لتفهم ما يحصل لوطنك

لتفهم ربما مايحصل لوطنك ..!!برنارد  لويس بريطاني أمريكي يهودي يتكلم الأنكليزية والعربية والعبرية و الأرامية والفارسية والتركية و اللأتينية....ولد خلال الحرب العالمية الأولى و شارك في الحرب العالمية الثانية...وخطط للثالثة....تبنى الثعلب هنري كيسنجر ودربه ليكون ممثلا للحكومة العالمية في أركان المعمورة.

عمل أستاذا فخريا لدراسات الشرق الأوسط في تخصص تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب... توفى قبل عامين عن ١٠٢ عام

كانت رسالة لويس السياسية لأمريكا بشأن الشرق الأوسط عام 2001 بسيطة وهي "القسوة أو الخروج"، محذرا من أن المفجر الانتحاري قد يصبح رمزا للمنطقة بأسرها التي تغرق في الكراهية والغضب والقمع والفقر.

من أقواله المشهودة... فترات السلم ليست سوى استعداد لحرب قادمة ..لم يتاخر كثيرا بعد الحرب العالمية الثانية وضع  الرجل الثلاثيتي حينذاك  مخطط لتقسيم العالم العربي بعد عقود!!!المتخصص الغربي الأبرز في تاريخ الأسلام والعرب لم يخفي عدائه لنا فقبل عقدين قال وبالنص

(إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط علي قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها

بتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بدأ برنارد لويس بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الدول العربية والإسلامية، خاصة العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي، إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة الموثقة تبين تصوره لمواقع التقسيم.

في مخططه المكتوب قبل عقود .....سوريا تُقسم الى أربع دويلات ساحلية علوية -سنية دمشقية معتدلة -سنية حلبية متطرفة ودويلة درزية.

قبل سنوات قليلة فاجئتنا المجلة القوة العسكرية الأمريكية الرسمية بخريطة الشرق الأوسط الجديد!!!وقتها لم  تلفت أنتباه أحد.... خريطة تكاد تطابق خريطة الرجل التسعيني حينها برنارد لويس.

الجيو سياسي بريجنسيكي مستشار الامن الأمريكي السابق تلميذ لويس المجتهد أسس مجموعة الأزمات الدولية مهمتها تنفيذ مخططه......بين أعضائها ويالصدفة!!..  المبعوث الأممي السابق لسوريا الجزائري الأبراهيمي و اللبناني غسان سلامة المكلف بالملف الليبي والمصري البرادعي والذي تصدر المشهد المصري بعيد الثورة والأردني عدنان أبو عودة..........ورجل السلام !!جيمي كارتر وأخرين.

ففي عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" بقوله: "إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود "سايكس- بيكو".

رحل الرجل الداهية قبل عامين بعد ان أطمئن تماما على ان مخططه القديم قد بدأ يعطى ثماره وان تلاميذه المجتهدين المكلفين بإكمال مشروعه......قد اضحوا المحكمين لدى المختصمين في الحروب الأهلية الطائفية المستعرة !! بالوطن العربي ولعله ترك وصيته لتلاميذه...عليكم بالإسراع بعقد مؤاتمرات المصالحة بين المختصمين كلما ....أحسوا بالتعب من الحرب ...كي تعطوا كل طرف الشعور بحقه بسحق الاخرين!!

لم يتبه الكثيرون ربما ان مسلسل مؤاتمرات جنيف للسلام السورية وأخواتها اليمنية والليبية وغيرها ...لم تكن هدفها سوى ربما إشعال المزيد من الفتنة بين الاخوة المغفلين .....كما كتب استاذ الثعلب قبل عقود ....!

وسوم: العدد 894