سقط في أيدي من خاضوا في قضية مقتل الصبي عدنان من المحسوبين على البحث والفكر والخبرة والنشاط الحقوقي من التيار العلماني

بعد زلة المدعو أحمد عصيد الطائفي المتعصب للعرق البربري  والمهوّس بالعلمانية الغربية إلى حد الاستلاب ، والذي أساء الأدب مع الرأي العام الوطني حين اشتاط  هذا الأخير غاضبا من جريمة  في غاية  القبح والشناعة، فوصفه بأنه أكثر وحشية من مغتصب وقاتل الصبي عدنان حين طالب بإعدامه ، خرج علينا المدعو جواد مبروكي البهائي الفاسد عقيدة ، والمحسوب على الطب والتحليل النفسي بتبرير انتشار جرائم الاغتصاب عموما واغتصاب الصبية والصبايا خصوصا مفاده جهل المجتمع المغربي بما سماه تربية جنسية .

والذي يسمع  من  يدعون إلى الضرورة الملحة لتلقين التربية الجنسية للناشئة من أمثال هذا البهائي، يخيل إليه أن الأمر يتعلق بعلم من العلوم التي سودت فيها المجلدات ، إلا أنه إذا ما استعرض ما قيل عنها نجد ه لا يعدو ما يوجد في كتب فيزولوجيا  الإنسان  أو علم وظائف أعضائه، وتحديدا ما يتعلق بالجهاز التناسلي لدى الجنسين  ،وهو ما يتلقاه كدروس كل المتمدرسين في مستويات دراسية معينة.

  ومعلوم  أنه وراء الدعوة إلى تلقين تربية جنسية للناشئة نوايا مبيتة تستهدف حمل هذه الناشئة على التطبيع مع الانحلال الخلقي ليس غير ، ذلك أنه من دروس التربية الجنسية لهذه الناشئة على سبيل المثال لا الحصر التركيز على كيفية استعمال ما يسمى بالعازل الطبي .

وعوض ربط هذه الناشئة بهويتها الإسلامية عقيدة وشريعة لتجنيبها الوقوع في أوحال الرذيلة ، فإن شرذمة من المفسدين يزينون لها الهوية العلمانية المتفسخة أخلاقيا ،ذلك أن نصحها باستعمال العازل الطبي يقفز على موقف هويتها الإسلامية من ممارسة الجنس خارج إطار الزواج الشرعي ، ويدفع بها إلى ممارسته خارج هذا الإطار مما تتبناه الهوية العلمانية من أشكال الفواحش  مما تسميه مثلية ورضائية .

وغاية هؤلاء المفسدين  الذين يرومون  إفساد للناشئة المسلمة هي  الدفع بها إلى كيفية ممارسة  الفواحش ،من خلال  نصحها باستعمال العازل الطبي الذي يستعمل لغرضين الأول  تدعو إليه الضرورة حين يتعلق الأمر بعلاقة زواج شرعي  لتنظيم النسل أو لصيانة الصحة ،أما الغرض الثانيوالذي يكون خارج إطار زواج شرعي فهو إما منع الحمل الناتج عن سفاح أو للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا ، فأين هذا من التربية الجنسية التي يتشدق بها المفسدون وهم يستهدفون منظومة القيم الأخلاقية الإسلامية بترويج الانحلال الخلقي  على غرار ما تعج به المجتمعات العلمانية التي تستبيح الجسد جنسيا  بأشكال مقرفة .

ويغض المفسدون الطرف عن الغزو الإعلامي العلماني لكل أقطار المعمور والمتمثل في الأفلام الإباحية التي تبثها قنوات العالم العلماني ، فضلا عما يروج منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي . فهل يوجد تحريض على الانحلال الخلقي وما يترتب عنه من جرائم تتجاوز الاغتصاب إلى القتل  أكثر مما تقدمه تلك القنوات هي ووسائل التواصل الاجتماعي  ؟ وأية تربية جنسية يمكنها أن تقف في وجه تلك القذارة الإعلامية ؟

