من يجرؤ على قول الحقيقة

أحمد علي عولقي

[email protected]

من المؤلم جدا أنك إذا اردت ان تنكأ جرح يعاني منه الوطن من اجل تنظيفه وتطهيره وعلاجه. فأنك تصبح مسعر فتنة

وانت ترى ان العلاج يدور خارج نطاق أصل المرض.

مؤلم جدا جدا أنك إذا اردت الحديث عن أصل المرض الذي أصاب الجنوب في مقتل فأنك تحتاج الى شجاعة زائدة أكثر من اللزوم، لأن الكثير يعتبرون ذلك جراءة ووقاحة.

 لأنهم لا زالوا يقدسون من أوقعونا فيما نحن فيه. وقبل ذلك أجبرونا على مرارة العيش وضنك المعيشة وملازمة الفقر.

فقد كانت بلادنا رمز للحضارة والرقي في شتى المجالات في الأدب والفن والثقافة والتجارة والعمران والاعلام و..

خلال 23عام حكامنا بعد الاستقلال لا يعرفون كيف تطورت الشعوب من حولنا ونحن كنا بالنسبة لهم قدوة0

ومن الغريب والعجيب انهم يطلقون على تكلك الدول رجعية وعلى أنفسهم بالتقدميين هناك لم نرى سفك دماء ولا رعب ولا محاكمات واعدامات ولا ثورة مضادة ولا اقطاع ورأسمالية بل بناء وازدهار وما يحدث عندنا كلنا نعرفه فلا داعي لتكراره. 

حكامنا لا يعرفون متطلبات شعبهم بقدر ما يعرفون ما يجري في الساحة الحمراء في موسكو لم يتعلموا كيف تتقدم الأمم  وتتطور بقدر ما يتعلمون مفردات ومصطلحات الاشتراكية العلمية.

لم يستنسخوا التجربة اليابانية التي خرجت من محنتها في الحرب العالمية وهي محطمة مدمرة وأصبحت في فترة قصيرة جدا من أعظم الدول

لم يستنسخوا تجربة ألمانيا التي دمرت بالكامل ارضا وشعبا في الحرب العالمية الثانية وفي فترة زمنية خالية أصبحت دولة عظيمة

ولكنهم استنسخوا تجربة ستالين في قتل وإرهاب وارعاب شعبه وياليتهم اخذوا تجربته كاملة فقد جعل روسيا دولة صناعية عظماء لم يقتبسون إلا القتل والاغتيال والإرهاب والقمع والرعب والتهديد والوعيد لمن يخالف فكرهم. وأفنوا أنفسهم من أجل من يحكم.

هل وصلنا الى هذا الحد من السذاجة والغباء !

ان نطلب من هؤلاء يحكمونا من جديد ويكونون قيادات لنا ورموزنا ووطنا وشعبنا يعيش محنة وفتنة وقتل ونهب وسلب ومذلة وهيمنة واستحقار. 

وهؤلاء لا زالوا يعيشون في أوهامهم لم يتفقوا ولم يتصالحوا من اجل الوطن، لا زالوا في غيهم من يحكم منهم.

أليس فينا وعي شديد وعقل رشيد ان ن نحلل لماذا الخلاف بين تلك القيادات.

لو كانوا صادقين مخلصين للوطن لقالوا انتهى دورنا اختاروا قياداتكم من صفوف الميدان من جميع مناطق الجنوب.

لو كانوا صادقين مخلصين للوطن لوحدوا المكونات الجنوبية

لو كانوا صادقين مخلصين للوطن لما مزقونا: مكونا تستلم من هنا وأخرى من هناك وآخرون مهملون وصور ترفع هنا وأخرى هناك

 أليس من الواجب على اقل تقدير ان تكون استراتيجية موحدة ومجلس موحد لجميع المكونات وخطط موحدة تسير وفق الأحداث والمتغيرات المتسارعة ( فلكل مقام مقال ولكل حادث حديث )0

فيم يبدو اننا لم نستوعب الدروس ولم نعتبر من تجاربنا الأليمة.

