حكاية الرجل الذي ابتلع الحصان

كاظم فنجان الحمامي

الموضوع مكتوب باللهجة العراقية

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

فد يوم من الأيام تمرض واحد من أبناء الريف بمرض غريب عجيب, كل يوم يقعد من الصبح يصهل مثل الحصان, ويظل يرفس ويصهل, ويرفس ويصهل ويزاكط ويعنفص, إلى أن يزعج أهله والجيران. يسألوه شبيك ؟, يقول لهم: ابطني حصان زغير.

يوم يومين, شهر شهرين, طولت السالفة وما صارتله ﭽارة, قرروا أهله يودونه للعارفة, قال لهم العارفة: خلي يروح لسيد خضير يطلع الجني اللي براسه.

راحوا ثاني يوم لقرية سيد خصير, رحب بيهم السيد, وقال لهم: هذا الولد معمول له عمل, وبراسه جني حصاني, وطلب منهم يربطونه بالسدرة القريبة من النهر, وجابله خيزرانه باشطة, ويظل يضربه ضربات مال يزي قهر, ويصيح على الجني: أطلع يا حصان يا ابن الحصان, أطلع يا حصان يا ابن الحصان, اليوم لازم تطلع. الولد انسمط أبو أبوه, وانزلغ بالخيزرانه بس الجني ما طلع.

رجعوا الجماعة للقرية, واستمر أبنهم يصهل مثل الحصان على عادته القديمة. وكلما يسألونه عن حالته, يقول لهم, أنا ببطني حصان زغير.

بعدين صار يصهل بالليل وبالنهار, إلى أن أجاهم مدير المدرسة القريبة من بيتهم, وطلب منهم يودونه لطبيب نفساني يعالجه من هذا الوهم.

راحوا باليوم التالي للطبيب النفساني بالمدينة, وسولفوا له السالفة, قال لهم الطبيب: هذا الولد موضوعه سهل, باﭽر اسويله عملية جراحية وهمية, بس انتم جيبوا لي حصان نربطه بالسرير, حتى يشوفه بعد ما يفوق من البنج, ونقول له: شوف هذا الحصان اللي طلعناه من بطنك.

وفعلا قاموا باليوم التالي بكل التدابير والترتيبات, وضبطوا السيناريو, وأول ما فاق من البنج تحمدوا له بالسلامة, وقالوا له خلصنا والحمد لله ونجحت العملية, أقعد شوف الحصان اللي طلعناه من بطنك, باوع عليهم وهز راسه, وصهل صهلة حزينة, وقال لهم. بس هذا الحصان لونه أسود, والحصان اللي ببطني لونه أبيض, وانتم تضحكون عليه. ورجع يصهل مثل الأول.

هسه منو بيكم يعرف لون الحصان اللي ببطن السياسيين العراقيين اللي ما يعرفون غير الصهيل الطائفي من ذاك اليوم إلى هذا اليوم ؟؟؟؟

جماعة يقولون: لونه (رمادي), وجماعة يقولون: لونه (بيجي), وجماعة يقولون: لونه (أخضر سادة), أو (أملح شديد السمرة), أو(جهنمي مرعب), أو (أحمر بركاني), أو (قاعدي مبقع بالدم), والله أعلم.