الانتقام اليهودي

عبد الله خليل شبيب

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

بؤرة الشر خنجر مسموم في قلب العرب والمسلمين!:

 لقد أقيمت دولة العدوان والاغتصاب اليهودي على أسس باطلة ..وبتآمر دولي مع سبق الإصرار والترصد .. وتمثل بموقعها الاستراتيحي في فلسطين .. عازلا جغراقيا وأيديولوجيا بين العالم العربي والإسلامي في أفريقيا والعالم العربي والإسلامي في آسيا .. وتعتبر كخنجر مسموم في قلب الأمة العربية الإسلامية ..ومركز إفساد وتلويث وشّر في المنطقة وللعالم ..!

يقول [ ناحوم غولدمان] رئيس المؤتمر الصهيوني العالمي – في أخطر مراحل الدولة اليهودية ..:

[ لقد كان يمكننا أن نوافق على ما عرض علينا من إقامة الدولة اليهودية في أوغندا و أستراليا أو الأرجنتين..أو غيرها .. ولكنا أصررنا على فلسطين .. ليسي فقط لأن فيها ( ضعف احتياطي الأمريكتين من النفط )! أو ـ أن البحر الميت فيه ما يساوي ( 5 تريليونات من الليرات الذهب !! ) .. ولكن لأنها في موقع استراتيجي متوسط ..من سيطر عليها سيطر على المنطقة ) ..واظنه قال ( والعالم)!!

 وحين تعلم شعوب الدول المتآمرة التي تعمدت تشريد الشعب الفلسطيني وخلقت نكبته وساعدت على تشتيته وتعريضه لمختلف أصناف الأذى والإهانة والحرمان والتنكيل .. في مختلف الأقطار العربية وغير العربية .. لإقامة وطن [ مزيف مصطنع ] للليهود على أنقاض الشعب الفلسطيني وفي أرضه ودياره المغصوبة-حين تعلم الشعوب الغربية والأمريكية – وغيرها ذلك .. قد تثور على حكوماتها ..وتكون في طليعة من يعمل على تفكيك وتصفية كيان الباطل اليهودي ! الذي يظنون أنهم أقاموه على اسس متينة ..حيث حرصواعلى تهيئة الأجواء المناسبة لذلك ..وضمنوا هدوء ما حوله ..بل وحراستهم له – بشكل أو بأخر ..وتنازلهم له وانسحاباتهم – في تمثيليات حروب صورية!..كلما [ هضم ] اليهود ما اغتصبوه ..ليتوسعوا من جديد!

 ..ولكن في الحقيقة ينطبق على ذلك الكيان الهش قول الله تعالى " أمَّن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم"!-( التوبة :109)

ما وراء الفرات والنيل ! :

 وكان حلم اليهود إقامة كيانهم من الفرات إلى النيل ..ولكن عوائق [ مؤقتة] حالت دون تنفيذهم ذلك الحلم الذي ما زالوا جادين فيه !..ثم إن بعض عناكبهم [ مثل بيريز رئيسهم حاليا] في كتابه عن الشرق الأوسط الجديد .. بيّن معنى الامتداد من الفرات إلى النيل – وأكثر- .. ووضح أنه حاصل [ اختراقًا ونفوذًا] ..فقد تجاوزوا ما وراء الفرات .. وأعالي النيل ..ورفعت أعلامهم في بلاد ما كانوا يحلمون أن ينجسوها ..ولكنهم أُكرِموا غاية الإكرام ورُفِعت أعلامهم في أجواء من المفروض أن تكون عصية عليهم طهوراعلى تنجيسهم..مما اورث غصة لدى كل حر ..وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين!!! في الوقت الذي يمنع فيه الفلسطيني من دخول تلك الأقطار إلا بشق الأنفس ,,وعليه أن يكون كالمثل المشهور [ لاأرى- لا أسمع - لاأتكلم - وكذلك لا أفكر] وإلا أُخرِج ليدوخ بين أقطارالعالم حيث لا يقبله أحد !

 ....لقد تسلل بعض اليهود الغرباء إلى فلسطين في وقت مبكر قبل احتلال البريطانين لها بعد إسقاط الخلافة العثمانية وزوال آخر سلطان للمسلمين ثم في عهد الانتداب : كان من أهم مهماته ..[ زيادة المهاجرين اليهود إلى فلسطين وزيادة الأرض المهودة ] وكان أول مندوب بريطاني على فلسطين [ يقال من عصبة الأمم حينها] يهوديا ..وما أدراك ما الأمر؟!

ما زالت دولة العدوان اليهودي تتصرف كالعصابات :

.. وحين آن أوان بداية الفصل الأهم من المؤامرة .. كان اليهود قد كونوا عصابات إجرامية [ شتيرن- أراجون – الهاجانا – البالماخ ..إلخ] .. ارتكبت كثيرا من الجرائم ضد العرب وحتى ضد المحتلين الإنجليز ..الذين كانت مهمتهم الأساسية التمهيد لقيام الكيان اليهودي المفروض فرضا في ظل ظروف معروفة غير متكافئة في السلاح والدعم المتنوع من المحتل الإنجليزي – والقمع الإجرامي الإنجليزي للعرب والمسلمين!.. حتى بل بالعكس .. كان التدخل العربي والمعاونة .. شكلية ..وفي كثير من الأحيان [ خاذلة ] فتكون النتيجة هزائم ومذابح وتهجير!..

