دعم إيران لنظام شبيحة سوريا أفقدها تعاطف الشارع العربي

عبد الله خليل شبيب

الاستعمار الفارسي

دعم إيران لنظام شبيحة سوريا

أفقدها تعاطف الشارع العربي

وانحرافات وغلو مذهب الرفض أغلق في وجهه أبوابه !!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لقد عشت لا أحب مثل هذه المصطلحات ولا أفرق بين العرب والمسلمين .. فجميعهم إخوة ومواطنون .. لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى..والذي يعلم تلك التقوى حق العلم ..هو خالقهم سبحانه.

 ولطالما قدرت لكثير من المسلمين غير العرب إخلاصهم للإسلام مع أنهم لا يفهمون العربية لغة القرآن والحديث ؛ وكنت دائما أودهم وأحاول التعبير عن تقديري لهم عمليا لا قوليا فقط – وقد درَّسْتُ منهم جنسيات عدة .؟. وكانت علاقة أكثرهم بي متميزة – ولا زالت .. ككثير من طلابي النابهين ..والذين تسنم كثير منهم مواقع مهمة أكاديمية وغيرها .

( نعم) لامتلاك إيران الطاقة النووية ..ولكن ..! :

 ولطالما رفضْتُ التمييز بين عربي وعجمي ودافعت – بالذات – عن حق إيران في تلمس سبل نهوضها ..ومن ذلك حقها في امتلاكها الطاقة النووية .. بل والقوة النووية.. حتى لا تظل الدولة اليهودية في المنطقة ..هي المتفرد الوحيد بامتلاك ذلك السلاح الرهيب الذي تحاول به ضمان واستمرار فرض سيطرتها على المنطقة – بمختلف الأشكال ..ولذا ثارت ثائرتها لخطوات إيران في هذا السبيل ..بل .. وقفَتْ ضد بعض من قد يُعتَبرون من حلفائها وأصدقائها والمقربين منها والمسالمين لها لتحول دون توجههم نحو الطاقة النووية – ولو سلميا !

 ومنذ سنوات ..والجدل يدور حول ( نووية إيران ) والتهديد يتتابع ويُتبادل ..وإن كنت لا أرجح أن تقْدم الدولة الصهيونية أو أمريكا أو غيرهما على مهاجمة المفاعلات الإيرانية – لأكثر من سبب ..لا داعي لتفصيلها في هذا المقام ..!

..ولكننا .. كنا وما زلنا ..مع نهضة إيران في كافة المجالات ومنها المجال النووي وبلا تحفظ!

 ولقد كان لنا رأينا الخاص قي تطورات الوضع الإيراني منذ عهد الشاه الذي كنا ننتقده بشدة انتقادات جلبت لنا بعض المشاكل [ووجع الراس] لهيمنته حينذاك على أجزا من المنطفة ..حتى إنه كان يُدعى [ شرطي الخليج ].. ذلك الدور الذي يحاول حكام إيران الحاليون إعادة [ لعبه]!

.. وكان لنا من الثورة الإيرانية مواقف ولنا عليها ملاحظات وتحفظات .. سجلت في حينها..وثبت صحة كثير منها – تاليا ..!

.. إذن .. نحن نحترم إيران وشعب إيران ..أشقاء وإخوة متساوين – لا تفرقنا جنسيات ولا لغات ولا اختلاف بقاع ومواطن ولا مذاهب ولا مشارب ..ما دام الإخلاص وحسن النية هو الأساس .. ومراعاة أخوّة الإسلام ..وكونها أساس العلاقة بين الشعوب – بلا نفاق ولا تقية !

.. ولكن سلوك العهد الحالي في إيران يثير الريبة .. فهي تتمسك – مثلا باحتلالها- يغير وجه حق- لجزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى .. وتفرض تبعيتها لها – كأمر واقع – وبمنطق الغلبة والقوة لا بمنطق الحق والعدل والتفاهم – الذي يحبذه الإسلام .

وعبثها بقضية البحرين مما يزيدها تعقيدا ويشي بمحاولات تكرار العبث في مواقع أخرى في المنطقة !

.. وكذلك سلوكها في الإصرار – ليس فقط على السيطرة على منطقة الأهواز العربية .. بل والتنكيل بسكانها ..وتهميشها بالرغم من كونها مصدر ثروات نفطية وغازية كبيرة..ولطالما قمعت مواطنيها .وأعدمت الكثيرين منهم ..

.. حتى داخل طهران وإيران تميز – بشكل فاضح بين الشيعة والسنة ..وتضطهد اهل السنة وتحرمهم من أكثر حقوقهم المشروعة وتعتبرهم – وتعاملهم - كمواطنين من الدرجة الثانية ( ملاحظة ..: أهل السنة يشكلون ثلث الشعب الإيرانيتقريبا ..ومع ذلك فليس منهم وزير ولا سفير ولا مدير ولا مسؤول كبير..إلخ ) ومن العجب أن العاصمة الإيرانية ( طهران ) ليس قيها مسجد واحد للسنة بينما مساجد وحسينيات الشيعة في مناطق وبلدان أهل السنة تعد بالمئات إن لم تكن بالألوف!

 ومع أن لكل الطوائف حتى للزرادشتية ! ولليهود خاصة معابد في طهران!

.. وغير ذلك – وأوضح منه – توجهها لمد نفوذها في المنطقة العربية – بأسلوب استعماري إمبراطوري – أكثر من الشاه السابق البائد ..

 فقد لقيت الثورة الإيرانية – باديء الأمر – ترحيبا واسعا من بعض الشعوب العربية .. لطرحها شعارات تدغدغ عواطف الجماهير المقموعة والمتلهفة للنهضة الإسلامية وللحرية ولتحرير فلسطين ..إلخ.. فبدت – أول الأمر لكثيرين في المنطقة – كنقطة ضوء ..وبداية طريق ..وطرف حبل إنقاذ..! ما لبث أن بدأت تنكشف حقيقته لكثيرين ..وأخذ الحماس [ للمشروع الإيراني ] الذي يسمونه [ تصدير الثورة ]..أخذ الحماس له ولإيران يفتر قليلا قليلا.. خصوصا أنه تكشف أنه غطاء لنشر الرفض والصفوية وسب الصحابة وأمهات المؤمنين – وتشويه تاريخ الإسلام ومثله العليا !!

 .. حتى كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ! بوقوف إيران – بكل تلك القوة [ واللامنطقية واللاإسلامية ] مع نظام دكتاتوري غاشم عدو للإسلام [ يدّعي أنه نظام علماني بعثي ] طروحاته قومية شوفينية مناقضة لكل ما هو غير عربي ! بمعنى أنه يناقض العجم ..ويؤيد مقولة [ الالستعمار الفارسي والاستعمار التركي ] والاستعمار الهندي ..إلخ ..! فكل غير العرب يسمى [ عندهم ] استعمار !

.. وقد [ تقارب النظامان الإيراني والسوري البعثي ] لشعورهما بالغربة والعزلة ..والضعف ..والحاجة إلى بلورة [ علاقات ما] ..رأى فيها - حافظ الأسد ظهيرا له وهو يرسخ حكما طائفيا – بل عائلياً-عفنا متفردا مستبدا دمويا – وأغرى الخميني حتى أصدر فتاوى بضم العلوية النصيرية لمذهب الشيعة - مما يناقض المذهب والتراث الإثنى عشري ..المذهب الذي يتبناه الخميني وأكثر شيعة إيران والمنطقة !.. والذي يرى في النصيرية [العلوية ] أنهم [ كفار مرتدون ] خارجون عل الإسلام – لا يجوزأكل ذبائحهم ولا تزوج نسائهم- كما هو مقرر في أصل المذهب الجعفري الإثنى عشري وفي كتبه وتراثه وفتاوى مراجعه وعلمائه !!

كيف خسرت إيران – ومذهبها- سمعتها و[ ضربت ] نفسها في مقتل !:

.. ولربما رأى الخميني – في التقارب مع سوريا البعث النصيري[ فرصة نادرة ] لتصدير مذهبه تحت شعار [ تصدير الثورة ] ..والذي ما إن علم الناس أن [ تصدير الثورة ..تعني = تصدير مذهب الرفض] بل وتشويه تاريخ الإسلام وعظمائه ..والانتقاص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين " وأزواجه أمهاتهم" .. فمن عاب في أي منهن فقد عاب في أمه ..بل هن أطهر وأنقى من أمه .. [ فالعائب في أي واحدة من أمهات المؤمنين .. يعني أن الفاعل – يخرج من ملة الإسلام - لأنه ينكر صريح القرآن – الجزء الذي أوردناه من الأية = ويعترف أن أمه التي ولدته فيها ما يَنسِب لأمهات المؤمنين من نقائص – [والعياذ بالله ]- فمن اتهم أمهات المؤمنين وقذفهن فأمه التي ولدته أولى بالاتهام والقذف !_ "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"!!

.. لقد فرحَتْ معظم الشعوب العربية بزوال نظام شاه إيران ..ورحب الأكثرون بثورة الخميني .. ولم يكن يخطر ببال أحد منهم..أن شعاره [ تصدير الثورة ] يعني تغيير مذاهب الناس ودينهم..- ونشر مذهب الرفض بينهم ..وتغيير قناعاتهم وتزوير تاريخهم ..و[ شيطنة] مُثُلهم العليا – بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - من خلفائه الراشدين وأصحابه الميامين الذين رباهم على عينه ونجح في تربيتهم ولم يفشل كما يوحي منطق الروافض ! فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير القرون – كما وصفهم مربيهم عليه الصلاة والسلام – وأكد القرآن رضا الله عنهم - وذلك في سورة التوبة - آخر سورة طويلة نزلت ولم ينسخها شيء..:

" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتَها الأنهار خالدين فيها أبدا..ذلك الفوز العظيم"(100)

وصرح أنه تاب عليهم – محددا إياهم تحديدا لا يقبل التحريف ولا التزييف ! :

" لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " (117).. وهي غزوة تبوك سنة 9 الهجرية .

.. فمن قال بغير ما قال الله فقد رد على الله وجحد بتنزيله ..وأنكر معلوما من الدين بالضرورة .. مما يعني كفره الصريح ؟؟وخروجه من الإسلام !!.. فانظروا ما أنتم فاعلون وقائلون !

بل أن الروافض يقذفون ويذمون ويتوعدون أزواج النبي الطاهرات الطيبات زوجات الطيب الطاهر المعصوم صلى الله عليه وسلم ! – وهم يقرأون في القرآن "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ..أؤلئك مبرأون مما يقولون .." ( 26: النور )..إلخ

ذلك أن شعوبنا العربية – التي تقبلت – أول الأمر – الخميني وثورته بترحاب وتفاؤل- – في غالب الأحوال والأحيان والأوطان- لا تنظر نظرة طائفية .. ولا تخطر لها ببال ! ولم تعتد أن تفرق بين مذهب ومذهب ومسلم ومسلم .. بل استوعبت غير العرب وغير المسلمين ..بكل ود وترحاب ورعاية وإكرام !

كيف يرضى [ملالي إيران] بكل هذا الكفر الأسدي و[ قبائحه]المخزية؟! :

.. ولكن الموقف الإيراني الأخير بدعم نظام الشبيحة الأسدي في بلاد الشام بسيل من الأسلحة والعتاد والخبراء والمقاتلين الذين يشاركونهم في ذبح وقنص وهتك وتدمير سوريا وأهلها وأحرارها .. بكل وحشية وسادية وانحطاط .. ذلك [ الموقف والفعل المخزي ]! نزل بأسهم إيران – في بلاد العرب وشعوبها – إلى الحضيض !

.. فكيف يرضى [ملالي إيران ] وهم يحملون على رؤوسهم شعارات العلم والإسلام:( العمائم) .. : كيف يرضون : 1- بقتل ألأبرياء -2- وكبت الحريات -3- وتدمير ديار إسلامية -5-ومساعدة حزب قومي يرفضهم فكرُه ومبدؤه -6- وطائفة يكفرها مذهبهم ويرفضها -7- ويقفون ضد ثورات الشعوب وحرياتها وهم الين يزعمون أنهم وقفوا مع الربيع العربي وتحرر بلدانه من الطواغيت الفاسدين المفسدين ! -8- ويحالفون كفارا صريحي الكفر – ليس فقط لتكفير مذهبهم لهم ..ولكن لأن من أشيَع شعاراتهم[ لاإله إلا بشار] ومن مقولاتهم [أن بشارهم هو خالق الله ومانحه سلطانه ..وسينتصر أتباعه على أتباع الله ] – كبرت كلمات تخرج من أفواههم .. ولعنهم الله –وهل يرضى دين ملالي إيران عن مثل هذه المقولات ..والتي شاعت عند شبيحة نظام الأسديين ولم يرفضها رئيسهم ولم ينه عنها بل رضيها وشجعها ! .. -9- وقد حرفوا القرآن كذلك -10- وسجدوا لبشار وصوره وصور أبيه وتماثيلهما [ الأصنام الجديدة ] التي ملأوا بها سوريا ..وحطم الأحرار الموحدون معظمها في سائر القطر المنكوب بحراس الدولة اليهودية باعة الجولان ..ولا شك أن ملالي إيران يعرفون ذلك يقينا ..ومتأكدون منه ولكن سياستهم - التي تحالفت مع قوات الاحتلال الأمريكي في غزوه للأفغان والعراق .. وتطويعها لهم وتسليمهم العراق على طبق من [ كوارث].. وهم كذلك الذين اشتروا السلاح من –وبوساطة – دولة اليهود في فضيحة ما سمي [ بإيران – كونترا] لا يستبعد عليهم أن يحالفوا أمثال بشار الأسد .. ليحاولوا القفز على ظهره ..إلى المنطقة العربية .. ليكملوا مشوار [ ترفيضها ] .. والسيطرة عليها لإقامة الإمبراطورية الفارسية الجديدة ..ولإرجاع أمجاد الأكاسرة .. والانتقام ممن قوضوا إيوانهم ..وأزالوا دولتهم ومعابد نارهم .. –كما يحقد اليهود على المسلمين لإزالتهم قواعدهم ومستعمراتهم في الجزيرة ..ولذا يشدد الطرفان النكير على أبطال الأمة الإسلامية – وخصوصا من كان له دور في إسقاط حكم الأكاسرة .. وتطهيرالجزيرة من الرجس اليهوددي .. أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه..والذي يخصه المجوس واليهود بأكثر وأشنع حملاتهم الحاقدة المفترية !!

.. إن العهد الحالي في إيران .. يراهن على انتصار شبيحة بشار .. ليتمركز نفوذه في بلاد الشام .. – وهو يلقي بكل ثقله وثقل الشيعة وراء النظام المدمر لسوريا ولشعبها – وسفيره ومستشارو الحرس الثوري وأدواته هم الحكام الحقيقيون الآن في سوريا -= حتى إن الأخضر الإبراهيمي – المبعوث الدولي لسوريا .. أول ما قابل السفير الإيراني في دمشق – قبل أن يقابل الرئيس المتهاوي بشارا ..!

.. إن أنظار [ ملالي إيران ] تمتد إلى الجزيرة العربية والخليج .. ولذا كان – وما زال عبثهم في البحرين – ويُعتبَر كثير من روافض الخليج [ خلايا نائمة ] مستعدة لتدمير كل شيء ..وفعل أفاعيلهم..إذا صدرت لهم الأوامر من إيران ومن المراجع !..

..وليس مستبعدا – إذا ثبت نظام شبيحة النصيرية في دمشق- لا سمح الله – أن تكون الوثبة الإيرانية التالية .. على الخليج – ربما بدءا بالبحرين ..وتثنية بغيرها ..وتثليثا وتربيعا ..إلى أن يثبوا على الحرمين- كما يحلمون ويصرحون- ليعيثوا في الأرض فسادا ..وربما يسرقون الحجر الأسود هذه المرة ويرسلونه إلى [ قم] كما سرقه أسلافهم [القرامطة ] الذين سرقوه وأبقوه في البحرين أكثرمن 20 عاما !!!

من [السيناريوهات المتصورة] لإشعال الفتنة وإذكائها ! :

.. ولا يستبعد أن يكون هنالك [ أحد السيناريوهات ] إثارة اشتباك أو تحرش يهودي بسوريا لإنقاذ حكمها المتهاوي وإشعال نار حرب – تتحول إلى طائفية – يرجح كفة الرافضة [ الأقل ] ظهورُ وإيهام أن السنة مع جبهة الكفر والاستعمار والصهيونية ..كما قد يكون [ الإخراج لتلك المسرحية الدامية !].. أو [ افتعال] هجوم رمزي أو جزئي – من رأس المؤامرة [ اليهود وأمريكا] على إيران – أو ضربة أو ضربات لبعض مواقعها ومفاعلاتها ..لإشعال النيران في المنطقة ..ولإعطاء الفرصة [ والإيعاز وساعة الصفر] لتهاجم إيران الخليج والجزيرة – بذرائع مثل ضرب قوات وقواعد الاحتلال..إلخ - ..ولا يدري بعد ذلك – الا الله - ما يكون من العواقب [الوخيمة] !

وليفني المسلمون بعضهم بعضا ..والأعداء يتفرجون.. ! ثم يقطفون الثمار !

حتى يتحقق حديث المستورد القرشي في صحيح مسلم : (تقوم الساعة والروم أكثر الناس )!!

.. وويل للعرب ! من شر قد اقترب ! ..ونسأل الله العفو والعافية ...