مدرسة الإمام مالك لتحفيظ القرآن الكريم تحيي ذكرى مناسبة المولد النبوي الشريف بقرية مستكمر بإقليم تاوريرت

شهدت مدرسة الإمام مالك لتحفيظ القرآن الكريم بقرية مستكمر يوم أمس الأحد حفلا بهيجا بمناسبة ذكرى المولد انبوي الشريف ، والذي أقامته الجمعية المشرفة عليها  بمسجد عمر بن عبد العزيز المحاذي لها .

 وأول ما يواجه من يزور هذه القرية الوديعة التي تغطيها أشجار الزيتون هذه المدرسة القرآنية التي شيدت بجوار مسجدها ، وكأنها ترمز بذلك إلى أصالة وتدين ساكنتها ، ورهانها على احتضان  وخدمة القرآن الكريم . ولقد انطلق تحفيظ كتاب الله عز وجل بهذه المدرسة الرائدة  التي شيدت على طراز معماري حديث سنة 2010 ، وهي تضم كل المرافق بما فيها جناح لإيواء الطلبة ، ومطبخ ومطعم ، ومرافق صحية ، وقاعات للتحفيظ ، ومكتبة ، ومكاتب إدارية ... وقد تخرج منها ما يقرب من سبعين حافظا منذ انطلاق التحفيظ بها ، وذلك بمعدل خمسة حفاظ كل سنة بحفظ متقن ، وقد صار بعضهم أئمة ببعض المساجد في عدن جهات .

ولقد تكلف ببناء هذه المدرسة المحسنون من أبناء القرية ، وتشرف على تسييرها جمعية  مكونة من نخبة أطر التربوية وغيرهم  من الأطر ، وكلهم من أبناء القرية الذين أبوا إلا رد الجميل لها على احتضانها لهم ، وتعلمهم بمدرستها على أيدي مدرسين كانوا يحرصون على غرس حب الدين والتربية السوية  في نفوسهم ، ولا زال بعض هؤلاء المدرسين  يشاركون في تدبير  وتسييرهذه  المدرسة  ضمن أعضاء لجنتها مواصلة لعملهم المشكور .

ولقد دأبت اللجنة المكلفة بهذه المدرسة على إحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم تيمنا بها في مسجد عمر بن عبد العزيز ، وذلك لمصادفتها انطلاق التحفيظ بها.

 وجريا على عادتها أحيت يوم أمس الأحد فاتح أكتوبر حفلها بالمناسبة العطرة وفق برنامج تضمن تلاوة جماعية وفردية لكتاب الله عز وجل مع أمداح نبوية من أداء طلابها بإشراف السيد المحفظ و بعض زمل ئه . ولقدتناوب على الكلمة بهذه المناسبة أحد أعضاء المجلس العلمي المحلي بمدينة تاوريرت ، وأحد المرشدين الموفد من طرف المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف ،  وبعض الأساتذة  الأعضاء بالجمعية  ، فضلا عن أساتذة زائرين . وتركزت كل الكلمات التي ألقيت بالمناسبة على التذكير بأهمية الاحتفال بالسيرة  النبوية ،وبالشمائل المحمدية مع الإشارة إلى أهمية المدرسة القرآنية ، مع تحفيز ساكنة القرية  على إلحاق أبنائهم بها إلى جانب الطلبة الذين يلتحقون بها من مختلف جهات البلاد . وتم توزيع جوائز على المتفوقين في حفظ كتاب الله تعالى تحفيزا لهم ولغيرهم على الاجتهاد في الحفظ .  

ولقد شهد هذا الحفل البهيج الذي انطلق حوالي الساعة العاشرة إلى ما بعد صلاة الظهر جمع غفير من ساكنة القرية ذكورا وإناثا ، فضلا عن زوار جاءوا من المدن المجاورة بعضهم من أبناء القرية . ومما يدعو إلى الغبطة  والسرور أن هذا الحضور وجريا على عادته يساهم بأريحية في الاكتتاب الذي تسهر عليه جمعية المدرسة من أجل تمويل التحفيظ بها .

ولقد أقيمت مأدبة غذاء دعي إليها جميع الحاضرين جريا على العادة من سنوات.

ولا يسع من يحضر هذه المناسبة إلا الإشادة بالجهود المشكورة للجمعية المشرفة على هذه المعلمة القرآنية التي حازت شهادة أحسن مدرسة كما صرح بذلك السيد المرشد الديني ، وكذا الإشادة بالسيد الفقيه المحفظ الذي يتفانى في ترسيخ القرآن الكريم في طلبته بجدية فائقة ، وهو بذلك يستحق أن يشكر الشكر الجزيل، وكذا أهل الإحسان الذين لا يدخرون جهدا في خدمة كتاب الله تعالى بالبذل والعطاء بلا حدود ، وكذا الساكنة الكريمة لهذه البلدة الطيبة التي اتخذت  شعارا لها خدمة كتاب الله عز وجل ، فبارك الله عز وجل سعي الجميع  وجزاهم خير الجزاء.

وسوم: العدد 1052