مع الأسف الكلام صحيح!!

د. خلدون الاسدي

عندما اتكلم في هذا الموضوع فانا اتكلم من واقع المقارنة العلمية و لا يمكن لاحد اتهامي و الحمد لله بالانحياز لاني معروف من ناحية القبيلة التي انتمي اليها و هي من اكبر القبائل الشيعية و العربية و مشيختها في مدينة جنوبية تعتبر مركز الثقافة الشيعية العربية و هي الناصرية وكما تعلمون فهذه المدينة هي ام الاحزاب العراقية و هي ام الشعراء و المطربين و الفنانين و منبع القيثارة العراقية و منبع الموسيقى من خرير الاهوار و اصوات الاطيار و حفيف القصب و البردي..

اقول على مدى 80 عاما من حكم السياسيين السنة و انا موظف لاكثر من عشرين سنة لم اشاهد في دائرة حكومية او نقابة او اتحاد او جمعية او منظمة صورة او علم او لافتة يمثل رجل دين سني او رئيس جماعة سنية او جهة دينية سنية او شعائر دينية سنية واشهد الله على ذلك ولكني وخلال 5 سنوات من حكم الشيعة  رايت اللافتات و الصور و الاعلام لرجال دين و مراجع دينية و رموز طائفية و طقوس و شعائر طائفية شيعية تملأ الدوائر الحكومية و المؤسسات و المنظمات و الاتحادات  و الاحزاب و قد وصلت الى حد ان يترأس مسؤولون حكوميون كبعض الوزراء الشعائر الطائفية في الدوائر و بضمنها اللطميات و الطبخ و القرايات و بشكل مقزز للشيعة المتعلمين فكيف بأبناء الطوائف و الاديان الاخرى. و الاسوأ ارغام الموظفين جميعا من مختلف الشرائح على حضورها ومن لايحضر يعتبر ضد النظام و ناصبي او وهابي او بعثي و(هذه المصطلحات) تسمعونها تتردد في الدوائر.

و هناك في دوائر الدولة ضباط امن من احزاب السلطة الشيعية حصرا لديهم صلاحيات واسعة للصق هذه المسميات بأي شخص يريدون.. وعلى نطاق المناطق السكنية قام افراد جيش المهدي خلال سطوتهم و خلال المناسبات الدينية التي اصبحت لا تعد و لا تحصى بتبليغ الناس بوضع الاعلام الطائفية و الصور و الشعارات  خلال هذه المناسبات و يبدو ان بعض الناس في الاحزاب الطائفية متخصصون في البحث عن المناسبات الدينية التي لم نكن نعرفها و لم يسجلها المؤرخون مثل استشهاد الرسول على اساس ان عمرا و ابا بكر اعطيا عائشة السم لتقتل به زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم

فهؤلاء لايعرفون ان مقام النبوة اعلى من مقام الشهادة و بسبب و لعهم التأريخي الماسوشي بالتغني بالشهادة التي بدأوا يطلقونها على كل من هب و دب و يكتشفونها من سنة الى سنة ليزيدوا المناسبات الدينية التي يستخدمونها لتحويل الناس الى قطعان من الاغبياء الذين ليس لهم  هدف في الحياة سوى البكاء واحياء المناسبات الدينية المزيفة التي حولت حياة الناس العاديين من الواعين الى قرف في قرف و خصوصا و هم يعلمون البرنامج المخابراتي و السياسي من وراء ذلك و الذي يقصد منه ابقاءهم متخلفين و جهلة في قطعان الخرفان التي يقودونها عدة مرات كل شهر الى المقامات الدينية و المدن المقدسة ليعلنوا الزيارات المليونية  و يتفاخروا بعدد الزوار ضد الخصوم السياسيين مما يدل على الهدف السياسي وراء هذه المناسبات.

في خلال 80 عاما من حكم الساسة السنة لم نرى على شاشة التلفزيون او الاذاعات الا برامج في شهر رمضان بعد الفطور يظهر رجل دين يلقي موعظة و تكون مقسمة بين يوم و اخر بين رجل دين شيعي و اخر سني و يمكنكم التأكد من ذلك من الولي الفقيه حسين اسماعيل الصدر الذي كان يأخذ الحصة الاكبر هو و الشيخ المدني. و بعد تأسيس تلفزيون الشباب كان يظهر كل جمعة الشيخ العباسي يوم الجمعة ليجيب على اسئلة الناس وكان برنامجا كاريكاتوريا يقصد منه الاستهزاء من الدين و لا علاقة له بسنة او شيعة. حاليا تمارس علينا الاذاعات و القنوات الفضائية و الارضية عقوبات دينية و بلغ التنافس بينها لتحقيق مرضاة الله ان تظهر لنا كل من هب و دب و كل من حفظ مجموعة من الروايات و لبس عمامة و ارتدى عباءة و لبس عدة محابس ليذيقنا الويلات في الدنيا قبل الاخرة برؤية وجوههم الوسخة و سماع الفاظهم الممطوطة بسبب جلوسهم مع الايرانيين و تعلمهم على ايديهم و كأن الدين الاسلامي نزل على زرادشت، و قد بلغ ببعض الاذاعات و الفضائيات الامر ان بدأت تسرح و تمرح و تقدم (معممين) مختصين بتفسير الاحلام و طب الاعشاب و طب الائمة و الطب النبوي و الحجامة و تجبير الكسور و الاحوال الشخصية و الاحوال السياسية و الرياضية و كل شيء (انهم يعلمون كل شيء).

في احد الايام كنت في نقاش مع احد المغيبين عن الوعي و قد بين لي بأن رجال الدين و خصوصا السستاني درسوا كل شي العلوم و الفيزياء و الكيمياء و الطب و اللغات فلما سألته هل بأمكانه معالجة المرضى؟  قال لي بالتأكيد قلت طيب نحن ندرس الولادة و الجراحة، اين تعلمها هو؟ قال لديه علم لدني، قلت هل يستطيع توليد امراة او اجراء عملية قال لي نعم و لكن هذا غير عملي بالنسبة له! فتصوروا هذه العقول مع العلم ان هذا الشخص خريج كلية. 

و الى لقاء قريب انشاء الله لنكشف مزيدا من دجل الدجالين وهي مهمة المتعلمين و المثقفين لرفع الظلامة عن عقول الناس.