مكائد الأمم والسوريون(ح2)..

كردستان سوراقيا

محمد سعد الدين

فتح الرجل أمامي كتاب التاريخ...قبل خمسة قرون تحالف الأكراد مع الأتراك,أستمال السلطان سليم ياورالأول قبائل الأكراد ..هزموا أسماعيل الصفوي, أسروا زوجته ,أوقفوا التوسع الصفوي لمدة قرن من الزمان..أخمدوا حينها الثورات العلوية المتلاحقة بالأمبراطورية العثمانية

الأكراد تؤام العرب....أنجبوا صلاح الدين الأيوبي فاعز الله به العرب..هم قوم طيبون يصدقون الوعود..يعيشون على أمل تحقيقها منذ قرون طويلة  ظلمهم الجميع وظلموا أنفسهم

صدام حسين يعشق تقليد التاريخ بتهور ,اختصر قصتهم ,كان أكثر من أكرمهم بالحكم الذاتي وأقسى من أبادهم  بحلبجة و أخواتها

البارازني...رجل الأكراد الأستثنائي درس التاريخ بعمق,تعلم الفارسية والعربية بطلاقة,نافس الشيعة في تقيتهم,سابق حكام العرب في عمالتهم للغرب,تعلم من اليهود خبثهم.... وورث عن الأكراد عنادهم

يبتسم الرجل بهدوء..يدرك أن حلم أمته قد أقترب ..القوى الكبرى وعدته من جديد بدولة كردية طال أنتظارها...يبدو الرجل واقعيا فهم لعبة الأمم سيقبل بتجزئه حلمه

أردوغان  رجل تركيا الأستثنائي....يحب الخير للأخرين ولكنه يحب الخير أكثر لبلاده,رجل دولة... بحق يستشعر القادم  قبل حدوثه,يقبل ببعض ضرره, مقابل الكثير من خيره...أدرك أن الدولة الكردية قادمة لامحالة فاختار أن يقلص حدودها ويتعايش بجوارها....أغدق على أكراد العراق,أدمنوا على جواره أكرمهم بالكهرباء والغذاء والدواء,أرسل شركاته لبناء أقليمهم هناك بعيدا عن بلده....أرسل مندوبه  اليهم ...وضع خارطة طريق لأقليم كردستان سوريا معهم تعهد بتكرار مساعدتهم كاخوانهم العراقيين ,لن يزعجه أن يتحد الأقليمان.......ما داموا يقفون حدا لأكراد تركيا في تحقيق حلمهم

أيران الصفوية...عينها في مكان أخر.....جيرانهم الخليجون  يملكون كل ما ينقصها...... فاوضت المعارضة السورية ستة مرات أو ربما عشر مرات!!!في ضيافة البرازني.. حددت هي أخرى خطوطها,زواجنا من الأسد ليس كاثوليكيا...نحن نفضل زواج المتعة.... ولدينا معركة قادمة,لن يزعجنا أن يعلن الأكراد دولتهم بعيدا عنا, بل لن نمانع أن يحكم الأقليم السني المدمربسوريا خصمنا العقائدي فسيكون لديهم ما يشغلهم لعقود طويلة ولدينا مشروع سيشغلنا لسنوات طويلة

كردستان سوراقيا........... مكيدة الأمم على السوريين

تنهد الرجل طويلا.......كرر قوله الأكراد شعب طيب...ولكننا أصبحنا .....أكثر طيبة منهم ....تغيرت نبرة صوته بحدة .....قبل أن أساله ....,أجابني( المخلصين الجهلة) ربما هم المكيدة الأكبر ..سقطت دمعة من عينه ..أحترمت حزنه منتظرا الحلقة الثالثة عن من يدمر بلادنا ويقتل أطفالنا وهو يقاتل في خندقنا!!