إحصائيات العالم للثورة

أبو طلحة الحولي

لقد تأمر العالم كله على الثورة السورية ، وإن تعاطف بعضها وادعى انه  ضد النظام الوحشي .. فاللعبة مكشوفة للصغير الرضيع قبل الرجل الكبير ، وللبنت المؤودة قبل المرأة العجوز .. وهذه بديهية لا غبار عليها ولا مجال للشك فيها .. فالعالم لا يحصي كم شهيدا سقط ، ولا يحصي كم بيتا هدم ودمر وصار رمادا ترابا .. ولا يحصي كم سلاحا لدى النظام الوحشي لأنه هو الذي يزوده بالسلاح للقضاء على الثورة السورية نيابة عنهم .

ولا يحصي كم تراثا دمر أو مدرسة أو جامعة أغلقت ..

ولا يحصي هذا أو ذاك ولكن الشيء الوحيد الذي يحصيه العالم وبدقة بالغة كم راية إسلامية رفعت ، وكم أتباعها ؟ وكم شابا عاد لربه وصار يعرف هدفه في الحياة ؟ وكم فتاة تحجبت وصارت تعرف غايتها في الوجود ، تحقق حريتها كما يريد خالقها لا كما يريد البشر ؟

وكم رجلا نفض الذل عن نفسه ، والتحق بركب الحرية لعبادة الله لا عبادة العباد ؟

وكم امرأة نزلت الى الميدان لتهتف بكل شجاعة وعزة " مالنا غيرك يا الله ".

هذا ما يحصيه العالم ، لان العالم شرقه وغربه يعلم جيدا مصدر القوة الحقيقي للثوار فيعمل له ألف حساب ، ويعلم جيدا معنى عودة الإنسان إلى ربه ، ويعلم جيدا معنى أن يتحرر الإنسان من كل طاغوت ومن كل مال ، ومن كل جاه ، ومن كل شهوة ، ومن كل عبودية إلا عبودية الله سبحانه وتعالى ، ويعلم جيدا معنى أن يخرج المارد من قمقمه ، ويستيقظ العملاق النائم ، ويعلم جيدا أن المستقبل للإسلام . { الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } (البقرة : 146) ،

وكما عرف الثوار مصدر قوتهم الحقيقية ولله الحمد ، على المجلس الوطني ومؤيدي الثورة في الخارج الالتفاف حول هذا المصدر الحقيقي للقوة ، فلا يوجد هناك حل سلمي على حساب الشعب السوري ، ولا يوجد هناك مؤتمر دايتون أو الاراجوز كارزاي يأتي من الفنادق والرحلات المكوكية ليدفن أهل الخنادق في خنادقهم ، ويكون طاغية جديد باسم الديمقراطية على طاولة الشطرنج ، يحركه العالم وفق مصالحهم وأهوائهم وحربهم ضد الإسلام والمسلمين .