فتاوى من أرض الثورة رقم 14
الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا
صدرت عن الهيئة العامة: "حكم بناء المنزل (الخاص) بأموال الثورة لإيواء اللاجئين وأسر الشهداء".
سؤال: أنا شخص يسلمني الناس مبالغ من أجل الثورة سواء كانت هذه المبالغ ذات اتجاه عسكري أو يقال لي هي عامة من أجل الثورة فطلب مني أحد الممولين بيتي – علماً أن بيتي من طابقين: الطابق العلوي مجهز كاملاً ومن بداية الثورة تركته للثوار والطابق السفلي كان قائما على أعمدة وسقف فقط - لينشئ فيه مشفى ميدانياً للثوار وعند البدء به وبعد أن تمّ دفع مبلغ مالي من أجل المستشفى غيّر المموّل رأيه إلى مكان أوسع وطلب مني أن يأخذ بيتي ليجعله ثكنة عسكرية للثوار أو لإسكان اللاجئين فاتفقت مع أسرة شهيد على إسكانهم مجاناً دون الرجوع إلى الممول الأول لأنه لم يرقني أن يكون بيتي ثكنة عسكرية قرب العوائل وأكملت البناء من مخصصات الثورة المدنية التي معي لإسكان أسرة شهيد مع ذويه فهل هنالك من إشكال في هذا العمل الذي قمت به علماً أنني رددت المبلغ للموّل الأول لأنه نكص في الاتفاق معي (المشفى الميداني)، وإن كان لا إشكال فإنني عازم على القيام بالعمل نفسه مع عدة بيوت لها نفس مواصفات بيتي لأن الحاجة ماسة في منطقتنا لإسكان اللاجئين حيث يتوافد إليها الهاربون من تحت القصف المستمر من عدة مناطق من سوريا.
أفيدوني أفادكم الله
الجواب: حمدًا لله وصلاة وتسليمًا على رسول الله أما بعد :
فإنه لا شك من نبل وعظم أجر إغاثة الملهوف والقيام بحاجات الناس
ونفعهم، سواء كان ذلك من المال الخاص أو المال العام المرصود لأعمال الإغاثة
والإيواء.
وإن الأموال التي تدفع لهذا المقصد ينبغي أن تصرف في حاجات الناس، وما أشار إليه
السائل من إكمال البناء من المال العام لإيواء الناس لا يجوز، لأنه إنفاق للمال
العام في المصالح الخاصة، فلذلك لا بد أن يضمن تلك الأموال التي أنفقها في إكمال
بيته ويردها إلى مستحقيها.
فإن كانت الحاجة ملحة وانعدمت البيوت التي تؤوي النازحين فيجوز له أن يعد بناءه
للإيواء من هذه الأموال بشرط ضمان ما يأخذه من المال العام، على أن يكتب ذلك في
وصيته ويشهد على ذلك من يثق بدينهم وأمانتهم. والله أعلم .
الأربعاء 5 /شوال/ 1433هـ- 12/سبتمبر/ 2012م
لجنة الفتوى في الهيئة