يجدر بكافة المرافق العمومية أن تقتدي بالمساجد في التزام إجراءات الاحتراز من انتشار الجائحة

يجدر بكافة المرافق العمومية أن تقتدي بالمساجد في التزام إجراءات الاحتراز من انتشار الجائحة وقد صارت ذات متحورات فتّاكة

يبدو أن بيوت الله عز وجل التي يرتادها أكبر عدد من المواطنين مقارنة مع غيرها من المرافق الاجتماعية الأخرى هي الأكثر من غيرها التزاما بإجراءات الاحتراز من انتشار الجائحة إذ لا زال جل المصلين يحترمون المسافة المفروضة في التباعد أثناء أداء الصلوات مع تجنب المصافحة ، وإن كان ارتداء الكمامات، وإحضار السجاد قد شهدا تراجعا نسبيا ربما يكون مرده الاطمئنان إلى انخفاض عدد الإصابات لبعض الوقت، فضلا عن الاطمئنان إلى الاستفادة من التلقيح خصوصا وأن أعداد المواظبين على الصلوات الخمس أعمارهم تتجاوز السن التي أعطي أصحابها أولوية أخذ جرعات التلقيح .

وإذا ما قورنت إجراءات الاحتراز من انتشار الجائحة في المساجد بغيرها في مختلف المرافق العمومية التي ترتادها أعداد كبيرة من المواطنين كالأسواق على سبيل المثال لا الحصر، تعتبر هي الأولى من حيث الاستجابة للوقاية المطلوبة ، لهذا يتعين على باقي تلك المرافق أن تحذو حذوها ليساهم الجميع في محاصرة الجائحة التي صارت لها متحورات أشد فتكا منها حسب تصريح الوزارة الوصية على الشأن الصحي .

ومن أجل النأي ببيوت الله عز وجل عن تحويلها إلى بؤر لانتشار الجائحة ومتحوراتها يجب على روادها أن يرعوا حرمتها وهي أماكن الطهارة بطبيعتها، وأن يتجنبوا كل سلوك متهور داخلها من شأنه أن يكون لا قدر الله سببا في تفاقم الوضع الوبائي وذلك من قبيل تبادل التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك عن طريق العناق أو المصافحة عقب الصلوات الخمس وهو ما تحاشته الوزارة الوصية عن الشأن الديني من خلال منع أداء صلاة العيد في المصليات والمساجد باعتبار أعداد الذين يحضرونها ،وعملا بقاعدة للضرورة أحكام . وعلى رواد المساجد أن يعلموا أن هناك ممن لا صلة لهم بالمساجد من يتربص بها لتغلق أبوابها من جديد كما كان الحال عند اشتداد وطأة الجائحة العام الماضي ، ولهذا عليهم العمل على تفويت هذه الفرصة عليهم تعبيرا عن أهمية حضور دور الوازع الديني لديهم و الذي لا مندوحة عنه في مقاومة الجائحة استجابة لشرع الله عز وجل قبل كل شيء.

ومادام المانع من إقامة صلاة العيد هو الاحتراز من انتشار الجائحة ، فلا بد من اعتماده أيضا بالنسبة لكل التجمعات المحتملة خصوصا التنقلات من أجل الزيارات العائلية خلال أيام العيد المبارك والتي من شأنها أن تصعب لا قدر الله من السيطرة على الوضع الوبائي ببلادنا .

وفي الأخير نأمل أن يجد هذا النداء آذانا صاغية لدى الجميع، وهو ما نتوقعه إن شاء الله تعالى مع حسن الظن بالجميع سائلين المولى جل في علاه أن يجعلنا جميعا في حرزه وحفظه من هذه الوباء المهلك ،وأن يعجّل برفعه عنا ،وعن الناس أجمعين إنه بخلقه رءوف رحيم ، و هو حصننا الحصين وركننا الشديد وبالاستجابة جدير .

وسوم: العدد 938