحرير أرضهم ومقدساتهم ، ويوصفون بالإرهابيين ، ولا يوصف بذلك المستوطنون الصهاينة المحسوبون على التدين ، وهم يمارسون أبشع إرهاب عرفه التاريخ البشري ؟

عن أية ثقافة تعايش وتسامح وحوار بين الأديان مع المحتلين المعتدين اليهود الصهاينة يتحدث العلماني  سعيد لكحل ؟  لقد باتت الدعوة إلى هذه الثقافة ممجوجة يراد بها المزايدة على من يدينون العدوان  والاحتلال  اليهودي الصهيوني لأرض فلسطين .

وفي الأخير نقول لصاحبنا العلماني  كل من حضر مسيرة الرباط المنددة بصفقة باع فيها من لا يملك أرض فلسطين لمن احتلها بالقوة، سيجازى حسب نيته ، ذلك أنه من حضرها رياء أو سمعة أو لغرض غير غرض نصرة القضية الفلسطينية التي هي قضية إسلامية قبل كل شيء لا أجر له عند الله عز وجل ،وسيجازى حسب نيته التي لا تخفى على من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .

ونختم بالقول من العار أن تركب أيها العلماني مسيرة الرباط وترتزق بها من أجل الدعاية لتوجهك العلماني ، ومن أجل تصفية حساباتك مع من يخالفونك في توجهك  هذا الذي لا مكان له في بلاد المغرب المسلم عبر قرون، والذي سيبقى حصن الإسلام  الحصين إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها .

وسوم: العدد 863