ألا يحق لنا ان نسأل أنفسنا؟

ماذا سيكون الحال إذا عادوا هؤلاء يحكمون ولهم تاريخ معتق في سفك الدماء وصراعات تتبعها صراعات والخلافات لا زالت مستمرة

وقفه: لا بد من كلمة هامة قولها

أنا لا احمل حقد ولا كره لأحد وعندي الوطن فوق الجميع وهنا حقائق ووقائع لم اذكرها وأتمنى ان لا أجبر على قولها.

المسيرة من البداية خطاء والدخول في الوحدة بهذا الشكل أكبر خطاء.

الوحدة اليمنية نموذج سيء لأي وحدة عربية او وحدة إسلامية لأنها ليست وحدة هدف ومبدأ وارتقاء بأمة وشعب.

اتفاقية الوحدة لم تكن بين شعبين ولا حتى بين شعب واحد

اتفاقية الوحدة في ظاهرها بين نظامين لكن في حقيقتها هي تسليم الجنوب لعلي عبد الله. ومعروف ان علي عبد الله   يعتبر البلاد والعباد ملك من املاكه يتصرف بها كما يشاء وخزينة البلاد يبعثرها حسب هواه ونزواته

والرجل لم يقصر كعادة اللصوص الهمج وقطاع الطرق قام هو زبانيته بنهب البلاد وقتل العباد ونشر لفساد.

رسالة الى ثوار الجنوب في الساحات

هل عجزت الجنوب ان تبرز قيادات من فلب الساحات

أليس فيكم كفاءات  

إذا برزت قيادات من الساحات نظيفة شريفة خالية من الصراعات والانتماءات سيكون لها قبول عربيا ودوليا

أفيقوا يا شعب الجنوب

كثير من القيادات والزعامات ظهرت في بداياتها مجهولة نكره لم يسمع عنها أحد ثم أصبح يشار لها بالبنان منهم كان قائد أمة ومنهم من صار قاتل أمة

الجنوب بتاريخه وعظمته وشموخ رجاله إذا لم توجد فيه قيادات إلا تلك القيادات دعونا نصلي على الفقيد

كلمة أخيرة الحزب الاشتراكي فيه رجال لا يستهان بهم رجال لديهم فهم ووعي وانتماء وطني. استوعبوا الدروس ومنهم من أعلن في أكثر من مقام ومقال ان هناك كانت أخطاء ونحن نقدر لهم ظروفهم وصمتهم في ذلك الوقت فقد كانوا يتصيدون أخطاء بعضهم البعض ضمن صراع الأجنحة والمصالح. لا أحد يستطيع اقصائهم فهم جزء من الوطن ولهم ثقلهم ووجودهم

وكما نحن ندعوهم ان الوطن للجميع كذلك يجب علينا قبولهم فالوطن للجميع

نحن في أمس الحاجة الى الصدق مع أنفسنا وتوحيد صفنا وحينها سوف تأتيكم العوامل الخارجية تهرول اليكم

والله جريمة لا بعدها جريمة سنين وأنتم تحاولون تجمعون بين بين اثنين ولم تفلحوا ولا تزالون متمسكين بهم

أه يا وطن خليك باقي في الكفن مدثر بالحزن تعاني الألم

~  ~   ~

ثمرات القلم

قال الله تعالى في محكم كتابه

[ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ] صدق الله العظيم

وفي الحديث الشريف عن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي فقال أحدهما: يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل وقال الآخر مثل ذلك

فقال رسول الله:

إنا والله لا نولى هذا العمل أحدا سأله أو أحدا حرص عليه 0

وقال صلى اللم عليه وسلم

إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة 

من حكم العقلاء: أنه لا يولى من يسأل الولاية

ومن عاش لنفسه كان لم يدم عمره طويلا حتى لو زاد عدد أرقام السنين حياته.