المسيرات والمظاهرات في عهد البعث الأسدي

من ذاكرة الماضي

عام 1978 وفي مدرستي الامل الإعدادية بحلب جلس الرفيق المحاضر وقد جمع كل طلاب الصف الثامن الاعدادي في قاعة كبيرة من تلك البناء الأثري القديم وكان حضورا اجباريا بعد انتهاء الدوام وكاننا في حالة طوارئ

خاطبنا الرفيق في محاضرتة عن خيانة الرئيس المصري محمد انور السادات وتوقيعه لاتفاقية كامب ديفد مع الكيان الصهيوني و التي رفضها الجزار الاسد وخيانة السادات للامة العربية ورفض كل الحكام العرب لهذه الاتفاقية

كان عددنا فوق 120 طالبا

كان المحاضر يلقي محاضرته متجهم الوجه ممسوخ الخلقة والطلاب اغلبهم يغردون في واد اخر فهذا يمازح صديقه وذاك يتهكم بحديث الرفيق واخر يرمي صديقه بالحصى والاخر يشرح لزميله غرامياته والرفيق مستمر في عطائه وافرازاته المسمومه

وفي نهاية المحاضره السمجة كوجهه طلب منا حضور المظاهرات الغاضبه التي ستقام في الغد تنديدا بمعاهدت كامب ديفد

ورفض اغلب الطلاب التظاهر معللين رفضهم باعذار مختلفة كل واحد جاء بحجة او عذر يختلف عن الاخر

هذا سيرافق امه للطبيب والثاني سيذهب مع جده للمشفى واخر مشغول مع ابيه وووو

فاراد الرفيق ترغيب الطلاب بالحضور بان المظاهرات تحوي بنات وشباب واختلاط وان طلاب مدرستنا سيكونون محاطين بالبنات من كل الجهات

وتغير الجو وساد الصخب والفرح والغمز واللمز بين الطلاب

وانتشى الرفيق وابتسم ابتسامة خبث ودهاء

وكانه حقق مراده ووصل الى هدفه وكثرت الاسئله والاهتمامات من الطلاب وتحلقوا حول  الرفيق واتفق الجميع على التظاهر ليس لاجل التهديد  بمؤامرة كامب ديفد

بل للفوضى التي ستحصل من اختلاط الشباب بالبنات

وفي اليوم التالي للتظاهر عاد الطلاب ليتكلموا عن مغامراتهم ومغازلاتهم للبنات

وجاء الرفيق ليشكر الطلبه على حضورهم المميز ووعدهم بفعاليات اجمل وتجمعات شبابية أكثر تفاعلا وانفتاحا

نعم هكذا كانت التظاهرات والمسيرات الطلابيه  وبهذه الطريقة يروجون اللقاءات بين اطياف الشباب المراهق ذكورا واناثا

لينشروا الرذيله والانحلال بين شباب وجيل المستقبل

هذا جانب من جوانب التوجيه الافسادي لشبابنا وبناتنا الذي ترعاه حكومة الاجرام والافساد البعثي

ولكن لنعلم ان هناك جوانب كثيره كانت اشد وقعا وتاثيرا بافساد جيل المستقبل من شبابنا وابناء امتنا ترعاه بشكل ممنهج وقذر تلك الايادي العابثة  التي افسدت ( الفطره السليمة لشعبنا )

ثم وفي النهاية  ولغت بدماءه البريئة تسفكها على ثرى وطني ليل نهار

وجاءت بكل قذارات الدنيا لتستبيح ارضنا وتنال من شعبنا ظلما وقتلا وتهجيرا

ولكننا نؤمن بمكر الله ونصره فدعهم يمكرون

( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )

وسوم: العدد 884