بمناسبة مقترح تشكيل وإرسال قوات عربية

بمناسبة مقترح تشكيل وإرسال قوات عربية

إلى سوريا فإننا نعتقد ما يلي

د. مراد آغا

[email protected]

1- نذكر أولا أن مجمل الدول العربية التي تصرح علنا بمساعدتها للشعب السوري سيان اكانت من الدول التي شهدت مايسمى بالربيع العربي أو تلك التي لم تصلها رياح التغيير لم تزد مساعداتها لحد الأن عن المساعدات والعطايا والهدايا العينية المتموجة والغير مستقرة اضافة لاشتراكها جميعا في منع وصول اية مساعدات ومعدات عسكرية ثقيلة من شانها قلب موازين المعادلة لصالح الجيش الحر والثورة السورية اجمالا كمضادات الطائرات بمختلف أنواعها والمدافع والصواريخ المحمولة والبعيدة المدى واقتصار المعونات العسكرية وبحسب التعليمات على بعض أجهزة الاتصال والمناظير الليلية وماتبقى من معدات عسكرية خفيفة بينما يقتصر مايملكه الجيش الحر من أسلحة ثقيلة على ماتم الاستيلاء عليه من الجيش السوري النظامي أو عبر صفقات نادرة وسرية تمكن فيها الجيش الحر بعيدا عن الحظر الدولي من جلب معدات ثقيلة محدودة من الخارج 

2-عجز المجتمع الدولي عن الوصول الى قرار ثابت بالنسبة لسورية وتحول مجرى المعارك تدريجيا لصالح الجيش الحر بمؤازرة العديد من المقاتلين العرب والمسلمين وتزايد المخاوف من اندحار النظام والميليشيات التابعة له من محلية طائفية وحتى المستوردة منها طائفيا من لبنان والعراق وايران يجعل من امكانية الوصول الى حدود الجولان وزعزعة هدوئها الذي ضمنه اانظام السوري لأربع عقود أمرا ممكنا

3- الاستعاضة عن التدخل العسكري الدولي لصالح النظام اجمالا عبر ادخال سوريا في مايسمى بمفاوضات تسليم السلطة والاستعاضة عنه بتدخل عربي تفاديا لوقوع اصابات وخسائر في صفوف القوى الدولية وتفاديا لخسائر مادية يفترض أن يتم تحويلها الى الدول العربية الراعية ماديا لهكذا تدخل

4- التدخل العربي اجمالا سيكون على شكل قوات حفظ سلام هدفها نظريا الفصل بين الطرفين لكن هدفها العملي هو الحفاظ على النظام السوري وجيشه من ضربات الجيش الحر بل ستتلقى تلك  القوة العربية كما فعل الجيش السوري مع المراقبين العرب والأجانب ضربات قصدية ومتعمدة من ذلك الجيش ليتم الصاقها لاحقا ظلما وعدوانا بالجيش الحر

لذلك وبناءا على ماسبق فاننا نعتقد ونتمنى مايلي

1- ان كان هدف التدخل العربي العسكري في سوريا هو لحماية الشعب السوري وضرب الجيش السوري وشبيحته والمليشيات المستوردة بمعنى أن تدخل القوات العربية قصدا وحصرا هو الى جانب الشعب السوري والجيش الحر وهو مانشك فيه جملة وتفصيلا فأهلا وسهلا بتلك القوات

2- لكن ان كان الهدف وهذا مانعتقده هو حماية وتأخير سقوط النظام السوري عبر ادخال قوات ستعمل كوسادة لتخفيف ومنع الصدمات والهجمات التي سيكيلها الجيش الحر للجيش النظامي والميليشيات المحلية والمستوردة بهدف اجمالي ونهائي وهو الحفاظ على النظام كهدف مباشر وحدود اسرائيل كهدف غير معلن وتحويل انتصارات الشعب السوري وجيشه الحر الى ظاهرة سياسية ومفاوضات تمييعية تهدف الى تقسيم وبيع سوريا على موائد وبازارات المفاوضات التدويلية فاننا نقولها وعلنا لاأهلا ولاسهلا بهكذا قوات وندعو جميع ممثلي الجيش السوري وثوار الداخل الى رفض تلك الفكرة جملة وتفصيلا

كفانا ضحكا على اللحى وكفانا خداعا ومناورات فمجمل الأنظمة العربية التي لم تصلها رياح التغيير  ترى في قمع النظام السوري لشعبه مثالا تأديبيا ورادعا لشعوبها عن القيام  والنهوض في وجهها طلبا لحريتها وما ادعاء الانسانية ومساندة الشعب السوري والتي نشكر من قام بها الا أننا نعتقد انها في أغلب الأحوال كانت من باب الاستعراض والمجاملة وتخديرا لشعوبها بعد تمثيل دور الحنان والكرم والتعاطف بينما تغفل  احتياجات الشعب السوري وجيشه الحر الحقيقية لاسقاط النظام واولها تزويده بالسلاح النوعي واللازم لقلب موازين القوى مع النظام السوري مكتفية وبحسب أوامر عليا بشراء جوقات من مايسمى بمعارضة الخارج وارسال قوائم تلو القوائم الى الدول الفاعلة والكبرى ولاسرائيل وللنظام السوري لكنها على كمايبدو فشلت في تلك المهمة لحد الآن بل وزادت من تفاقم وتعقيد وشرذمة المشهد السوري عبر فصل وشرذمة مايسمى بمعارضة الخارج عن قوة وعنفوان ثوار الداخل ماسبب ويسبب التشويش لتلك القوات عبر تلك الجوقات المسيرة عن بعد 

بالمختصر المفيد ان كان هدف تشكيل قوة عربية هو حصرا لضرب الجيش السوري النظامي واسقاط النظام الحاكم في سوريا بشكل كامل وغير مشروط على غرار المساعدات التي قدمها العرب سابقا لحليفهم ومن ثم غريمهم صدام حسين وجعلته ينهي الجيش الايراني حينها فأهلا وسهلا 

أما ان كانت الفكرة تصب حصرا في الحفاظ على النظام وهدوء حدود الجولان وتحويل الثورة الى مجرد مفاوضات ومهازل تدويلية ودبلوماسية يدفع الشعب الثوري ثمنا باهظا لها يتمثل في تقسيم البلاد والعباد على طريق سايكس بيكو الثاني فلااهلا ولا سهلا

نرجو لفت الانتباه لماسبق بذمة الجيش السوري الحر وباقي من تبقى  من شرفاء سوريا في الداخل والمهجر

الرحمة لشهدائنا والحرية لاسرانا