تركيا تستأنف إدخال مرضى السرطان من الشمال السوري للعلاج

 أكدت إنياس نجار مديرية الاتصال في اللجنة السورية التركية المشتركة التابعة للائتلاف السوري، استئناف دخول مرضى السرطان في الشمال السوري للعلاج داخل المستشفيات التركية، وذلك بعد فترة “طويلة” من التوقف نتيجة الظروف التي عاشتها تركيا بعد الزلزال المدمر في مطلع شباط/فبراير الماضي.

وأضافت  أن دخول المرضى في الفترة الحالية سيكون للمرضى “القدامى” الذين سبق وأن تلقوا العلاج في المستشفيات التركية. وتابعت بأنه نتيجة الازدحام الشديد في المستشفيات التركية ونتيجة بعض الإجراءات المستجدة جرى تخفيض عدد حالات دخول المرضى إلى الأراضي التركية، والآن جرى الإعلان عن استئناف دخول المرضى. ومنذ الزلزال، لم تسمح السلطات التركية إلا بدخول عدد قليل جداً من مرضى السرطان لتلقي العلاج.

وأعلنت إدارة معبر “باب الهوى” من الجانب السوري عن استئناف دخول مرضى السرطان للعلاج في المستشفيات التركية، مؤكدة الثلاثاء على صفحتها الرسمية “فيسبوك” أنه “سيتم استئناف حالات مرضى السرطان الجديدة”. ووجهت الإدارة الشكر للجانب التركي للمتضامنين مع مرضى السرطان في الشمال السوري، وكل من ساهم بإيصال صوتهم إلى العالم. وكان ناشطون قد أطلقوا حملة إلكترونية تحت مسمى “أنقذوا مرضى السرطان” وذلك بهدف الضغط على السلطات التركية ودفعها إلى إدخال المرضى، أو التحشيد لإنشاء مركز متخصص بعلاج السرطان في الشمال السوري.

وطالب القائمون على الحملة المجتمع الدولي بالإسراع في إيجاد آلية جديدة لتقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود ومنها المساعدات الطبية الخاصة بمرضى السرطان أو الأمراض المستعصية الأخرى أو إنشاء مراكز علاج متنقلة. وقال بيان الحملة إنه مع معاناة المرضى من الخوف والتهميش الطبي والغذائي والاستهداف الممنهج للمنطقة بالسلاح الكيميائي ازدادت معاناتهم إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، وحال بينهم وبين الحصول على العلاج في المستشفيات التركية.

وكذلك، نظم ناشطون ومرضى سرطان وعاملون في الشأن الصحي اعتصاماً مفتوحاً، بالقرب من معبر “باب الهوى” بهدف الضغط على أصحاب القرار، للسماح بعبور المرضى، ورفعوا لافتات وصوراً تحث على العبور الفوري للمصابين، وحذروا من تفاقم حالتهم الصحية.

وتقدر مصادر طبية في الشمال السوري عدد مرضى السرطان في المنطقة بأكثر من 3 آلاف مصاب يحتاجون لمساعدة عاجلة، 65 في المئة منهم أطفال ونساء، وتؤكد أنه جرى تسجيل أكثر من 600 حالة إصابة بالمرض بعد الزلزال. وفي الفترة الأخيرة سجل الشمال السوري وفيات عديدة بين مرضى السرطان، نتيجة عدم توفر العلاج وإغلاق الجانب التركي المجال أمام دخولهم لتلقي العلاج، كان آخرها السبت حيث توفي طفل من ريف عفرين بعد تدهور صحته من جراء إصابته بمرض السرطان.

ويُسجل الشمال السوري زيادة في انتشار مرض السرطان، ويعزو الطبيب أحمد نجار ذلك إلى الظروف غير الصحية التي تسود المنطقة، ويقول: تعاني المنطقة من ضعف الرقابة على المواد الغذائية، حيث تنتشر في الأسواق العديد من السلع المنتهية الصلاحية، وغير معروفة المنشأ”.

وإلى جانب ذلك، تؤكد نجار مسؤولية استخدام المياه الملوثة (الصرف الصحي) لسقي بعض المحاصيل، وخاصة الخضروات بزيادة انتشار المرض، فضلاً عن المواد السامة في التربة التي سببتها القذائف التي تعرضت لها المنطقة. ويبلغ متوسط الحالات السرطانية المسجلة حديثاَ في الشمال السوري1100 حالة سنوياً.

 

وسوم: العدد 1042