وانتم في الطريق الى صندوق الانتخابات الوطن يعيش فيكم يا نشاما

كل اوقاتكم وتوجهاتكم وطن يا احبتي ولكي نحمي الوطن علينا ان نقتبس بعض الكلام والافكار والتجارب والمعانات كي نوصل رسالتنا لكل المواطنين وحين ننشر شيء يكون من اجل التعميم لاننا لا نريد ان نُنظر على بعضنا او نتكلم مع بعضنا لاني على يقين ان اصغركم يفهم ما يدور وكلي ثقة ان الوطن يعيش فيكم يا نشاما ....لذلك في الطريق إلى مركز الإقتراع .....

و نحن في طريقنا لصندوق الاقتراع سنتذكر أياماً أقل ما يقال عنها أنها أيام سوداء ، انكسر فيها الرجال وذرفوا الدمع قهراً ، ووَلْوَلَتْ فيها النساء والصبايا عجزاً ، وصرخ فيها الأطفال المساكين خوفاً ورعباً رعباً .

سنتذكر فيها أجساداً تمزقت ، وعائلات تفرقت ، وأطفالاً تيتّمت ، ونساءً ترمّلت وأمهات وزوجات باتت ثكلى ..

سنتذكر محسوبيات المعابر ورشاويها ، وطوابير البطالة ، والفقر المدقع الذي حل على رؤوس الناس في عهد ( رجال الله ) ... سنتذكر طوابير الحصول على أنبوبة الغاز ، سنتذكر الظلام الدامس الذي عشناه في أيام "التغيير والإصلاح " والكهرباء المقطوعة التي تسببت في تفحم العشرات من الأطفال والشباب والنساء والبيوت بفعل شمعة تنير لهم ظلام الآخرين وظلمتهم ، سنتذكر بوابير الكاز التي كف آبائنا وأجدادنا عن استخدامها منذ عشرات السنين ، وعدنا لنبحث عنها في سراديب الزمان وأقبيته المظلمة ....

سنتذكر الضرائب الباهظة التي زلزلت جيوب الفقراء والمعدمين والتي طالت قوتهم و مأكلهم وحليب أطفالهم ، سنتذكر البساط الأحمر المفرود للعمادي ومائة دولاره ، ولن ننسى المستثمرين المتدينين الهاربين بأموال الوطن المنهوبة إلى تركيا العزة والكرامة ..

سنتذكر مطاراً كان يحمي كرامتنا من ذل الجيران بات أثراً بعد عين حتى من حصمته المسروقة ..

سنتذكر مزاجيات العمل الحكومي وواسطاته ، وبيسلم عليك ابو البراء وابو الدرداء وكل الآآآء الذين على شاكلتهم .. سأتذكر شرطي يستوقفني في الطريق و يعاقبني بمخالفة لأنني لست من لونه السياسي ، أو لأنني ألبس هنداماً جميلاً يشعره بعقدة النقص ، فيسقط كل عقده التاريخية في معاملاته معي ، بينما يرتعد جبناً لو مر عليه سائق عابس يلبس شبشباً أو صندلاً عاقد الحاجبين وينهره بالكلام ويقول له ( إيجابي ) يعني قسام .. ويبتسم بوجهه ذليلاً حتى يغيب عن ناظريه .

سنتذكر إهانات كيلت لنا في مقرات مراكز الشرطة وأقبية تحقيق الأمن الداخلي ، وفي نهاية كل جولة معتقداً أنني سأنسى إساءاته تسمع أحدهم يقول لك ( سامحنا يا شيخ ) ...

سنتذكر انتهاك حرياتنا بملاحقتنا في كل مكان نتواجد فيه ، بالسطو على جوالاتنا ونحن نجلس في الأماكن العامة من قبل أجهزة أمنية قمعية فاشية لا تمت بصلة ولا علاقة لأي ذرة من هذا الوطن والدين ..

