الأسير إبراهيم حلبية فقد والديه وهو في الأسر

الأسير إبراهيم حلبية فقد والديه وهو في الأسر

ومعاناة كبيرة مع المرض والإهمال الطبي

ينتظر له الاحتلال أن يصبح على حافة الخطر الشديد ثم ينقلوه إلى المشفى(مقبرة سجن الرملة) ثم يخرجوه بوضع أخطر من ذي قبل... هذا هو السيناريو القائم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية تجاه الأسرى المرضى في سجونها، وهذا هو حال الأسير إبراهيم محمد أحمد حلبي 37 عاماً، من بلدة أبو ديس.

الأسير إبراهيم وضعه ليس بالخطر، والكفيل بعلاجه وإنقاذه هو إجراء عملية جراحية بسيطة، تخفف آلامه وآهاته التي تتكرر في كل يوم.

وفي حديث لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، مع عائلة الأسير حلبية، والتي أكدت أن ابنها يعاني منذ أشهر قليلة من مشكلة تكمن في وجود كيس يغطي الكبد يحمل بداخله جراثيم ضارة وخطيرة،  ويجب إزالته في أسرع وقت.

وأفادت العائلة، أنه كان من المقرر إعطاء إبراهيم دواء يعمل على التخلص من تلك الجراثيم ويسهل عملية استئصال الكيس دون التسبب بضرر لبقية أعضاء الجسم في حال حدث انفجاره أثناء العملية، إلا أن سلطات الاحتلال لم تزود إبراهيم بالدواء، بل ولم تتحدث عن موضوع العملية الجراحية.

وقالت العائلة، إنها لا تنتظر أن يصبح وضع إبراهيم خطيراً للغاية حتى يتم نقله للمشفى، وتجري عليه هناك التجارب، كما حصل مع من سبقه من الأسرى المرضى، والأسرى الذين لا زالوا يخضعون في مشفى سجن الرملة، بل تريد عودته سالماً معافى.

أما اعتقال إبراهيم، والذي كانت قوات الاحتلال في واقع الأمر تريد اغتياله، بعد ان اغتالت قيادياً آخر في مدينة الخليل في اليوم الذي اعتقل فيه إبراهيم وهو الشهيد مالك نصر الله، ثم اتجهت صوب بلدة أبو ديس مسقط رأس إبراهيم لقتله، إلا أنهم داهموا منزله واعتقلوه، وكان ذلك بتاريخ 4/7/2004.

وبعد اعتقال إبراهيم وإخضاعه للتحقيق في المسكوبية لستة أشهر متواصلة، تعرض فيها وكما ذكرت عائلته لتعذيب شديد وكانت تصلهم أنباء أن سلطات الاحتلال وخلال الأشهر الستة، كانت تنقله من المسكوبية إلى مشفى الرملة ثم تعيده إلى التحقيق في المسكوبية، نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب هناك.

وبعد رحلة من العذاب الطويل في الأسر، استمرت خمسة سنوات، نقمة على إبراهيم، الذي كان قائد خلية تابعة لحركة حماس في مدينة القدس، أصدرت المحكمة الاسرائيلية عليه حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة، وهو الآن يتنقل بين معتقلات الاحتلال، فمن عسقلان إلى بئر السبع ومشفى سجن الرملة الذي كان ينقل إليه بعد تردي أوضاعه الصحية نتيجة التحقيق والتعذيب، إلى سجن ريمون الذي يستقر به الآن.

حرم الأسير إبراهيم حلبية من والديه في كلتا اعتقاليه، فإبراهيم كان معتقلاً في عام 1994 وقضى في الأسر سبعة أعوام، وفي تلك الفترة توفى والده، كما أن والدته توفت في اعتقاله الحالي ومنذ ثلاثة أعوام، ولم تزر إبراهيم ولم تراه خلال اعتقاله الأخير.... بل إنها حاولت زيارته ذات مرة وكان متواجداً في سجن بئر السبع وبعد وصولها هناك، منعها الجنود من الزيارة فلم ترى إبراهيم ولم يراها وفارقت الحياة دون لقاء يجمعهما.

إبراهيم فقد أبويه وهو مقيد في الأسر، ولم يلقي عليهما نظرة الوداع، وهو في سجنه لا يستطيع رؤية أهله إلى في زيارات نادرة جداً، ويعان المرض والألم... إذن هي أساليب تعذيب جسماني ونفسي تمارسه سلطات الاحتلال ضد أسرانا في السجون في محاولة للانتقام منهم ومعاقبتهم، لكن الأسرى لا يستجيبوا لأي من تلك المؤثرات، بل يسخرونها لصالحهم، ولصالح أن يصبحوا بها أبطالاً تذكر أسماؤهم في كل المعمورة.

 عائلة الأسير إبراهيم حلبية نوهت في نهاية حديثها، إلى أن إبراهيم توقف عن  تناول أي من الأدوية التي كانت تزوده بها إدارة السجون، معلناً عن ضرورة الاستجابة لإجراء العملية الجراحية له بشكل سريع، حتى لا يتفاقم وضعه، وطالبت العائلة بالوقوف الموحد على قضية الأسرى المرضى ومساندتهم.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار أن ابرهيم حلبية مثال حي للإهمال الطبي والمماطلة في تقديم العلاج وصورة حية لما يعانية أسرانا في سجون الإحتلال الأمر الذي يؤدي الى تفاقم الوضع الصحي للأسير دون الوصول الى مرحلة علاجه .