.. حتى الحركة الإسلامية [ الإخوان المسلمون] ..حين تدخلوا تدخلا جديا من الجبهة المصرية ..وكونوا عائقا أمام مخططات التسليم والتهجير .. قامت حكومة النقراشي وفاروق بحل جماعة الإحوان ! .وإعادة من بقي حيا ممن ذهبوا للجهاد في فلسطين .إلى المعتقلات كمعتقل الهاكستب والطور وغيرهما !

وهذا مما يدخل في صلب موضوعنا عن[ الانتقام اليهودي] لأنه كثيرا ما يكون بأيادٍ غير يهودية واضحة!!

.. لقد ارتكبت العصابات اليهودية جرائم ومذابح عدة اشتهرت منها مذبحة دير ياسين = غرب القدس ..وكانت من البشاعة لدرجة أن ذاع صيتها وضرب بها المثل .. وأجرم اليهود فيها بشكل فظيع ليخيفوا القرى الأخرى ليهجرها أصحابها ..وخصوصا غرب وجنوب غرب القدس ..حيث خط السكة الحديد الواصل بين القدس ويافا !

..وكان قائد مذبحة دير ياسين الإجرامية [ مناحيم بيجن ] الذي عقد معه الموسادي أنور السادات [ معاهدة كامب ديفد] الخيانية المخزية التي عزلت مصر وأخرجتها من المعركة مع اليهود ..وأدخلت جيشها تحت راية الولايات المتحدة ..وداخليتها تحت نفوذ[ الموساد]!.. وكان ممنوعا على بيغن دخول بريطانيا إلى حين ..وأول ما زارها تظاهرت مجموعات من الشعب البريطاني ضده ..فاضطر للهرب من الأبواب الخلفية للفندق!.. بينما حين زار القاهرة هتف له جموع من الدهماء البهماء الذين يهتفون الآن [ لمثيله السيسي] ..:[ نحن فداك يا بيغن]!!

..وكانت الدولة [ المسخ ] تسمى – أول الأمر – أحيانا – [ دولة العصابات اليهودية] ..ومع الزمن أصبحت العصابات جيشا أسموه [ جيش الدفاع اليهودي ] ليوهموا أنهم مدافعون ضد معتدين ..وليسوا هم معتدين محتلين وغاصبين يجب صدهم وطردهم وتطهير الأراضي المحتلة منهم!

.. ورسخوا دولتهم..وسوقوها على أنها واحة الديمقراطية وسط غابة من الدكتاتوريات والوراثيات والنظم القمعية ..إلخ ..مع أن ترسيخ أشكال وأنماط نظم الحكم الذي يتفاخرون عليها كان من صنعهم وصنع أعوانهم [ ولسواد عيونهم وضمانة أمنهم]!!

.. وفي الحقيقة أن دولتهم غاية في العنصرية والقمعية والتمييز !

 بل إنها لم تخرج عن كونها عصابات ..ما زالت تضرب[ وتلاطش] في مشارق الأرض ومغاربها ..وتقتل من تشاء حيث تشاء[ كالشقاقي في مالطة والمبحوح في دبي – وفي تونس وفي بيروت وغيرها...ومحاولة قتل مشعل في عمان..إلخ] وتخطف من تشاء مثل [ أيخمان من الأرجنتين أوالبرازيل- والسيسي من أوروبا الشرقية ]..إلخ ..

 ومع ذلك يبتسم لها [العالم المتحضر المنافق] بل ويصفق لها ...بينما لو عمل ذلك غير اليهود لملأوا الدنيا [ نباحا ] عليه وتأليبا وهجاءً واستنكارا وتشنُّجاً وملاحقًة..إلخ

غير أن حليفتها وحاضنتها[الويلات المتحدة] مثلها في [الفلتان العصابي] وخطف من تشاء وقتل الناس –خارج بلادها بالطائرات بدون طيار وبغير ذلك!

 مع أن [ منطوق الحضارة الغربية يعتبر [ الانتقام] وحشية وهمجية ومناقضا للتحضر والإنسانية ! ..وكأنهم يستثنون ذلك في الحالة اليهودية والأمريكية ..كما يستثنون اليهود ودولتهم من كثير من القوانين والعقوبات ..إلخ

.. المهم أن اليهود يصولون ويجولون في كل مكان..وأن انتقامهم يصب على معارضيهم .. بأشكال مختلفة ..ومن أيدي مختلفة !!

من أواخر الانتقامات اليهودية : ما يحصل في سوريا ومصر !:

 وكل ما يحصل للشعب الفلسطيني من تشرد متكرر وبؤس وغرق وموت وحصار وإيذاء وقمع ومنع وطرد وتمييز وتنكر وإغلاق وإهانات وحرمان وعقبات.. إلخ ..هو بأوامر ورغبات ومخططات يهودية ..مباشرة أو بشكل غير مباشر!

