بان كيمون : طرفا الصراع في سورية يسيئون للأطفال

بان كيمون: طرفا الصراع في سورية يسيئون للأطفال

أنموذج على المؤامرة ..

زهير سالم*

[email protected]

بان كيمون : يدين في تقريره الأممي  طرفي الصراع في سورية ، ويتهمها بالإساءة إلى الأطفال ، يدين الحكومة كما يسميها والمعارضة أو الجيش الحر . ويحذر من عواقب التجاوزات التي أصبحت كارثية فيما يقول وموظفوه  ولم تعد تطاق ..

وحين يتأمل المنصفون  حجم المؤامرة في هذا العنوان الملفوف والملغوم و الذي تتناقله الوكالات وتردده الفضائيات ونسأل كيف من خلال تفاصيل الجريمة المنكرة ، نجد أن التقرير بل التقارير المتكاثرة  تتحدث  عن أن الجيش الحر يجند الأطفال ،  ويقصدون من هذه الجريمة أن بعض الشباب دون الثامنة عشرة يحملون السلاح ويلتحقون بصفوف آبائهم أو إخوانهم أو يقدمون لهم مساعدات لوجستية وينسى التقرير الذي أصبح إدانة الثورة والثوار هاجسا عند كاتبيه  أن الذي يدفع هؤلاء إلى هذا العمل هو ما يعيشونه بفعل تخاذل المجتمع الدولي من قهر ومن ظلم ومن غُلب . لن نلتمس في هذه المقاربة التفسيرية للمخالفة للقانون الإنساني عذرا وإنما سنقرن هذه المخالفة مع سيل الجرائم التي ترتكبها عصابة الأسد لنرى كيف سمح لبان كيمون ضميره ، إن كان ، أن يقرن مخالفة كالتي ذكروا بسيل من الجرائم والجنايات فيجمل المخالف والمجرم معا في عنوان !!!!

 فهل يمكن تقرن بجد ما تقوم به المعارضة مع ما يقوم به بشار الأسد وعصابته من جرائم موثقة عند بان كيمون  وكل منظوماته الإنسانية والتي يمكن أن نشير إلى خطوطها العريضة بالجرائم التالية :

ذبح الأطفال بالسكاكين ..

خنق الأطفال بغاز السارين ..

اغتصاب الأطفال في الزنازين بشهادات تقارير حقوقية وإنسانية موثقة ...

قتل الأطفال تحت التعذيب ..

.. طمر الأطفال تحت أنقاض البراميل المتفجرة والصواريخ البعيدة المدى بقصف الأحياء السكنية على المدنيين الآمنين

تشريد الأطفال من بيوتهم ..

تيتيم الأطفال بقتل آبائهم وأمهاتهم ..

تجويع الأطفال حتى الموت بحصارهم ..

.. منع الدواء على الأطفال وإصابتهم بالعاهات والأمراض الخطيرة

.. ترويع الأطفال بوضعهم في قلب مشاهد  القتل والموت والدم والدمار

.. حرمان الأطفال من حقهم في التعليم وتهديم مدارسهم

هذه بعض النماذج لجرائم النظام فأي عدل وأي عقل في إشراك طرفي الصراع في عنوان الجريمة كما فعل السيد بان كيمون  ؟!

 وأي عدل وأي عقل وأي موضوعية وأي منهجية علمية في هذا التقرير الغريب المريب ؟! ..

وهل يظن عاقل أو عالم  أن مثل هذا الأمر يخفى على دبلوماسي محنك مثل السيد بان كيمون أم هي الإرادة المريبة والنية الخبيثة والمؤامرة المبيتة

وفهمكم فهمكم ...

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية