من الأب سبيريدون طنوس إلى الشيخ حسن نصر الله

من الأب سبيريدون طنوس

إلى الشيخ حسن نصر الله

لا تخطئ في حساباتك و لا تتجرأ على السوريين

حضرة  الشيخ  نصر الله

بصدق  اود  ان تصلك  كلماتي.

في  الحقيقة  انا لا  اتدخل  في العمليات  العسكرية  لكوني  رجل  دين، و لا احب  المهاترات الا ان  خطابك  الاخير استفذتني بشدة،

و بخاصة اصابعك  التي  وجهتها الينا مهددا  متوعدا،  حيث لم  نعهد ان  احدا قد  تجرأ عبر  التاريخ و فعل  ما انتم  قد فعلتم.

 و هنا  أتساءل عما  اذا  كنت مدركا  لما  تقوله و تحاول  فعله،  او انها لحظة غضب  عابرة ؟

مع  ان  الحالتين تشكل  كارثة،

  الاولى تعني  عداء لشعب لا قدرة  لك على ان  تختبر قدرته اصلا.

و الثانية تعني انك  تقود جماعة مسلحة بقرارات  لا تتصف  بالحكمة و هذه مصيبة.

حضرة  الشيخ  نصر الله

ان سوريا  ليست  مملكة لحلفائك و شركائك  و لا تحكم من قبل ملوك  و لا سلاطين و لا  اتباع  امراء، فهي لا تشبه  لبنان و لا  العراق  و ايران  و لا حتى  اسرائيل.

ان  كنت  تملك جيشا  فهو  لك ،  او  انك ملكت  الطائرات و  الصواريخ و العتاد  فهذا شانك  و لك،  و لا علاقة لنا به.

انك  قادر على التحرك  ضمن  حدودك الصغيرة،  و لكن ، و هنا  اشير باصبعي  اليك، و اقول  لك لا تخطئ  فنحن لسنا ممن تظن.

في  الحقيقة  انني متفاجئ بك ، لأنني  اعلم  ان المشايخ  في  الطائفة الشيعية  الكريمة  هم علماء، أي  دارسون  للتاريخ و مطلعون على  بعض  من الحقائق ، كون  الحقيقة  الكاملة هي لدى  الله تعالى، و الحقيقة تقول:

  ان  سوريا ليست  تحت سلطان سلطانك و لن تكون  يوما.

حضرة  الشيخ  نصر الله

كونك شيخ في طائفة  كريمة، وجب علينا احترام مشيختك،  و حيث انك دائما  ترسل مشوراتك هنا  و هناك،

و الان وجب  علينا ان  نشير عليكم و  نقول  لكم  ، و هنا اشير  باصبعي  اليك ثانية،  و اذكرك و انصحك لا تخطئ  في حساباتك و لا تتجرأ  على السوريين، اقول  لك ذلك حفاظا  عليك و على اتباعك، و لانني  ارى انك  غير  عالم  بحقيقة  الامور بما يخص  السوريين.

فالسوريين لا يختبؤون في  الملاجئ  كما يفعل  الاسرائيلون، و  السوريون لا يختطفون جثث جنود  و يفاوضون عليهم ...الخ

سماحة الشيخ  نصر الله

 اتمنى ان  تكون  رسالتي و مشورتي  قد  وصلت  اليكم

و في الختام  اود  ان اكرر ما قاله  السيد  المسيح، و هنا اشير  باصبعي  اليك ثالثة، :

 يقول  السيد  المسيح:  من  كان له  اذنان  للسمع  فليسمع.

متمنيا   لكم حسن  البصيرة.