هل أمريكا عنصرية بحق !!الرأى الآخر

لو خيرت أبناء إفريقيا السود للهجرة إلى أمريكا الآن وبعد مقتل الأمريكي الأسود لاختار جلهم الذهاب إليها رغم كل ما يحدث!! بل لو فتحت الباب أمام شباب  المسلمين من باكستان إلى المغرب لاستقرار حيث الحلم الأمريكي لهرع معظهم إلى هناك رغم كل ما فعله ترامب وقاله عنهم.

ربما يعود السبب إلى الحقيقة الثابتة  .....العنصرية موجودة لدينا جميعا كذلك... أحدنا يفضل ابناءه الذكور على الإناث او  الشقر على اشقائهم السمر(رغم انه قدر الله الذي نؤمن او هكذا يفترض) ...آخر يتافف عن التعامل مع أهل القرى ومصاهرتهم لأنه من المدن.. بل ان بعضنا يبحث عن التاريخ ليتكبر على الآخرين بحجة القبيلة الأكبر تاريخيا او العائلة الأغنى .

العنصرية كانت ومازالت جزءا لا يتجزأ من طبيعة الإنسان.. تلك الحقيقة كانت موجودة حتى لدى خير جيل مر على البشرية حين عير أحد الصحابة المؤذن الأول بالإسلام ببشرته بعد نقاش بينهما قبل ان يعود فيضع رقبته امام قدمي الصحابي  لعل الله يغفر له بعد أن أيقن سوء ما عمله....    تلك ربما تختصر القصة كلها.

العنصرية موجودة بأشكالها المختلفة ما دمنا نعيش على كوكب الأرض الذي خلقنا الله عليه ابتلاء وامتحان للسيطرة على ما بانفسنا من مشاعر خاطئة قد لا نحاسب ان استطعنا ضبطها او ربما  تؤدي إلى أفعال ظالمة لا يقبلها الله بل ندفع ثمنها غاليا  يوم لا ينفع مال ولابنون.

ربما لهذا اوضح الله بكتابه المجيد ان الرجل لن يستطيع أن يعدل بمشاعره تجاه زوجاته(وهي نوع من العنصرية) مهما فعل ولكن امره ببذل اقصى ما يمكن للمساواة بينهن.

تلك هو ربما بيت القصيد .....لدى الفرد...عليه بإخفاء عنصريته عند مشاعره وعدم ترجمتها الى أفعال مشينة وحين يفعل وجب عليه التراجع والاعتذار والاستغفار ورد المظالم.

أما الدول فعليها سن القوانين للمساواة ببن أفرادها...

واذا ارتكب أحدهم فعلا عنصريا (وهذا سيحدث مهما فعلت ولو بين الحين والاخر)...فعليه محاسبته وجعله عبرة لكل المجتمع.

لن يفيد احدنا وهو غارق بالعنصرية تسليط الضوء على فعل مشين بمجتمع ديمقراطي لتبرئة نفسه او مجتمعه من الفعل الاشد.

امريكا حاسبت الفاعل وكرمت الضحية ووعدت بحل جذري  ولم يجرا حتى اشد  الوقحين على تبرير الفعل المرفوض او القول بان اصل الضحية ليس امريكيا !!كما يفعل البعض منا ....... سيبقى الحلم الامريكي حلما لدى الكثيرين الى حين مادامت مؤسساتها تعترف باخطائها وتراجع ذاتها ..أما نحن فسنبقى نبحث عن الهجرة ما دمنا نمارس العنصرية بكل تفاصيل حياتنا ونستمر بانتقاد....الاخرين!!ولومهم... هل عرفتم الان لماذا ما زال جل منتقدو امريكا يتمنون الاستقرار تحت مظلة عنصريتها!!ويهربون من مجتمعهم و فضيلته الخادعة .

وسوم: العدد 880