.. من بداية النكبة ..وتوزع كثير من الفلسطينيين على مخيمات الذل والشتات....إلى حصار مخيم اليرموك في دمشق وسائر المخيمات الفلسطينية في سوريا .. وما بين ذلك من قصف حافظ الأسد والقذافي لمخيمات البداوي ونهر البارد في لبنان ..وإبادة مخيم تل الزعتر وغيره على أيدي قوات الأسد الممانعة ..وحصارهم حصارا يشبه حصار مخيم اليرموك الأن !...ومذابح صبرا وشاتيلا تحت سمع [قوات الممانعه الأسدية] وبصرها ! وكثير مما حصل في أيلول الأسود وغيره في الأردن..وإلقاؤهم في الصحارى ورد الهاربين منهم من الموت مع السوريين ..ليموتوا !! وتنكيل [ عراق أمريكا- إيران ] بهم وتشتيتهم في أركان الأرض بعد حصرهم في مخيمات [مميتة!]

لا شك أن ذلك ما تم إلا بأوامر [ يهودية = إسرائيلية] مباشرة !

ومن ذلك ما عانى ويعاني الفلسطينيون وأنصارهم في [ قسم فلسطين الرهيب ] التابع لسجن المخابرات الجحشية النصيرية !

.. ولقد لاحق اليهود كثيرا من أعدائهم وصفوهم في الداخل والخارج!

فمثلا يوسف طلعت والشيخ محمد فرغلي .. اللذان أثخنا في اليهود – مع قوات الإخوان – حين جاهدوا في فلسطين .. ولم يقتلهم نظام فاروق الملكي الذي اغتال مرشدهم المؤسس حسن البنا رحمه الله! ... انتقم منهم النظام التالي نظام [الضباط الأحرار] الخارج من السفارة الأمريكية بالقاهرة برعاية السفير الداهية [ جيفرسون كافري]..وتوجيهات مندوب السي آي إيه[ مايلز كوبلاند] فتم تعليق البطلين وغيرهما على المشانق ..ولا ذنب لهم إلا أنهم أبلوا بلاء حسنا في حرب فلسطين وأذاقوا اليهود المغتصبين الويلات !

..وها هي أواخر الانتقامات تتوالى .. بما يحصل في مصر وغيرها .. فكل تهجم على الفلسطينيين وطلائعهم المقاومة كحماس التي تشن عليها أدوات إعلام التحشيش المصري ..أضرى المعارك وتشوهها وتحرض عليها ليل نهار هي والقيادة المصرية الموسادية ..التي تستغيث [ بإسرائيل] وتحرضها لتتعاون معها في التخلص من حماس ..ودورها هذا وما يتبعه كل ذلك خدمة لليهود ودولتهم..ومن ذلك التهمة المشهورة [التخابر مع حماس] بينما السيسي أولى بالعقاب لأنه يتخابر دائما مع الأعداء اليهود والأمريكان !!

وكل ما وقع من انقلاب في مصر واضطهاد لأحرارها –وخصوصا الإسلاميين .. يدخل في نطاق الانتقام اليهودي من أعداء اليهود ..

وكثيرا ما يتبع اليهود سياسة الهجوم الاستباقي –كما حصل في مصر- ..مع أن هذه السياسة أو التكتيك إسلامي أصلا ..وقد ورد على لسان أشجع وأمهر القادة المسلمين – بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم -..وهو الإمام علي الذي قال في خطبته عن الجهاد ( وقلت لكم : اغزوهم قبل أن يغزوكم)!!..

..ومن أسلحة اليهود الانتقامية [ اللاسامية والهولوكوست ] فلطالما لاحقوا بسببهما كثيرا من المفكرين والمؤرخين الغربيين وغيرهم..حيث أجبروا [ الضالين : الأمريكيين والأوربان ] على تقديس هذين [ الأقنومبن] وتسليط النفوذ اليهودي بهما على رقاب وأحرار أوروبا وأمريكا !! بينما لو حقر أحد أو شتم أو أنكر أي مقدس لدى النصارى أوغيرهم..لما ساءله أحد ..ولاحتمى بحجة [ حريةالرأي] هذه الحرية الممنوعة عند ذكر الهولوكوست ..والكلام عن اليهود وطبائعهم وجرائمهم..حتى لو ذكر الإنسان [إجرامية نصوص القتل والحرق والإبادة في التوراة ] وانتقدها !! .. ولو في بحث تاريخي أوعلمي !!

 ولا ننسى أن الفلسطينيين والسوريين الذين هربوا من الموت في سوريا ومروا بمصر في طريقهم للهجرة إلى أوروبا سجنهم نظام موساد مصر وآذاهم ونكل بهم وتحرش بنسائهم..إلخ

..كما قصف الليبيون قواربهم..مما أدى إلى غرقها وموت المئات ..ولم يحاسب أحد من الجناة المجرمين ..فهؤلاء المساكين لا بواكي لهم!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..