السلفية والإسلامية وإخراج أضغانهم بالثورة السورية
المنصور الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (أفحسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم )أي يفضح سريرتهم ويظهر سوء ما يضمرون من معتقداتهم .(أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) أي يمتحنون (...فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )أي علم كشف وإظهار عيان يميز بين حقيقة الحال والدعوى والأقوال
إن الله عز اسمه يقول (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )وهذا في قوم مسلمين مقصرين بترك الهجرة قانعين بالمكث بين ظهراني المشركين فقطع الله تعالى الولاية بين المسلمين وبينهم حتى يهاجروا (أولائك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا )ثم استثنى سبحانه فقال جل شانه ( وإن استنصروكم...فعليكم النصر )هذا مع كون الولاية مقطوعة معهم ولكن تلبية الاستغاثة من المسلم فرض مثقّل ونجدته حتم مقرر لذلك قال ابن العربي رحمه الله إلا أن يكونوا مستضعفين فإن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة أي إن كان عذرهم في ترك الهجرة سببه الضعف أو العجز من أسر أو غيره فهؤلاء ولايتهم لا يقطعها شيء يقول ابن العربيفوجب نصرهم حتى لا تبقى منا عين تطرف حتى نخرج لاستنقاذهم أو نبذل جميع مالنا في ذلك حتى لا يبقى لأحد درهم ! ثم قال وهذا قول مالك وجميع العلماء أي هو محل إجماع .فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون على ما نرى ونسمع مما يحل ويفظع في مسلمين الشام والمسلمون غافلون وهم مليار ونصف غثاءة ويملكون أعظم ثروة ولا هم لهم إلا اللحم والباء فإلى الله المشتكى .(إلا تفعلوه ) أي نصرتهم وتحقيق واجب ولايتهم (تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ولعمر الله لا أحسب أن معنى الآية أصبح يوما أظهر منه اليوم .والفتنة قوة الكفر والرفض والفساد الكبير ضعف السنة وانتشار الشيعة وفساد الدين والدنيا وانتشار أبناء المتعة وغلبة النصيرية
إني لا أخص دعاة السلفية من بين المسلمين وإن كنت أجعلهم موضع الصدر من الدفع بهذه المقالة فهم من ينادي بعقيدة الولاء والبراء وهم من ينصبون أنفسهم ولاة عن الدعوة وصفحاتهم تملأ معظم حيز النت وأموالهم ودعوتهم تستغوي حتى الشباب في الغرب فما فعل هؤلاء وما فعل المسلمون ؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بمنزلة الوالد وأزواجه أمهاتهم وهو بنفسي أكمل الأباء رأفة ورحمة وأعظمهم شفقة فكيف يستقيم في عقول هؤلاء المتظاهرون لنصرته بزعمهم أن يُؤْثِر النبي أويرضيه ترك نصرة من هم في محل بنيه وترك أمر الله تعالى في نصرتهم لادعاء الانتصار له صلى الله عليه وسلم من فيلم هزيل غمر مجهول قام به فاجر في أقصى بلاد الحرب والغرب ؟ بل إن الذي نشر هذا الفيديو هم بعض السلفية أنفسهم وهو الشيخ خالد فهو الذي تولى فعليا كبر نشر وإشهار الفيلم بعد أن كان مطويا في النسيان والإهمال كالكلب يعوي إذا ما ألقمته الحجر فأن أنت أغفلته ما شعر به بشر
إن الله عز وجل أمر وتعالى أمره وجده فقال (وإن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء...) فقد حرص الإسلام انطلاقا من قاعدة (إنما المومنون إخوة )أن يعم الوفاق والوئام بين المسلمين حتى أجاز قتال الفئة الباغية حرصا على وحدة الصف فأي مسلمين هؤلاء من يتركون إخوتهم هكذا وأسألكم بحق الإسلام أن تشاهدوا الفيديو كلاهما