الفرصة اليتيمة للحل السياسي لو كانوا يعلمون

عبد الله المنصور الشافعي

الفرصة اليتيمة للحل السياسي لو كانوا يعلمون

عبد الله المنصور الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم

تعجز مفردات لسان العرب عن وصفها يحار في كنهها العقلاء يضطرب في تصنيفها الحكماء تلكم أفراد المعارضة السورية من لدن المجلس للائتلاف

بعد نحو ثلاثة أعوام من الثورة و نصف مليون بين قتيل وجريح وسجين أو يزيدون ألم يئن لهؤلاء أن يدركوا أو يسلكوا جادة الارعواء !؟ 

ألم يئن لهؤلاء أن يعلموا ما تعلمه عجائز حماه (أرامل 82) وأرامل ريف دمشق وحمص ودرعا والريف الحموي والإدلبي والحلبي والجزيرة ؟ 

أن هذا النظام عقدة لا تحل بغير القوة أبدا ...

وأن الحل السلمي الذي ينشده المذبذبون والمرجفون وأهل الزيغ ــ السياسي ــ والخور والمنون إسلاميين كانوا أم علمانيين أو قوميين أو يساريين لن ينالوه بغير القوة ، وأن كل حوار مع رأس هرم النظام هذا يؤدي إلى ضرر جسيم وفتنة مستطيرة (بين أهل السنة أنفسهم خاصة) ولا يؤدي إلى حل ولا خير ... 

إنه كان حتما على من به أدنى وعي سياسي في المعارضة أن يعمل على الشيء الذي لم تقم أصلا المعارضة كلها إلا له ألا وهو مساعدة الثوار على إسقاط النظام وليس التحاور معه وهذا يلزم المعارضة بطلب التدخل الجوي كما فعل الانتقالي الليبي والذي واجه نفس رفض الغرب للتدخل ولكنه بإصراره وعزمه نجح في حمل الناتو على التدخل (لأسباب شرحتها مفصلا سابقا) وهذا من خلال إقناع الغرب بأن التدخل كان هو الحل الأمثل ليس للسنة فقط بل لكل طوائف الشام بما فيها النصيرية نفسها وذلك من خلال تمييزها عن النظام وحملها على الوقوف مع عامة الشعب ضد النظام 

أي بعبارة أخرى التدخل كان سيحمل النصيرية على التخلي عن النظام لإدراكهم أن العالم تخلى عنه كما القذافي وبالتالي عزله, وترك التدخل سيعمل على العكس تماما (أكثر من أربعين مقالة وجهتها للمجلس والمعارضة تشرح هذه الدقيقة).

طبعا الغرب لا يريد هذه النتيجة فمن مصلحة الغرب الإبقاء على بذور الفرقة بين الطوائف لكسب الأقلية نحوه ولكن هل كانت مسؤولية المعارضة هي الخنوع لخطط الغرب بناء على قاعدتهم المتبعة "السياسة فن الممكن" والتي تعمل بموجبها جدتي وكل الضعفاء أم العمل على تغيير الواقع من خلال حقيقة السياسة وأنها "فن تحويل الممتنع إلى ممكن" 

واليوم مازالت المعارضة تتخبط كحاطب ليل تطلب الحل السلمي من كيس المجرم وتنشد بيضة السلم من جحر الأقرع (الثعبان الممتلئ سما حت سقط زغب رأسه من سمه) تتلمس الخير صكة عمي !!! وكأني بها لن تكف عن إقحام يدها في جحر الأفعى لا عن موعظة وتجربة بل عن ورم وتعذر إدخالها في الجحر !! 

أليس يجدر بهذه المعارضة أن تقول للغرب وللرأي العام العالمي وتغتنم جنيف, أن رؤوس هذا النظام هم أكابر مجرمي الأرض في العصر الحديث وأنه من غير المعقول ولا المقبول أن يشارك هؤلاء في حكم الشعب المنكوب الذبيح على أيديهم !!!؟  

وأننا (أي المعارضة) نقبل بكل أطياف الشعب ومشاركته ليس هؤلاء المجرمون وهؤلاء لا بد من استهدافهم بطائرات الناتو لأنهم حجر عثرة أمام كل حل سياسي حجر عثرة لأنهم مجرمون قتلوا نصف مليون, حجر عثرة لأنهم لا يريدون حلا قط بل وقود تطرف ومسعر حرب, حجر عثرة لأنهم تحت إملاء ايران, حجر عثرة لأن مجرد بقائهم فتنة وزعزعة لكل حل سلمي فلا بد من إزاحتهم ولا سبيل إلى إزاحتهم بغير القوة, آن لكم (والكلام على لسان المعارضة للغرب) أن تساعدوا الشعب السوري وتصطلحوا معه ومع إنسانيتكم ومبادئكم التي تزعمون نعم نحن مع الحل السلمي والتشارك مع كل الأطراف ولكنا ليس مع الحل مع المجرمين ولا التشارك مع أتيلا وكاليغولا وماري وفلاد مصاصي دماء المدنييين.