هل الثورة العراقية طائفية ام وطنية؟

احمد ابو اخلاص الاحوازي

احمد ابو اخلاص الاحوازي

كل دولة احتلال تبحث عن طرق للتغلغل بين الشعوب للانقضاض عليها خاصة في منطقتنا العربية التي تتواجد فيها الكثير من نقاط الضعف و من الممكن ان تستغلها اي قوة اجنبية لضرب كيانات هذه الدول .

الدولة الفارسية المعروفة بحقدها وانتهازيتها وعقليتها الاستعمارية و التوسعية تجاه العرب, من احدى الدول التي تبحث عن طرق للتغلغل في الدول العربية ليس فقط لكي تحتلها بل انما لتنتقم منها لما لها من حقد دفين تجاه الانسان العربي منذ 1400 عام حيث انتهت الامبراطورية الفارسية على يد الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه .

منذ ان برز الخميني و خاصة بعد تسلمه السلطة في ما تسمى ايران عام 1979 عمل على فرض ولاية الفقيه التي لم تكن موجوده لدى الشيعة قبل ذلك التاريخ و كان هدفه ان تكون الدولة الفارسية ، القبلة و المرجع الوحيد  لجميع الشيعة في العالم و كانت تلك اول خطوة يخطيها الخميني تجاه تفتيت المنطقة على اساس طائفي . بعد ذلك جاء دور التوسع الفارسي في المنطقة العربية وانطلقت بشعار تصدير الثورة  من خلال ((تحرير فلسطين يتم عبر تحرير كربلاء)) و كان ذلك على اساس طائفي بحت حيث ان الدولة الفارسية منذ دخولها الحرب مع دولة العراق الشقيق عام 1980 عملت على تجنيد الشيعة في العراق لصالحها و قامت بفتح معسكرات لهم في الكثير من المناطق من جغرافية ما تسمى ايران و هيئت لهم كل مستلزماتهم خاصة العسكرية منها .  وبعد سقوط بغداد عام 2003 كان الوقت لقطف الثمار للدولة الفارسية حيث عملت و بكل قوة على تقوية انصارها و مواليها في العراق المحتل . و قد نجحت في فرض ازلامها في الحكومة العراقية الجديدة و باتت العراق محافظة من محافظات ايران و يحكمها البعض بجنسية عراقية شكليا" . و منذ سقوط بغداد حتى هذه اللحظة سمعنا الكثير من التصريحات من ازلام النظام الايراني تائيدا" للدولة الفارسية بدئا" من عبد العزيز الحكيم و الذي طالب العراق بدفع غرامة مالية لايران تعويضا" عن الحرب الثمانية سنوات وصولا" الي ابراهيم الجعفري الذي دافع بكل قوة عن رفع صور الخميني و رجالات الدولة الفارسية المحتلة في العراق .

ومنذ ما يقارب العام انتفضت عدد من المحافظات العراقية وتجمع اهلها في الساحات العامة ضد السياسات الطائفية التي ينتهجها المالكي وطالبت الحكومة العراقية بالاستماع الى ما تريد . و من مطالبها الافراج عن السجينات العراقيات و اعادة اعمار البلاد و المساوات بين كل ابناء الشعب العراقي . ولكن و في كل مرة كان المالكي المنصوب من قبل الفرس يتهرب من الاستماع لهذه المطالب و ينصاع الى المطالب الفارسية حيث الضغط على المحتجين بكل قوة . و لا شك و بطلب من الدولة الفارسية قام المالكي و منذ ما يقارب الاسبوع بهجمة عشواء على المحتجين العراقيين في ساحة الانبار و حاول بقوة السلاح القضاء عليهم ولكن كان رد العراقيين الاحرار مفاجئ للعميل مالكي و لا تزال حتى اللحظة الاشتباكات مستمرة .

ما جعلني ان اقوم بكتابة هذا المقال ما يتطرق اليه البعض حيث ان الكثير من تلك التصريحات تاتي لتفيت الشعب العراقي المجاهد الصابر التي في النهاية يستغلها اعداء العراق و منهم الدولة الفارسية . لا شك ان المالكي ارادها حربا طائفية حيث و بكل صراحة وفي احدى خطاباته يقول ((ان لا يزال الحرب بين يزيد و الحسين لن تنتهي و اليوم الحرب دائرة بين اصحاب الحسين و اصحاب يزيد)) و جاء هذا التصريح من هذا المجرم ليأجج الحرب الطائفية في الوسط العراقي و ليحرك ابناء الطائفة الشيعية للقتال مع ابناء السنة و المتابع يدرك جيدا ان اذا ما حدث ذلك سيكون الضحية هو الشعب العراقي بكل طوائفه و الرابح الاول و الاخير الدولة الفارسية التي لا تريد الخير للعراق و لا لأي دولة عربية اخرى. لذا على الثوار من ابناء العراق ان لا يعطوا ثورتهم البطولية اي صبغة طائفية بل انما يعلنونها ثورة وطنية عراقية و يطلبون من كل ابناء العراق الاحرار بكل طوائفه المشاركة في هذه الثورة لدحر المحتلين الفرس و غيرهم من المحتلين .

جاء الوقت لكي يدرك ابناء الشعب العربي في كل مكان ان الدولة الفارسية خطر على حاضره و مستقبله حيث انها تنظر للانسان العربي بنظرة دونية و تريد الانتقام من العرب بكل طوائفهم لانها لن تقبل الاسلام الا ليكون غطائا" على اجرامها و كما يقول المثل (( اسأل مجرب و لا تسأل حكيم)) لكم بالاحواز دليلا على ما اقول حيث ان الدولة الفارسية تقتل و تسجن بابناء الاحوازو تلعب بالديمغرافية العربية و تعمل بقوة لمحو الانسان العربي و اللغة العربية و كل ما يمت بصلة للوجود العربي . و تقوم بذلك مع كل الطوائف المتواجدة على ارض الاحواز لاسيما ابناء الشيعة الاحرار قبل السنة منهم و كل ذلك كما ذكرت سلفا لانها تريد الانتقام من العروبة و لانها تحقد علي الانسان العربي بشدة حيث يقول شاعرهم العنصري بادكوبه اي و في ضل النظام الفارسي في احدى الامسيات الشعرية التي اقيمت في احدى المدن الفارسية (( يا اله العرب ضعني في عقر جهنم و لا تضعني في جنة لسانها يكون العربي)) و هذا مثال بسيط للعقلية الفارسية .