بيان حول اعتقال النساء الناشطات في سوق مدحت باشا

بيان حول اعتقال النساء الناشطات

في سوق مدحت باشا

إننا في "تيار بناء الدولة السورية" و"منتدى النساء والديمقراطية" و"ملتقى سوريات يصنعن السلام" ننظر بكثير من القلق لاعتقال الناشطات اللاتي اعتصمن في سوق مدحت باشا بقلب العاصمة السورية دمشق، وطالبن بإيقاف العمليات العسكرية والأمنية.

إن اعتصام الناشطات في ثياب الزفاف ورفعهن رايات تدعو إلى السلم، يحمل أكبر دلالة على رغبة المرأة السورية في بناء السلام والأمان الحقيقيين في بلادها، ورغبتها في استمرار الحياة خاصة. خاصة وأن النساء (بالإضافة للأطفال) هن الأكثر تعرضا لتبعات العنف المتزايد في البلاد. ففضلا عن تأثرهن بالآثار الاجتماعية والاقتصادية نفسها التي يتعرض لها كل المجتمع، فإنهن يتعرضهن للانتهاكات الجسدية، ويضطررن إلى النزوح مع أطفالهن بعيدا عن بيوتهن.

إن اعتقال هاته الناشطات هو دلالة على رغبة النظام في عدم الدفع باتجاه أي حل سلمي، والدفع بالبلاد نحو مزيد من العنف. هذا العنف المنفلت الذي يجر البلاد إلى حرب أهلية ضروس، ويساهم في المزيد من الانقسام المجتمعي، وفقدان السيادة الوطنية.

إن إسكات الصوت المنادي بضرورة العمل على تحقيق السلام في البلاد هو إسكات لصوت غالبية السوريين على اختلاف أطيافهم وانتمائتهم السياسية. إذ أن الأغلبية الساحقة من السوريين يرفضون هذا العنف المدمر لوطنهم، ويرغبون أن يعم السلام بلادهم على أساس الديمقراطية والمساواة والعدالة.

إننا إذ ندين هذا الاعتقال نطالب السلطات بالإفراج السريع عن هاته الناشطات، ونستنكر أي مساس بجميع دعاة السلم في سوريا. بل إفساح المجال لنشاطهم الداعي لإيجاد الحلول السلمية التي من شأنها وحدها أن تقود البلاد إلى الديمقراطية.