نداء بخصوص ما يجري في مدينة الرقة

دمشق ٢٦-١٢-٢٠١٢

تواردت معلومات في الأيام الأخيرة بخصوص عزم الكتائب المناوئة للنظام المتموضعة في محيط محافظة الرقة على دخول المدينة وقد بدءت فعلا بعض العمليات العسكرية الهجومية في اطراف المدينة.

إن مدينة الرقة من الأماكن القليلة الآمنة نسبيا المتبقية للمدنيين السوريين لكي يلجؤوا إليها, وهي تشهد نتيجة ذلك كثافة سكانية غير مسبوقة بحيث قارب عدد قاطني المدينة ثلاثة ملايين شخص في الآونة الأخيرة , و هذا يقدر بأكثر من ضعف سكان المدينة الأساسيين ، عدا عن الحالة المعيشية و الصحية المزرية التي لم تعد خافية على أحد .

إن أي ادخال للمدينة ضمن حلقة الصراع المسلح , ستكون بمثابة مأساة مجانية مضافة لمآسي السوريين التي لم يعد بالامكان احصاءها ، و ذلك لأن الرقة لا تشكل أي أهمية استراتيجية تذكر في حسم الصراع الدائر .

كذلك موقع مدينة الرقة بقرب مطار الطبقة العسكري الذي يحكم النظام سيطرته عليها مما يجعلها تحت تهديد أكبر من خطر القصف الجوي, و من خلال معرفة بسيطة بالطبيعة الجيولوجية لمنطقة الرقة ، التي تقول أن المدينة قائمة فوق بحيرة مائية من المياه الجوفية القريبة من السطح ، سندرك حجم الكارثة الممكن حدوثها إن تعرضت للقصف الجوي العنيف و الغير مستبعد من النظام الذي فقد صوابه تماما ، لأن امكانية حدوث إنزلاقات خطيرة لا يمكن التنبئ بحجم الدمار الممكن حصوله من حيث حجم الدمار البشري والمادي للمدينة في آن معا سيكون واردا في أي لحظة .

كل هذه الأخطار, إضافة إلى الضعف الشديد في الإمكانات الإغاثية اللوجيستية في المنطقة , كلها تحثنا على إطلاق هذا النداء إلى كل القوى الفاعلة المحلية والدولية لحثها على أن تفعل ما بوسعها لمنع حدوث كارثة إنسانية وشيكة.

نتمنى من القوى المدنية أن تعلوا بصوتها لتقوم بحماية المدنيية في الرقة من هذا الخطر, كما نتمنى منهم أن يتواصلوا مع جميع القادة العسكرين والمؤثرين عليهم من أجل مناشدتهم بأن يوقفوا هذه الكارثة من امكانية الحدوث .

كما نتمنى من قادة الكتائب أن يعيدوا النظر في أي خطة لدخول المناطق التي تعج بالمدنيين سواء في الرقة أو غيرها. فإن ما ثبت حتى الآن من وقوع المدنيين ضحايا للبعد المسلح من الصراع يجب أن يكون دافعا لهم لكي لا يستخدموا هذا السلاح بطريقة تجلب  للمدنيين البلاء لا الأمان.

و إننا بهذا النداء إنما نشد على أيد جميع السوريين لكي يقفوا جميعا في وجه الدمار الذي يحل ببلدنا وأهلنا أيا كان مصدره. فرغم إدراكنا بأن النظام هو المسؤول الأول عما وصلت البلاد إليه من فوضى, إلا أن الذين يهيؤون الأجواء لهذه الفوضى بل ويعطون النظام مبررات لإرتكاب المزيد منها هم أيضا جهات يجب أن تعلم أنها متورطة في زيادة ألم السوريين و إن بطريقة غير مباشرة .

من أجل بناء سوريا وطناً لكل السوريين
من أجل بناء سوريا ديمقراطية مدنية تعددية