الحشد في ضيافة «الجزيرة»: «لا عيني أكو أخطاء وماكو طائفية» … وتظل »غزة رمز العزة

أهزوجة شعبوية طريفة ودمها خفيف سمعتها مباشرة باللهجة الأردنية بالصدفة بعد الاستمتاع بحفلة «النميمة» بعد استضافة قناة «الجزيرة» زعيم تيار الحشد الشعبي صالح الفياض. لا أعرف سببا لتلك «الصدفة». لكن كلمات الأهزوجة تقول مع موسيقى صاخبة «يا بيييى ما أكبر كذباتك يا بييى… بتكذب وإنت بتحكي خايف علييى»!

التركيبة تشبه إلى حد ما أغنية «يا جماعة… حد يجيب الولاعة» للموسيقار الملهم صاحب أكبر معدل في خلع الملابس أثناء الطرب العقيد الفنان محمد رمضان.

ما علينا نعود لصاحبنا بتاع «الحشد الشيعي – الشعبي» ومناورات زميلنا في «الجزيرة» معه على أمل الخروج بأي حق وأي باطل.

من جهتي أعجبتني البدلة الرسمية التي يرتديها الزعيم العراقي، فهي مثل تلك الأطقم التي أرصدها في صالات مطاعم «راقية للغاية» في عمان سعر الوجبة الواحدة فيها يعادل ثمن سيارة «روسية».

كان آخر مشهد تلفزيوني مرصود بذاكرتي للفياض، وهو يرتدي بدلة «عسكرية بلون كاكي» مع سلاح رشاش على شاشة فضائية اسمها «بغداد»، ويتحدث للجمهور عن « تكليف إلهي وصله بأمر من «الإمام الأكبر» لإعلاء راية الطائفة في العراق مع عبارة ..»رقابنا فداك يا مولاي».

في النسخة الجديدة للرجل نفسه «تغيرت الإفادة» وثمة ربطة عنق وقدرة ذكية على «الإفتاء السياسي» والتلاعب بكل المفردات.

فهمنا من برنامج «لقاء اليوم» مع الفياض التالي يا جماعة الخير: إيران أقل دولة تتدخل في العراق.. التيار الصدري «تائه وعليه التوبة».. وماكو طائفية اليوم بالعراق»! «ماكو نهب وفساد، مثل زمن صدام حسين»… «الحشد الشعبي مع تسليم الأسلحة للدولة» باستثناء أسلحة الحشد نفسه، لأنها مكلفة من فوق، حيث السماء بـ»أمن الوطن»!

والأهم «الأخطاء تحصل» و»أكو مقاتلين سنة ويزيديين بعشرات الآلاف في قوات الحشد» .

أرجوك عزيزي القارئ هنا لا تتذكر تلك الأغنية ولا تغادر إلا وأنت تقول «سبحان ألله» أو «تحوقل».

الإعلام العربي عندما «يقلق»

يصر مذيع نشرة الأخبار على «سكاي نيوز»، ومن لفها في الشاشات العربية الذهبية على صيغة «تبادل لرشقات من الصواريخ» وصيغة «نزاع بين طرفين»، عندما يتعلق الأمر بـ«عدوان» جديد على الأهل في القطاع المفروض أن فيه «دولة احتلال غاصبة معتدية» مقابل «شعب أعزل ومحاصر ومقاومة تقاتل بما تيسر».

ومحليا ياحظ «سياسي خبيث» أن طاولة أخبار تلفزيون «المملكة» الأردني تصر على تكرار اسطوانة «أفق سياسي»، كلما قصفت إسرائيل القطاع بدلا من التصعيد العسكري، مع طبعا متلازمة «نؤكد على القلق»!

لا نعرف ما الذي تعنيه وزارة الخارجية، كلما استعملت عبارة «أفق سياسي»، وأحيانا بدون إشارة لـ»كيان احتلال يعتدي».

يبدو المشهد وكأن الإسرائيلي لا يرى «الأفق» الذي نراه نحن أو نتحدث به، على طريقة المبعوث في مسرحية «غربة»، وهو يعيد ويكرر كلامه لنفسه حتى عندما يطالبه الجمهور بالتوقف.

وبخصوص «العدوان» للتذكير فكرة «نزاع وتراشق صواريخ بين جانبين» قد نفهمها من شبكة «كان» الإسرائيلية. أو من «بي بي سي» و»سي إن إن»، فمن غير المعقول أن يصل عمى الألوان عند كونترول الأخبار على شاشات العرب إلى هذا المستوى من «الحول المهني»، فهو حول يسيء لسمعة المحلل الإسرائيلي، لأن المجرم قد لا يقبل منك لاحقا مماثلته بضحاياه، ما دمت مسترسلا بالزواج «الإبراهيمي» الجديد.

من الآخر بوركت المقاومة وطوبى لمن يمنح بدمه ولا يملك كل ما لديه لمن يملكون جيوشا نظامية وظيفتها الاستعراض في أكتوبر/تشرين الأول وتوزيع النياشين، ومعها حصص الوكالات التجارية أحيانا أو إخضاع شعوبها.

غزة مجددا في المكان الذي يليق بها، حيث رمز العزة والصدارة.

وسوم: العدد 992