الأطفال الفلسطينيون الناجون من الإبادة الجماعية ينمون من شدة الإرهاق

الأطفال الفلسطينيون الناجون من الإبادة الجماعية ينمون من شدة الإرهاق  مفترشين الوحل تحت خيام غمرتها مياه شتاء ماطر وشديد القر

 تداولت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورة طفلتين فلسطينيتين من غزة  نائمتين تفترشان الوحل الغامر لخيمتهما، وقد غلبهما النوم من شدة الإرهاق بسبب أرق  طويل سببه الخوف من خطر الإبادة الجماعية التي لا زالت تحصد المزيد من أرواح الطفولة البريئة في جحيم غزة الذي تسعره الآلة الحربية المدمرة ، والمهداة من الإدارة الأمريكية المتصهينة ، و هي المصرحة بتصهينها أمام وسائل الإعلام العالمية  مفاخرة بذلك بكل وقاحة  .

واليوم التمست هذه الإدارة المتوحشة من الكونغرس أن يصادق على المزيد من ضخ مليارات الدولارات لفائدة الكيان الصهيوني العنصري الإجرامي الذي ترددت ما يسمى بمحكمة العدل الدولية في اتهامه مباشرة بجريمة الإبادة الجماعية المتكاملة الأطراف، والتي يشهد عليها الرقم المسجل  للضحايا الذين أبيدوا لحد الساعة ، ولا زالت الإبادة تحصد المزيد من الأرواح معظمها أرواح أطفال أبرياء ، وأمهاتهم ، فضلا عن عجزة ومرضى .

كفى بصورة الطفلتين النائمتين، وهما تفترشان الوحل دليلا على الحد الذي بلغته شدة قسوة  قلوب من يحكمون ما يسمى بالعالم الحر، والديمقراطي المتبجحون بالقيم الإنسانية  وهي تتبرأ منهم  . ولم تعد كلمة عار كافية للتعبير عن وحشية وهمجية الإدارات الغربية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية المنخرطة  فعليا مع الكيان الصهيوني العنصري في حرب من أقذر الحروب ،والمشجعة له وهو يعيث في قطاع غزة فسادا، ودمارا ،و سفك دماء ، وإبادة جماعية ، بينما تضخ له المزيد من مليارات الدولارات، ليزداد شراسة ، وعنفا ، ووحشية ، و هي  في نفس الوقت تصر على الاعتراض بالفيتو عن وقف حرب اللئام .

وستظل صورة الطفلتين لعنة تلاحق أيضا كل الأنظمة العربية والإسلامية التي تتفرج على مآسي الطفولة الفلسطينية البائسة دون وخز من ضمير ، خصوصا تلك التي يوسعها أن تسعفها ، والواجب عليها حمايتها بموجب الجوار ، وتوصل إليها المساعدات الضرورية العاجلة والملحة، ولكنها لم تفعل ، وفي المقابل تسهل مرور البضائع عبر أراضيها  إلى الكيان الوحشي، بعدما تعذر وصولها إليه عبر البحر الأحمر.

ومن المخزي أن يصف الصهاينة قرار فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على المستوطنين العنصريين الذين يرتكبون جرائم في حق الفلسطينيين بأنه وصمة عار على جبين الرئيس الأمريكي ، ولا تجرؤ الأنظمة العربية والإسلامية على إدانته بما قدمه ويقدمه من أسلحة مدمرة للكيان الصهيوني ، وما يضخه إليه من أموال طائلة ، وهو يؤيده في استمرار حرب الإبادة الجماعية ، ويحميه بالفيتو الخسيس .

وعلى كل مسلم في هذا العالم أن يسنتسخ صورة الطفلتين ، ويعلقها على جدار بيته لتكون  أولا توبيخا له  كل يوم  يمر به وهو مقصر بشكل أو بآخر في حق الطفولة الفلسطينية البريئة والمقدسة بقدسية المسجد الأقصى الأسير والجريح ، وثانيا لتظل شهادة تاريخية  على عنصرية ووحشية  وهمجية العرق الصهيوني العنصري الحقود ، تتداولها الأجيال .

 اللهم إن الطفولة الفلسطينية البريئة البائسة مغلوبة، ومخذولة،  فانتصر،  فأنت حسبها ونعم الوكيل . اللهم عجل بعذابك الشديد لمن يعذبها ، ولمن خذلها . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .  

وسوم: العدد 1069