ثلاثة أسئلة مهمة فيها مصير الثورة والأمة

ثلاثة أسئلة مهمة فيها مصير الثورة والأمة

عبد الله المنصور الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم 

أسئلة مهمه ينبغي على كل عاقل أن يطرحها على نفسه وغيره .كلنا يرى ويسمع ما يحصل في سوريا من قتل للأطفال واغتصاب للفتيات وإعدامات ميدانية وتخريب كامل للبنية التحتية والوسطى والفوقية وللحمة السورية 

تخريب سيظل أثره وتبعته على مدى عقود ولا ريب على سوريا حتى سمى الرئيس مرسي الأزمة السورية بمأساة العصر وهي كذلك وزيادة بل هي مأساة الدهر. هنا تواجهنا أسئلة مهمة

أولا :هذا الواقع من تخريب بنيان سوريا وإفساد الحرث والنسل فيها بسبب استمرار هذا الواقع من يخدم ؟ إنه لا يخفى على أحد أنه لا يخدم سوى اسرائيل وأعداء سوريا . فإذا كان كذلك وقلنا بأن العالم الغربي متآمر مع اسرائيل أو معاد بالأصالة لنا أو غير مبال وينتظر خراب سوريا لتعظم فاتورة البنيان لا يهم أي ذلك كان من هذه الثلاثة  فالنتيجة واحدة .فما السبب الذي يجعل المجلس والمعارضة لا يجهرون بحقيقة هذه المؤامرة أمام العالم ؟ أهي تقديم مصالحهم الدنيئة على مصلحة  الأمة وحقن دمائها وصون عرضها ؟إذا كنا لا ننتظر من الغرب شيئا أو على الأقل لم يقدم الغرب حتى الآن لنا شيئا فلم نحن حريصون على مراعاة جانبه ؟ ولم لا نعلن في الغرب بواسطة وفود إعلامية عن حقيقة الحال في سوريا وأن الغرب مفرط في الشعب السوري غير مبال لدماء الأطفال وعرض الفتيات وأن قادة الغرب وحوش في هياكل إنسانية يدعون المدنية والتقدم والحضارة وحماية السلم والأمن والأجيال البشرية كذبا وزورا ورياءً .لماذا لا يسمع للمجلس والمعارضة حس في الغرب أليس هذا أمر مريب !؟ 

ثم لماذا تكون المساعدات الايرانية معلنة وموثقة وهي بالمال والعتاد والرجال جوا وبرا عن طريق العراق بل وعبر قناة سيناء وكذلك من شيعة العراق ومن حزب الشيطان - افتح الروابط - .والعالم العربي - وأخص بالذكر مصر وتونس والمغرب وبعض دول الخليجلا يقدم المساعدات علنا للجيش الحر !؟ حين اقترحت هذا أجابني أحد أنصار مرسي بأن ثمة أعراف وقواعد دبلوماسية لا يمكن تجاوزها وعدم اعتبارها ! وإن تعجب فعجب لأمة جعل الله تعالى عزها باسلامها وجعل سبحانه منها أمة واحدة وآخى بين أفرادها تتعلل بالأعراف السياسية لإلغاء وتعطيل أمر الله تعالى ورسوله . إن الشرع والقواعد الاسلامية فوق كل اعتبار سياسي.ناهيك عن أن أهل الباطل معلنون بمساعدتهم ومددهم للمجرمين فلماذا لا نعمل نحن كعرب ومسلمون على تزويد الجيش الحر بالسلاح المنكي ؟ كيف يجوز لايران أن تقدم المال والسلاح والرجال ولا يجوز لنا أن نساعد المستضعفين أي منطق هذا وأي عرف وأي دين ؟ والله لو كان الذين يقتلون في سوريا عشر معشارهم من اليهود لقامت الدنيا ولم تقعد ولو كان عشرهم من النصارى فكذلك  بل لو كانوا شيعة لما تخلت عنهم ايران ولضربت بالأعراف السياسية أرضا وهاهم فئة من الشيعة النصيرية  وهم مجرمون آثمون ظالمون وايران تمد لهم يد العون جهارا فأي ذل هذا الذي سرى في نفوسنا اللهم إلا أن يكون مصداق قول النبي (ص) "حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال" .والله لو تحرك مرسي والعرب لفتح الله لهم ولأعانهم ولنصرهم وعظم قدرهم وثبت ملكهم ولن يستطيع الغرب أن يمنعهم لأنه يفضح نفسه ويهتك ستره ويقوض كل دعاويه في الإنسانية والمدنية وحفظ الأمن والسلام ثم ما عساه أن يفعل أيشن حربا علينا لأننا نصرنا من زعم أنه يؤيدهم ويطالب بتنحي سفاحهم وسيعترف بحكومتهم ولهذا دعوت إلى تأسيس هذه الحكومة على عجل لتطالب هذه الحكومة المعترف بها بالتدخل وبالسلاح لأنها عندئذ هي الشرعية والنظام لا شرعي بل وكأنه المحتل في العرف والقانون الدولي فالعجل العجل والوحدة الوحدة والشورى الشورى

