بشار والعد العكسي للانهيار – 3

هم أسياد كل سيد

مصطفى منيغ

النظام إلى زوال ، مذ هذا الزوال ، وما تلاه من قليل توقيت منتهي وهذا الخطب الرهيب قد تبدد وزال ، فيصبح "بشار" في خبر كان رئيسا لدولة بدل الحَكَامَةِ الرشيدة في عرف النماء والحداثة لنيل سوريا التقدم غرق في يم من دم حينما لذبح شعبه زاول . أكد ذلك من في الصفوف الأمامية يناضل على امتداد شهور المجد ولا زال ، ليس بقرار سياسي اتخِذ بل بإرادة نساء ورجال في سوريا الأبطال ، وقسمهم المقدس على الاستمرار فيما هم فيه إلى لحظة الإعلان الحتمي أن "بشار" (مذموما مسحوقا مهزوما مكسورا ذليلا منحطا بوجه مُسْوَد ، مقيد اليد ، شبيهة حالته بالمساق ليتوارى – حيا - تحت لحد ، لمجرم مثله أُعِدّ ، بقاع تسكنه الأفاعي وجوانب واصلة لها ما يذيب بتؤدة الجسد ، حتى يرحم من في الثرى من أحياء - ولو مجهرية - من عفونة سفاح شعبه)  وقد رحل .

... بالتأكيد ، وباختصار شديد ، نِعْمَ الرأي السديد ، القاضي بتجنب التدخل الأجنبي وإبقائه في الأبعد البعيد . هذا ما جعل و يجعل أحرار سوريا يومه أسياد كل سيد ، ولن يتحولوا غدا (تحت أي ظرف أو ضغط مساعدة خارجية  مهما كان حجمها أو وجهتها) لمجرد عبيد.

الدخان في قلب دمشق تصاعد ، والزحف المبارك لقصر المُطاح به "بشار" امتد ، والإصرار على سحق النظام الجائر احتد، والمنشقون عن الدرع "إياه" اتسعَ بتعدادهم العد ، كل ذلك تحقق وعلى الذات السورية بعد الله الاعتماد، لذا كانت الثورة السورية في القمة محتفي بها المجد بحضور الأجداد: العزة والكرامة والشهامة والإقدام والسؤدد ، والأحفاد: المستقبل وراحة البال والإجابة بحرية في التعبير  عن أي سؤال .

... انطوى الكثير ولم يبقى للنصر سوى هدم ذاك السد ، المختبئ خلف تحصيناته الآخذة بين جزر ومد ، مصير لا يتصور هول مصائبه أحد ، ممن تخندق مع الطرف الخاسر ماسكا السراب وواقع انبطاحه قهرا منه الأقرب ، فحينما تُدَقّ ساعة الفرج لا وجهة أمام الفارين وقتها إلا وجهة الاستسلام لمحكمة الشعب لتصدر في حقهم ما يناسب الأرواح التي زهقت بين الطرقات، وما يعادل دماء الشهداء التي أُرْهِقَت عبر الساحات دون ذنب له اقترفت .

... صيحة جماعية مرتقبة وشيكة الوقوع لا محالة يقتلع بها الشعب السوري العظيم جذور فساد أسود عمر أزيد من عقود أربعة غير عابئ بحقوق الإنسان ولا مكثر بمقولة للصبر حدود، ولا مقدما الحساب ، كأن سوريا ضيعة كل ما فيها خرفان وشياه لا شغل يغنيهم عن خدمة "بشار" والويل لمن زاغ فيهم عن المحدد له أو تكبر ، معرض حتما للكي بالنار إن رغب في إثبات إنسانيته ليصبح من الأحرار في شام الأبرار .

الآن انقلبت الآية أصبح "بشار" أمام أصعب اختيار ، الفرار أو الانتحار   (يتبع)