سنتذكر العسس والمخبرين الذين يزرعونهم في مداخل شوارعنا ومفترقات أحيائنا يتلصصون النظرات ويرمقونها ، يراقبون كل حركة من كل ذي ليس من لونهم السياسي ، ويسترقون السمع والنظر لكلامهم ...

سنتذكر سياط جلادي الأمن الداخلي التي اكتوت جلودنا وجلود كل من نبس بحرف واحد تظلماً من ظلمهم ، فهذا أُقتلعت أظافره ، وذاك سُلخ جلده ، وهذا شُبِحَ وكُبِّل وتم ضربه بكوابل الكهرباء والبرابيش البلاستيكية والعصي الخشبية والمواسير والسلاسل الحديدية ... فمنهم من قُتِل شبحاً وتعذيباً ، ومنهم من خرج بعاهة مستدامة ، ومنهم من بات مريضاً نفسياً ..

سنتذكر البيوت المهدمة في ثلاث حروب وعشرات ( الغزوات ) الفاشلة جراء سياسات عقيمة لم تقدم ولم تؤخر شيء في مسيرة الوطن سوى استثمارها جيداً من بعض الفاسدين ...

سنتذكر مجالس بلديات تم تعيينها من النخب فكانوا خير مثال للنهب بعد أن فرضوا علينا ترخيص بيوتنا ودفع المال مقابل ذلك حتى يأذنوا ببناء ما دمرته الحروب التي تسبب لنا بها قادتهم الذين عينوهم في بلدياتهم ...

سنتذكر عشرات الآلاف من شباب الوطن الذين دفعوا الغالي والنفيس ليهربوا من هذا الحكم الجائر والظالم من الأقربين ...

سنتذكر مئات الشباب والنساء والأطفال الذين ماتوا غرقاً في البحار والمحيطات ، بينما كانوا يبحثون عن بلاد أكثر رفقاً وأكثر عدلاً من ظلم حكام وطنهم .

سنتذكر جيلاً كاملاً من الشباب والفتيات الذين فاتهم وفاتهن قطار الزواج حتى بلغت العنوسة في أوساطهم أشدُّها منذ عشرات بل مئات السنين .

سنتذكر كل خطب المنابر التي طالبنا فيها الخطباء بالصبر وربط حجر على بطوننا ، بينما كانوا يركبون أفخم الجيبات الفارهة بعد انتهاء خطبتهم ، ويلبسون أنعم الملابس ويأكلون أطيب اللحوم والمؤمنون المستمعون لهم يتضورون جوعاً ...

سنتذكر أبناء المسؤولين الذين صاروا نجوم الوطن ، فلهم الشقق والعمارات والأبراج والسيارات والفضائيات ، ومن سبقوهم بالحياة والنضال والسجون والعذابات بعشرات السنين بالكاد يجدون قوت بيوتهم وأبنائهم ..

سنتذكر بحراً كنا نمخر عبابه وقتما شئنا وأينما أردنا ذلك ، ولم يخرج علينا أحد يوماً ، ليفاخر بأسماك ال6 ميل ، نتيجة لانتصاراته المظفرة على العدو ...

سأظل أتذكر كلمات ظل صداها يتردد في أذني حتى هذه اللحظة حين سألني طفلي البالغ من العمر 14 سنة ..

" صحيح يا بابا ، كان زمان تيجي الكهربا عندكم 24 ساعة ، فأجبته : صحيح .

فقال كلمته التي لا زالت تتردد في أذني : (والله كنتو زمان مكيفين ) .

لا أعرف إن كانت الطريق ستكفي يوم الانتخابات من منزلي حتى مركز الإقتراع ، لتذكّر كل ما واجهناه من مآسى ومصاعب وظلم وظلمات وقهر و كبت في زمن

" رجال الله الصالحين " لنكافئهم بما اقترفت أيديهم بنا ...

سأحاول تذكر كل ذلك على الدوام ، لعل صوتي لا يضل طريقه ثانياً ، بعد أن غُرّر بي قبل 15 عاماً ...

توكلنا على الله .

وسوم: العدد 917