ثانيا:الجميع قال في الماضي لا للتدخل وجعل المجلس من أصل ميثاقه رفض التدخل!! لماذا ؟ كيف يتصور عاقل أن يقاوم أعتى المجرمين وهو أعزل والمجرم مدجج بالسلاح وبيده الرهائن وليس لدينا شيء أفضل مما كان يملكه نعوضه به ؟ لماذا صرحنا وقلنا ومازال البعض يصرح بأننا لن تستخدم القوة مع المجرم وأنه حريص على تجنيبنا خطر التدخل كما قال مرسي وفي مجلس الأمن أيضا !؟. فهل من أحد يفهمنا كيف يكون خطرا علينا ؟في علم النفس كلما ازداد المجرم اعتيادا على الإجرام وممارسةً له كلما ازداد عنادا وانغلاقا على نفسه وإصرارا على نهجه هذا يعلمه  تلامذة علم النفس .إذاً ماهي الحكمة في تكرار التصريحات الرافضة للتدخل واستخدام القوة ؟ كلنا يعرف سياسة الجزرة والعصا فلماذا اخترنا أن نكسر العصا ونرمي بها والمجرم لا يبالي بالجزرة وقد تعفنت وفسدت من طول ما لوحنا بها والمجرم تعود على الدم ولحم الأطفال الغض . أرجو من كل من يملك جوابا عن هذا التساؤل أن يتفضل ويجيبني عليه .إن الإجابة على هذا السؤال في غاية الأهمية لأنها ستقرر حقيقة هؤلاء هل هم خونة ,عملاء ,مجانين أم مجرد سياسيين مغفلين أم ماذا ؟ 

  ثالثا:سلمنا بأن الغرب لايريد التدخل وأنه أحد الثلاثة الذين ذكرت آنفا. وسلمنا أن مرسي مثلا يرى أمريكا كإسرائيل فلا يريد تدخلا -أو لسبب آخر ننتظره ممن عنده جواب - ولكن كيف يجوز لمرسي أن يسد باب النجدة على شعب يذبح ويعدم ميدانيا لمجرد أنه سني مطالب بالحرية  كيف يجوز له أن يفعل هذا فيغلق بابا ولا يفتح باب المساعدة أو التدخل العربي ؟ ويقولون هو حافظ للقرآن والقرآن حجة لك أو عليك وفي القرآن ( فعليكم النصر ) فأين هو من أمر الله تعالى هذا ؟ وكيف يتأوله مرسي حلا سلميا ؟ .وكيف يمكن لمرسي أو لأحد أن يقول بأن التدخل الذي سيصب لمصلحة الثورة على شكل ضربات جوية على غرار ليبيا يكون سببا في حرب أهلية ؟ بل إننا في حمأة أبشع حرب أهلية والتدخل هو الكفيل بقطع هذه الحرب الأهلية وإنهاءها بتعجيل انتصار الشعب على الشرذمة المجرمة وتحقيق العدالة ولا تزر وازرة وزر أخرى . هذا الحل السلمي السياسي كان  ممكنا من أول الثورة لو كان الغرب والعرب وعلى رأسهم المجلس لوّح بالتدخل العسكري عوضا عن رفضه  كان هذا الحل ممكن التصور وممكن القبول به من الجميع ولكن الجميع لعب لعبة النظام واسرائيل وهي التوريط فاليوم عندنا 50 ألف قتيل وما لا يحصى من الجرحى والزمنى وبعددهم قتلة ومجرمين وآمرين بالقتل والتعذيب والاغتصاب  و200 ألف سجين و 3 ملايين مشرد فكيف يمكن لعاقل أن يتصور الحل السلمي من غير تعطيل للعدالة ومحاكمة للقتلة  أهذا ما يريده مرسي ؟ فقد ظهر أن ماتريده قطر والشيوعي المرزوقي وهو قوة حجز وفصل وليس قوة عربية لترجيح جانب الحق والعدل لتعجيل النصر .إذاً هي خطة عزمي بشارة التي تبناها غليون من أول يوم لإقامة دولة علمانية على غرار تركيا قبل أردوغان فهذا أقصى ما تسمح به اسرائيل . فإذا كان كذلك فلم لم يتم اتباع سياسة الترغيب والترهيب من أول يوم لإرغام النظام على القبول بالحل السياسي وتحذيره من الرفض .الأمر لا لبس فيه فيما يتعلق باسرائيل والغرب ولكن كيف يمكن تفسير اتباع هذه السياسة من قبل المجلس والمعارضة ثم العرب كدولة قطر مع سابق النذارة مني ويعلم الله أني كتبته ومنذ شهر آب من العام المنصرم وأبلغته كل من استطعت إليه سبيلا.