ومعلوم أن موضوع الجنس يستهوي النشء خصوصا خلال ما يسمى بمرحلة المراهقة التي هي انتقال  من طور طفولة إلى  طور بلوغ ، وهي فترة النضج الجنسي وقوته وإلحاحه لدى الجنسين المنجذبين إلى بعضهما غريزيا. وكيف يستطيع هذا النشء وهو على هذه الحال أن يتجاوز فترة الانفجار الجنسي بسلام  مع وجود هذا الزخم  من الإعلام الإباحي  المبثوث عبر القنوات الفضائية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا وهي رهن إشارته وفي متناوله ؟ وهل تجدي التربية الجنسية نفعا معهم سواء كانت نصائح طب نفسي أو عضوي أو نصائح أولياء الأمور والمربين أو مواعظ الواعظين، والأبناء والبنات في غرف نومهم وحدهم  وفي حوزتهم هواتفهم الخلوية التي تساعدهم على ولوج المواقع الإباحية بعيدا عن كل رقابة والتي تثيرهم جنسيا فيقعون بسببها في المحظور؟

ومعلوم أن التطبيع مع المشاهد الإباحية المستهترة هي التي أفضت بنا كبلدان مسلمة إلى ظهور مفسدين متهتكين وإباحيين يطالبون برفع التجريم عن فاحشة قوم لوط وعن فاحشة الزنا تحت مسميات تحاول التخفيف من وقعها السيء من قبيل المثلية والرضائية .

فما الذي حمل المجرم مغتصب وقاتل الصبي عدنان على فعل فعلته ؟ أليست تلك المواقع الإباحية  التي مصدرها مجتمعات علمانية مستهترة  بالقيم الأخلاقية السوية ؟

يقول المفسدون إن اغتصاب الأطفال كان منذ القديم ليبرروا اقترافه اليوم ،وليجعلوه أمرا عاديا وطبيعيا، وليلتمسوا لمن يمارسونه العذر بالحديث عن معاناتهم من أمراض نفسية  هي الدافع وراء شذوذهم  وعدوانهم ...وغير ذلك من الهراء الذي لا يستقيم لا شرعا، ولا عقلا ، ولا منطقا، ولا عرفا، ولا عادة ، ولا تقبله الفطرة السليمة التي فطر الله عز وجل الناس عليها .

وإن  المفسدين من التيار العلماني تحديدا يناصبون القيم الإسلامية العداء ، فيسخرون من غض البصر ، ومن لباس المرأة الذي يصون جسدها وكرامتها ، ومن منع الخلوة بين الجنسية ، ومن منع السفور والعري ... إلى غير ذلك مما فرضه الخالق سبحانه وتعالى حفاظا على كرامة بني آدم  وهو الأجدر بأن يسمى تربية خلقية مهذبة لغريزة الجنس ، وفي المقابل يشجعون على استباحة الجسد تحت شعار حرية الجسد ، ويعتبرون ذلك رقيا  بينما يعتبرون صيانته  تخلفا وموروثا ظلاميا وخرافيا ،وما إلى ذلك من النعوت القدحية الساخرة .

ولا يمكن أن يدافع عن استباحة أجساد الآخرين إلا من استباح جسده أولا إما  مثليا أو رضائيا .

وعلى شرفاء هذه الأمة أن يقفوا بالمرصاد في وجه التيار العلماني الإباحي ، فذلك هو السبيل إلى صيانة منظومة القيم الأخلاقية الإسلامية التي تسمي الفواحش... بما سماها  الشرع الإسلامي خلاف ما يسميها به العلمانيون لنشر التطبيع معها، ومن ثم لترسيخها في المجتمعات الإسلامية وإضفاء المشروعية عليها بذريعة ما يسمونه قيما إنسانية عالمية مشتركة  لا تراعي غيرها من القيم المخالفة لها وتستهجنها وتحتقرها بل و تطالب بإدانتها وتجريمها .

وأخرا نقول لقد أظهر الرأي العام الوطني، وهو يعبر عن غضبه الشديد من جريمة اغتصاب الطفل عدنان ،وقد صار هذا الأخير رمزا لاغتصاب كل الطفولة وعيا  مشرفا يرقى إلى  مستوى دينه وعقيدته ،وهو وعي خيّب آمال الفاسدين من العلمانيين ، فسقط في ايديهم ،وأنذرهم من مغبة ما يروجون له من استهتار وتهتك، ولهم في هذا الغضب العارم عبرة ودرسا إن كانوا معتبرين. وإذا ما أصروا على اللعب بالنار، فإن أول من تحرق اللاعب بها .  

وسوم: العدد 895